الجيش اليمني: فرار 25 خبيراً إيرانياً من الحديدة إلى صنعاء

TT

الجيش اليمني: فرار 25 خبيراً إيرانياً من الحديدة إلى صنعاء

لوّح الجيش اليمني بتنفيذ عملية إنزال بحري وجوي لتحرير مدينة الحديدة، في وقت قياسي، من قبضة الميليشيات الحوثية، وذلك رداً على تلكؤ ومراوغة الانقلابين في تسليم الميناء، ورفضهم كل المساعي الدولية التي تطالبهم بضرورة الخروج من المدينة دون مواجهات عسكرية لضمان سلامة المدنيين.
وأوضح العميد عبده عبد الله مجلي، المتحدث الرسمي للجيش اليمني، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك مؤشرات أن الميليشيات الحوثية لا تعتزم تسليم المدينة والميناء، إذ رصد الجيش قيام الميليشيات في الوقت الراهن بحفر العديد من «الخنادق» في المدينة، ونشر القناصة بشكل واسع لاستهداف المدنيين، وهذا الأعمال لن يسكت عنها الجيش الذي من مهامه حماية المدنيين من كافة الأعمال الإجرامية. وقال مجلي، إنه في حال تلكأت الميليشيات الحوثية بأسباب واهية في تنفيذ القرارات والمساعي الدولية للخروج من المدينة، واستمرارها في انتهاك القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين العزل، فإن الجيش لديه العديد من الخيارات، ومنها الإنزال البحري، والجوي، والجيش قادر على تنفيذ هذه الأعمال بكل اقتدار وسرعة في التنفيذ، مشدداً على أن الحوثيين يكذبون، ولن يسلموا المدينة، كما فعلوا بعدم تنفيذ القرارات الدولية، والتزامها بالمخرجات الثلاثة، ولن يكون هناك حل سوى العمل العسكري. والأعمال التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين والتنكيل بهم، كما يصف العميد مجلي، الهدف منها جرّ الجيش الوطني لحرب داخل المدينة بأي شكل من الأشكال، خصوصاً أن المدينة يطوقها الجيش من عدة جهات، وهذا سيكون عاملاً مساعداً في الضغط على الميليشيات لتنفيذ كافة القرارات الدولية.
واستطرد، أن الجيش يعمل على عدة جبهات لتحرير الحديدة، انطلاقاً من المدن والمديريات الواقعة على الخط الساحلي الغربي للبلاد، ومنها التحيتا التي تمكن من تطهيرها، كذلك «بيت الفقيه»، وهذه الأعمال العسكرية تزيد من عمليات الضغط على الميليشيات للخروج دون أعمال عسكرية ومواجهات مباشرة، ولن يتوقف الجيش في عملية التوغل باتجاه ميناء الحديدة، لافتاً إلى أن الجيش لديه قوات مدربة «خاصة»، لاقتحام المدينة وتنفيذ أعمال عسكرية، والقتال داخل المدن، مع قدرتها على تجنيب المدنيين الأعمال العسكرية المباشرة.
تأتي هذه الأعمال، بحسب العميد مجلي، وفقاً للخطة التي ينفذها الجيش للوصول إلى الهدف الرئيسي، والمتمثل في تحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الميليشيات التي تتخذه ممراً لتهريب السلاح بكافة أشكاله لضرب الشعب اليمني، ونهب المساعدات الإنسانية التي تأتي إلى ميناء الحديدة.
وعن تأخر عملية التقدم إلى مركز مدينة الحديدة، أكد العميد مجلي أن «الجيش يسير وفق الخطة المعدة من قبل رئاسة هيئة الأركان العامة، وهذه الخطة تقضي بالتحرير الكامل لمحافظة الحديدة والميناء، وكافة المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التي تنفذ في كل يوم أعمالاً إجرامية متنوعة ضد الشعب اليمني»، مشدداً على أن الجيش على تخوم الحديدة، ولا يفصل بين المدينة والجيش سوى 10 كيلومترات، إلا أننا وفي كل تحرك عسكري يكون هناك حرص على عدم الدخول بشكل مباشر حفاظاً على حياة المدنيين.
وأشار متحدث الجيش إلى «أن هناك خبراء إيرانيين، وآخرين من حزب الله (الإرهابي) كانوا في المدينة، وهم الآن يفرون بشكل كبير من الحديدة باتجاه صنعاء»، موضحاً أن الجيش رصد فرار قرابة 25 خبيراً من إجمالي 50 خبيراً إيرانياً تواجدوا في وقت سابق داخل المدينة، وكانوا يقومون بأعمال تدريب ونشر الألغام على امتداد الساحل الغربي.
وعن الوضع الميداني، قال العميد مجلي إن قوات الجيش مدعومة بطيران التحالف العربي، تمكنت من تحرير العديد من المناطق في مديرية حيران بمحافظة حجة، ونجح في السيطرة على مواقع رئيسية وتحرير قرية الخوالية وعزلة بني فاضل، كما أن الجيش أصبح على مقربة من الخط «الدولي» الرابط بين مديرية حرض ومحافظة الحديدة، التي تبعد قرابة 12 كيلومتراً عن الخط الدولي، فيما نجح في كسب العديد من المواقع في جبهة صعدة، وهذا تسبب في انهيار وخسائر كبيرة داخل صفوف الميليشيات ومقاتليه على الجبهات المباشرة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».