تسلمت الشاعرة المغربية نسيمة الراوي، والشاعر التونسي محمد العربي، مناصفة، جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب، مساء أول من أمس، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي.
وتعد «جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب» واحدة من ثلاث جوائز أساسية تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة، مرة كل ثلاث سنوات، تشجيعاً للشعراء الشباب المبدعين في الدول العربية، بالإضافة إلى الإسهام بإعادة الاعتبار لـ«ديوان العرب» وربط الأجيال الصاعدة به.
وقال محمد بن عيسى، رئيس مؤسسة منتدى أصيلة وعضو لجنة تحكيم الجائزة، إن لحظة تقديم جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب، هي تعبير عن الوفاء للرواد الذين ساهموا ودعموا بحضورهم وأفكارهم وكتاباتهم مواسم أصيلة الثقافية منذ بداياتها. وأضاف في كلمة افتتاحية ألقاها خلال حفل تقديم الجائزة، إن الشاعر العراقي بلند الحيدري كان يطالبه من حين لآخر بإحداث جائزة للشعراء العرب الشباب، معتبراً أن إمكانات المؤسسة وقدراتها كانت لا يسمح لها إبان ذاك الوقت بإقامة هذه الجائزة. وتأسف على رحيل الشاعر العراقي قبل أن يشهد إطلاق الجائزة، حيث قال: «في أغسطس (آب) من عام 1996 وصلني خبر وفاة بلند الحيدري بنوبة قلبية، بينما كان يستعد للالتحاق بنا في موسم أصيلة الثقافي الدولي، وأعلنت حينها نيتنا إقامة جائزة الشاعر بلند الحيدري تخصص للشعراء العرب الشباب، وكانت أول نسخة لها عام 2000»، وزاد وعلامات التأثر بادية على محياه «كنت متألماً لأنني لم أعلن عن ذلك في حياته».
من جهته، قال علي عبد الله خليفة، الشاعر والأكاديمي البحريني الذي ترأس لجنة تحكيم الجائزة، إن إعلان بلاده في عام 2003 التوأمة مع مدينة أصيلة، وجهت له انتقادات، لكن فاتهم شيء مهم أننا «عندما نضع أصيلة في التوأمة مع البحرين نحن نضع الرؤية التي أسست لأصيلة وكذلك المثال العربي الناجح الذي استطاع محمد بن عيسى أن يحققه للوطن العربي سنة بعد أخرى». وأضاف منوهاً بتجربة مؤسسة منتدى أصيلة: «في العالم العربي تعودنا أن تبدأ المشاريع الثقافية عملاقة ثم تنجح ثم تتفسخ وتذوب في الوقت الذي بدأت فيه أصيلة لتستمر ولتعيش ولتظل سنة بعد أخرى»، معتبراً أن ما حققته أصيلة وموسمها الثقافي أمر «نادر الحدوث في الوطن العربي، أن يستمر مشروع ثقافي لمدة أربعين عاماً من النجاح المتواصل».
من جانبه، اعتبر شرف الدين ماجدولين، المنسق العام للجنة التحكيم، أن النقاش الذي دار بين أعضاء لجنة التحكيم، «عكس دوماً القلق والتوق إلى تجاوز وضع ثقافي غير طبيعي، ونضع مسألة المفاضلة بين الأجناس جانباً، ونفتح للقول الشعري امتداداً باعتباره تراثنا الذي سنجد فيه دوماً هويتنا الحضارية».
أما المهدي أخريف الشاعر المغربي، فقدم بالمناسبة مداخلة حول الشاعر الراحل بلند الحيدري، الذي اعتبر فيها الحيدري أحد «رواد القصيدة العربية الحديثة إلى جانب بدر شاكر السياب وأدونيس...»، مسجلاً أن الشاعر المحتفى بتخليد ذكرى رحيله، اختار طريقة شعرية خاصة به ومتفردة.
بدوره، قدم الشاعر اللبناني شوقي بزيع مداخلة أبرز فيها الجوانب المتفردة في شعر الراحل الحيدري، موضحاً أن عالم الشعر الحيدري ساهمت في تركيبه محددات رسمت موقفه من العالم واللغة.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة نالها في دورتها الأولى مناصفة الشاعر المغربي عبد السلام الموساوي والمصري أحمد بخيت سنة 2000، وفي الثانية توج بها الشاعر المغربي ياسين عدنان والعراقي علي الشلاه سنة 2003، ثم الشاعرتان المغربية إكرام عبدي والإماراتية خلود معلا في 2008، ثم عبد الرحيم الخصار والكويتي محمد هشام المغربي سنة 2011، قبل أن تفوز بنسختها لسنة 2015 مناصفة أيضا، سكينة حبيب الله وعبد الله أبو بكر من الأردن.
جائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب في أصيلة مناصفة بين الراوي والعربي
تكريم يأتي مرة كل 3 سنوات لدعم مبدعي الأجيال الصاعدة
جائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب في أصيلة مناصفة بين الراوي والعربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة