زار الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثّقافة السعودي أمس، مشروع جدة التاريخية، وجال في مرافقه مطّلعاً على كافة تفاصيله. وتأتي هذه الزيارة التفقدية للمشروع في إطار حرص وزارة الثّقافة على متابعة كافة المواقع والمشاريع المرتبطة بالشّأن الثّقافي.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد وافق على مقترح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مطلع يونيو (حزيران) الماضي، بإنشاء إدارة باسم «إدارة مشروع جدة التّاريخية» بموازنة مستقلة وتحت إشراف وزارة الثّقافة مثل نقلة كبرى ضمن ما توليه القيادة السعودية من اهتمام للمواقع الأثرية التّاريخية في السعودية.
وجاء ارتباط إدارة مشروع جدة التّاريخية بوزارة الثّقافة ليمنحها ميزة إضافية ودوراً فاعلاً مرتقباً؛ بينما عزّز إنشاء إدارة مستقلة في جدّة التّاريخية الاهتمام في المنطقة لحل الكثير من المشكلات التي كانت تواجه المستثمرين والقائمين على إثرائها، ومؤشراً للاهتمام بكل المواقع الأثرية التّاريخية في المملكة.
وحظيت المنطقة التّاريخية في جدة التي تضمّ الكثير من المساجد الأثرية والأبنية القديمة والحارات العتيقة باهتمام بارز في السنوات القليلة الماضية تجلى بدخولها في 2014 ضمن مواقع التّراث العالمي التابعة لليونيسكو، ويأتي إشراف وزارة الثقافة الوليدة على المنطقة ليضعها في بؤرة الأحداث الثّقافية في السعودية بعدما كان التّعامل مع المنطقة موسمياً فقط.
ويعود تاريخ مدينة جدة إلى عصور ما قبل الإسلام، ولكنّها في بدايات العصر الإسلامي، شهدت نقطة تحوّل كبيرة عندما اتّخذها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ميناءً لمكة المكرمة في العام (26هـ- 647م)، ومنذ تلك الفترة اكتسبت مدينة جدة بُعدها التّاريخي الإسلامي الذي جعلها واحدة من أهم المدن الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وبوابة للحرمين الشّريفين.
ونظراً لقيمتها التّاريخية والعمرانية، يضعها المتخصّصون في مقدمة المدن التي يتمثل فيها بوضوح الطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، حيث يتّسم العمق التّاريخي لمدينة جدة بمنطقة «جدة التاريخية» التي تضمّ عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتّراثية المهمة، من أبرزها المساجد التّاريخية ذات الطّراز المعماري الفريد، مثل: (مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي)، وسورها التّاريخي.
وبعيداً عن المساجد هناك حارات جدة القديمة التي حصلت المنطقة على شهرتها منها فهناك الحارة الأشهر حارة المظلوم وهناك حارة الشّام وحارة اليمن وحارة البحر وغيرها من الحارات الموجودة حتى الآن.
وعلى الرّغم من كل ما قيل عن جدة التّاريخية إلا أنّ جمالها يكمن في مبانيها المزيّنة بالرواشين الخشبية التي لا تمنع هواء البحر من التّسلل إلى المنازل المجاورة له من جهة وتعطي خصوصية عالية لسكان تلك المنازل. عانت هذه المنطقة التّاريخية خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى الرّغم من محاولات العناية بها، من احتراق الكثير من مبانيها القديمة، وغالبا ما لم تتضح أسباب الحرائق.
وتسعى رؤية المملكة 2030 للاستفادة من المناطق التاريخية كوجهة سياحية من الدرجة الأولى، وتضمّ جدة التّاريخية بين جنباتها التّراث العمراني التّاريخي الممتد لثلاثة آلاف سنة، وتعدّ المعالم التّاريخية والأثرية دوراً أساسياً في التّرويج السّياحي ولا سيما لعشاق التاريخ.
وزير الثّقافة السّعودي يتفقد مشروع «جدة التّاريخية»
في إطار الحرص على متابعة الشأن الإبداعي
وزير الثّقافة السّعودي يتفقد مشروع «جدة التّاريخية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة