«حرِّروا الكلمة» عنوان مهرجان «كرامة بيروت» لأفلام حقوق الإنسان

يُقام بالتعاون مع الأمم المتحدة وسفارات سويسرا والتشيك وهولندا

مشهد من فيلم الافتتاح الفلسطيني {نادي ركوب الأمواج}
مشهد من فيلم الافتتاح الفلسطيني {نادي ركوب الأمواج}
TT

«حرِّروا الكلمة» عنوان مهرجان «كرامة بيروت» لأفلام حقوق الإنسان

مشهد من فيلم الافتتاح الفلسطيني {نادي ركوب الأمواج}
مشهد من فيلم الافتتاح الفلسطيني {نادي ركوب الأمواج}

7 أفلام وثائقية طويلة، و4 قصيرة، إضافة إلى 5 أفلام روائية قصيرة تؤلِّف برنامج مهرجان «كرامة بيروت» لأفلام حقوق الإنسان. تنظّم هذا الحدث الجمعية اللبنانية «معمل 961 للفنون»، تحت عنوان «حرِّروا الكلمة»، ويُقام بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت وسفارات سويسرا والتشيك وهولندا في لبنان. ويعرض أعماله بدءاً من اليوم 17 إلى 20 يوليو (تموز) الجاري في صالات سينما «متروبوليس أمبير» في الأشرفية.
ويُفتتح هذا الحدث الذي تستضيفه بيروت للسنة الثالثة على التوالي بفيلم فلسطيني ألماني «نادي ركوب الأمواج» اليوم، ليُختتم في 20 يوليو الجاري بفيلم «ذا باند» (الفرقة) وهو وثائقي لبناني عراقي.
وتأتي هذه الدورة من المهرجان لمساندة التعبير الحر وللتّذكير بالمنتجات الفنية التي تُقمع من قبل الجهات المكلفة بحمايتها، بهدف الحفاظ على الرّوح الإيجابية للإبداع وإبعاد شبح القمع.
ويتناول فيلم الافتتاح «نادي ركوب الأمواج» (إنتاج عام 2016) للمخرجين فيليب جنات وميكي يمين، قضية الغزّيين الذين يعيشون محاصرين في أكبر سجن في الهواء الطّلق في العالم. وينجذب جيل جديد إلى الشواطئ حيث يجدون حريتهم الشخصية في أمواج البحر المتوسط في ظل الحروب التي تحيط بهم، فهم ملّوا من الاحتلال والجّمود السّياسي. ويصوّر الفيلم ناشطين يركبون الأمواج في بحر غزة.
ومن الأفلام القصيرة التي تُعرض في اليوم الثاني للمهرجان «غرق رجل» ومدته 15 دقيقة، للمخرج مهدي فليفل، ومن إنتاج مشترك بين الدنمارك وإنجلترا واليونان. وفيلم «أبراهام» لعلي كريم عبيد (إنتاج مشترك بين الإمارات وإيطاليا والعراق). كما ستُعرض ثلاثة أفلام أخرى تصبّ في هذه الخانة وهي «روح مدينة»، و«سفر ميمون»، و«كارغو».
ويعدّ الفيلم الوثائقي الفلسطيني «نائلة والانتفاضة» الذي سيحلّ بطلاه، نائلة العايش ورأفت الزقوط، ضيفَين على المهرجان، إضافة إلى منتجته رولي سلامة، أحد أبرز الأفلام المعروضة. ويروي قصة شابة فلسطينية من غزة كان عليها أن تختار بين الحب وعائلتها وحرّيتها فتختار الثلاثة. ويتناول هذا الوثائقي المشوار النّضالي لنائلة عايش، وهو نموذج لعشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات اللاتي أسهمن في الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى. وتدور أحداثه ما بين دخول نائلة السجون الإسرائيلية وخروجها منها، وتوزيع المنشورات في الليالي، والتحضير للاعتصامات والمقاطعات حاملة ابنها الرضيع مربوطاً إلى ظهرها. وكان سبق لهذا الفيلم أن عُرض في صالة «باربكيان» في العاصمة البريطانية تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي للمرأة.
أمّا الفيلم الوثائقي «توب العيرة» للمخرجة السورية لين الفيصل، فيروي معاناة لاجئة سورية في العقد الثّامن من عمرها حاولت المستحيل لإعادة أولادها إلى وطنهم الأم إلا أنّهم آثروا الهجرة إلى بلدان مختلفة وبينها النرويج ولبنان.
ومن الأفلام المهمة التي تُعرض ضمن المهرجان وثائقي (أفغاني - أميركي) بعنوان «ما يجلبه الغد» من إنتاج عام 2015، للمخرجة والمنتجة والمؤلفة الأميركية بيث ميرفي الشّهيرة والحائزة على جائزتين في هذا المجال.
ويطلّ هذا الفيلم على أول مدرسة للبنات في قرية أفغانية صغيرة، حيث لم يكن يُسمح للآباء من قبل بتعليم بناتهم. ومع بدايات المدرسة (عام 2009) من تخريج أول دفعة فيها عام 2015، تدمج المخرجة نفسها مع هذا المجتمع، في نظرة حميمة لما يعنيه حقاً أن تنشأ الفتاة اليوم في أفغانستان وما يلزمها من تغيير في القلوب والعقول.
تُقام على هامش هذا الحدث حلقات نقاش مفتوحة، بينها واحدة بعنوان «وضع التعبير الحر في لبنان»، ويشارك فيها كل من الإعلامية ديانا مقلد وأيمن مهنّا، المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير. كما يحلّ على مهرجان «كرامة بيروت» لأفلام حقوق الإنسان في نسخته الثالثة، عدد من الضيوف المعروفين في مجالات الفن والإخراج في لبنان والعالم العربي. ومن بين هؤلاء الفلسطيني ميكي يمين، مخرج فيلم «نادي ركوب الأمواج في غزة»، والباقر جعفر، مخرج فيلم «الفرقة» من العراق. كما يحضره أيضاً كل من نائلة العايش ورأفت الزقوط، بطلا الفيلم الفلسطيني «نائلة والانتفاضة» مع منتجته رولي سلامة. ومن سوريا يستضيف المهرجان الفوز طنجور وهو مخرج فيلم «ذاكرة في الخاكي»، ولين الفيصل مخرجة فيلم «ثوب العيرة»، وميلاد أمين مخرج فيلم «أرض المحشر». ومن مصر تحضر مشيرة فاروق، مديرة التوزيع في شركة «MAD Solutions». أمّا من لبنان فسيشارك في هذا الحدث كل من بسمة فرحات مخرجة فيلم «خسوف»، وغلوريا طوق مخرجة فيلم «روندو»، وكريم الرحباني مخرج فيلم «شحن (cargo)».
يذكر أنّ مهرجان «كرامة بيروت» لأفلام حقوق الإنسان، يُسهم وعلى غرار مهرجانات أفلام حقوق الإنسان المعروفة عالمياً، في تسليط الضوء على أفلام السينما الرافضة للعنصريّة وخطاب الكراهية والتمييز والظّلم. وكانت دورته الأولى في عام 2016 قد حملت عنوان «الآخرون»، وهدفت إلى زيادة الوعي حول حقوق اللاجئين والأقليّات في لبنان والعالم العربي، بينما اتّخذت الدورة الثانية منه في عام 2017 عنوان «الهُويّات الجديدة»، حيث ركّزت على المحتوى الإنساني الحقوقي.


مقالات ذات صلة

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط» play-circle 01:34

خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»

«سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور ضحايا التعذيب في سجون الأسد، يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»، ويوجه رسالة إلى السلطة الجديدة.

كميل الطويل (باريس)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.