للمونديال أيضا صبغته السياسية والحزبية في لبنان

اللبنانيون يتلونون بالأصفر والأبيض استعدادا للمواجهة بين البرازيل وألمانيا

للمونديال أيضا صبغته السياسية والحزبية في لبنان
TT

للمونديال أيضا صبغته السياسية والحزبية في لبنان

للمونديال أيضا صبغته السياسية والحزبية في لبنان

بلغت حمى المونديال أوجها في لبنان، لا سيما وأن المباراة المنتظرة الليلة ما بين المنتخبين البرازيلي والألماني تمثل مدى تحيز اللبنانيين لهذا الطرف أو لذاك حتى في الرياضة.
وقد تكون طريقة تعبير مشجعي الفريقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خير دليل على مدى الحماس الذي يجتاح لبنان من شماله إلى جنوبه في هذه المناسبة.
«الثلاثاء سنطحن البن البرازيلي مش قاريينكن»، و«خمسة بعيونكن سنفوز بمن حضر»، هما العبارتان اللتان تلخصان وببساطة موقف كل من مشجعي المنتخبين، واللتان احتلتا صدارة صفحتيهما على مواقعهما الإلكترونية.
فمشجعو الفريق الألماني والذين أسسوا لهم صفحة إلكترونية منذ بداية المونديال تحمل عنوان «رابطة مشجعي ألمانيا»، واجهتهم من الناحية المقابلة صفحة إلكترونية أخرى لمشجعي البرازيل وهي «برازيل فانز إن ليبانون». ولا تقتصر حمى المنافسة بين المشجعين على هاتين الصفحتين فقط، بل تشمل عدة صفحات أخرى على مواقع «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستاغرام»، لتشكل وسائل حرب رياضية بامتياز، تحمل إما صورا معبرة عن الحرب الضروس القائمة بين المشجعين لهذا الفريق أو ذاك، أو تعليقات ساخنة تستخدم «لزكزكة» هذا الطرف أو ذاك.
وحملت إحدى الصور تعليقا من قبل مشجعي المنتخب الألماني كتب عليها: «سوف نضرب البرازيل وما بعد البرازيل ألمانيا فوق الجميع» وهي تصور صاروخا جويا جرت تغطيته بالعلم الألماني، ودون على صورة أخرى حملت صورة لفنجان قهوة «قريبا قهوة برازيلية على الطريقة الألمانية». أما مشجعو الفريق البرازيلي فحملت الصور التي وضعوها من قبلهم على الصفحات الإلكترونية التابعة لهم عبارات أكثر قسوة، مثل «لكل مريض رب يشفيه ولكل فقير رب يغنيه ولكل ألماني برازيلي يمسح الأرض فيه».
ويبدو أن هذا الانقسام الذي يشهده اللبنانيون في هذا المجال تأثر بصورة مباشرة بالأحزاب السياسية الموجودة في لبنان وبمقدمها (8 آذار و14 آذار)، خصوصا وأن رئيس حزب القوات اللبنانية أعلن على الملأ أنه من مشجعي الفريق الألماني، بينما اكتفى العماد ميشال عون رئيس حزب الإصلاح والتغيير بالقول: «أنا مع البرازيل ولكن إذا خسرت ووصلت الأرجنتين البرتقالية فسأكون متفرجا ليس أكثر»، غامزا في قناة شعار حزبه البرتقالي. أما الرئيسان سعد الحريري ونبيه برّي فهما من مشجعي الفريق الأصفر أيضا.
«ليك قبل ما انسى.. أنت مع مين برازيل أو ألمانيا؟» عبارة أصبحت بمثابة التحية اليومية التي يتبادلها اللبنانيون بين بعضهم البعض قبل الشروع بأي حديث آخر. كما أخذت مسألة تشجيع هذا الفريق أو ذاك منحى رسميا، بحيث تدخلت السفارتان الألمانية والبرازيلية في لبنان على الخط، فراحت تساند مشجعي البلدين كل منها على طريقتها.
وتقول براءة حسين إحدى المسؤولات عن نادي «برازيل فانز إن ليبانون» لمشجعي الفريق البرازيلي، إنها اتصلت شخصيا بالسفارة البرازيلية في بيروت وطلبت منها دعما حسّيا لمشجعي منتخبها فقبلت طلباتها، التي هي كناية عن تزويدها بأعلام بلد البرازيل وبأكواب تحمل شعار المنتخب وكذلك بقمصان وشورتات صفراء يرتديها المشجعون في كل مرة يتوجهون فيها إلى منطقة (الجديدة) في بيروت. فهناك جرى تحويل ملعب رياضي فسيح تابعا لأكاديمية «أوبا» الرياضية إلى مكان يحتضن تجمعاتهم، وقد وضع في وسطه شاشة عملاقة لمشاهدة كل مباراة يلعبها الفريق البرازيلي. وتختم براءة حسين لـ«الشرق الأوسط» هي التي تأتي على الموعد في كل مرة بصحبة أهل مدينتها صيدا الجنوبية: «نحن لا نحبذ تحويل هذه اللعبة الرياضية إلى السياسة، فهناك فرق شاسع بين الاثنين ولكن مع الأسف الأمور أخذت هذا النمط لدى البعض ونحن لا نجاريهم بذلك».
أما عمر كبّول أحد المسؤولين عن «رابطة مشجعي الفريق الألماني في لبنان»، فيرى من ناحيته أن السفارة الألمانية في لبنان لعبت دورا فعالا في هذا الصدد وزودت الرابطة بما يلزمهم من أدوات وأغراض لتشجيع فريقها الرياضي. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا على يقين بأن ألمانيا ستفوز باللقب في هذا المونديال، ولن نتأثر بأي تحديات أو منافسة متأتية عن زملائنا المشجعين لفريق البرازيل».
وفي انتظار النتيجة التي ستحسم مساء اليوم هذه الحرب الرياضية، استعد اللبنانيون في مختلف المناطق للحدث كل على طريقته وبأسلوبه. فالبعض غطى المبنى الذي يقطنه بعلم عملاق للبرازيل، فيما وزع البعض الآخر أعلام ألمانيا على سكان الحي الذي يسكنه مجانا من أجل إشعال الحماس في نفوس الجيران. واضطرت شريحة من اللبنانيين لحجز أماكن لها في المقاهي التي تعرض المباراة الليلة، بحيث دفعت مسبقا تكلفة هذه الجلسة وبالعملة الصعبة.
أما الأولاد فقد حضروا أسلحتهم الفتاكة في هذا الصدد، بحيث اشتروا المزامير والمفرقعات للاحتفال لحظة الفوز، كما ارتدوا لباس هذا الفريق بالأصفر أو ذاك بالأبيض ليكونوا على أتم استعداد للمواجهة. ولم ينس عازفو الطبلة والإيقاع أن يحملوا آلاتهم الموسيقية هذه إلى أماكن التجمعات لهم في الهواء الطلق، ليدقوا عليها أثناء مشاهدتهم المباراة ولتسريع إيقاعها لحظات إدخال هذا الهدف أو ذاك في شباك «العدو».
يبقى القول إن غياب الهدافين البرازيليين «نيمار» و«سيلفا» عن المباراة هذه بسبب إصابة الأول وإبعاد الثاني، لخطأ ارتكبه في المباراة التي خاضها مع فريقه ضد الفريق الكولومبي، لم يثن مشجعي البرازيل عن اقتناعهم التام بالفوز.
أما النساء اللبنانيات فقد تلقين في المناسبة رسائل إلكترونية من أزواجهن، يطالبونهن خلالها بالتقيد بشروط خاصة أثناء وجودهن في المنزل لمتابعة المباراة. وبين هذه الشروط عدم الاقتراب من جهاز التحكم الخاص بالتلفزيون في غرفة الجلوس، الامتناع عن القيام بأي واجبات اجتماعية كالتهاني والتعزية، اتباع الصمت التام خلال عرض المباراة والسماح بالكلام فقط ما بين الشوطين، عدم رسم التكشيرة على الوجه أثناء وجود أصدقاء الزوج والسماح بذلك فقط إذا خسر الفريق الذي يشجعه، إضافة إلى شرط آخر وهو عدم قول عبارة «ما بدها ها لقد تعصيب لأنك بذلك تزيدين من عصبيتي وأعذر من أنذر».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.