يُحتفى اليوم بالبروفسور فيليب سالم، في فندق فينيسيا في بيروت، ويكرم بمناسبة مرور 50 سنة قضاها في معالجة الأمراض السرطانية والبحث عن علاجات أكثر نجاعة، حيث سيقلد وساماً رفيعاً باسم رئيس الجمهورية، ويعرض فيلم وثائقي عن مساره يحمل عنوان «نصف قرن من العطاء». تتخلّل الحفل كلمات قصيرة لكل من الدكتور مروان غصن الذي كان قد تتلمذ على يد البروفسور سالم، وسهيل مطر نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة، وأنور حرب رئيس تحرير جريدة «النهار» الأسترالية. وبهذه المناسبة يعزف عمر غدي الرحباني مقطوعة موسيقية. ويُوزّع الكتاب الذي صدر للدكتور سالم أخيراً، في لندن، باللغة الإنجليزية، ولم يُترجم بعد إلى العربية، ويحمل عنوان «الانتصار على السرطان المعرفة وحدها لا تكفي».
وفي هذا الكتاب يحاول البروفسور سالم، أن يقدّم خلاصة معرفته، وزبدة تجربته في صفحات معدودات، بحيث يشرح لقرّائه بلغة مبسطة، كيف يبدأ التعامل مع المرض من لحظة التشخيص الأولى، وما هي الأولويات، لا بل يذهب إلى أنّ الأهم من العلاج، هو درء المرض بالكامل. ويشدّد على أهمية التشخيص الدقيق وعدم الاتكال على تشخيص طبيب واحد، بل لا بد من استشارة أكثر من متخصص في السرطان، والعالم عموماً يشكو من قلة أعداد هؤلاء. ويرى سالم أن معالجة السرطان تتطلب بعد ذلك تنسيقاً وثيقاً بين عدد من الأطباء المتخصصين في ميادين مختلفة لمتابعة المريض. ومن الخطأ الكبير أن تقوم هذه الاستشارات الواحدة تلو الأخرى. فعادة يذهب المريض إلى الجرّاح أولا، فالمعالج بالدواء من ثم يذهب إلى المعالج بالأشعة وهذا خطأ. يجب أن يجتمع هؤلاء الأطباء إلى طاولة واحدة ويضعوا خطة علمية جديدة للمعالجة. إذ أنّ الخطة يجب أن توضع من قبل جميع هؤلاء الأطباء معاً، وليس من جهة طبيب واحد.
البروفسور سالم الذي ولد في بطرام بالكورة شمال لبنان عام 1941. وتعلم في مدارسها قبل أن ينتقل إلى طرابلس وبعدها إلى بيروت بدافع من تفوقه، درس الطب في الجامعة الأميركية كما درّس فيها وحاضر لسنوات، قبل أن يهاجر قسراً إلى الولايات المتحدة الأميركية لينجز هناك ما لم يتمكن من إنجازه في بلده. سُجّلت له اكتشافات علميّة وأبحاث طليعيّة واختراعات أدوية في بيروت وهيوستن (تكساس) حيث أدار ورأس وأسّس مراكز في معالجة السرطان منذ عام 1987.
وإلى جانب عمله في المجال الطبي. كانت رغبته الأولى أن يدرس الفلسفة، لكن إصرار والدته على دراسة الطب جعلته يذهب إلى غير ما أراد. لكنّ نزعته إلى حب الفلسفة بقيت كامنة توجه أعماله الطبية.
فهو يقول إنّ الطبيب يجب أن يعالج المريض وليس المرض، في تركيز منه مستمر على الإنسان، وعلى ما لأهمية الرعاية النّفسية والدفء والحرارة من دور في شفاء المرضى من السرطان. ويعتقد سالم أنّ إحدى أهم نقاط الضعف، أن يتوقف المريض عن الإحساس بالأمل وأن يقع في اليأس من شفاء مرضه.
ويقول في كتابه الجديد، إنّه واكب تطور علاج السرطان في مراحله المختلفة طوال نصف قرن شهد فيها الطب تحولات جذرية. ويشرح أنّه كان شاهدا على تطور المعالجة الكيماوية وعلى تفجر المعرفة بالأدوية الجديدة في العلاج الكيماوي. ومن بعد مرحلة العلاج الكيماوي جاءت المرحلة الثانية وهي العلاج البيولوجي أي إعطاء دواء ليس غريبا عن جسم الإنسان.
ثم جاءت المرحلة الثالثة، وهي المعالجة بواسطة الأدوية المستهدفة. هذه الأدوية التي تستهدف فقط الخلية السرطانية من دون أن تمسّ الخلية الصحيحة بأذى كبير. ثم جاء حديثاً العلاج المناعي. هذا العلاج غيّر جذريا معالجة الأمراض السرطانية. وهو يختلف عن المعالجات الأخرى لأنّه يستهدف جهاز المناعة في الجسم فيقويه وبذا يصبح جهاز المناعة قوياً وقادراً على تدمير الخلية السرطانية. ويعتبر سالم أنّ السنوات الخمس الأخيرة شهدت على تطور كبير في العلاج المناعي ونحن اليوم نملك أدوية يتم بواسطتها شفاء عدد كبير من المرضى.
فيليب سالم يُكرّم بعد نصف قرن من معالجة السرطان حول العالم
فيليب سالم يُكرّم بعد نصف قرن من معالجة السرطان حول العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة