مصرية تروي تجربتها مع قيادة الدراجة يومياً في شوارع القاهرة

الأجهزة التنفيذية تتبنى مشروع «سكتك خضراء» لتخصيص أماكن لركنها

بسمة ماهر
بسمة ماهر
TT

مصرية تروي تجربتها مع قيادة الدراجة يومياً في شوارع القاهرة

بسمة ماهر
بسمة ماهر

تحول قرار المصرية بسمة ماهر قيادة الدراجة الهوائية يومياً في تنقلاتها من منزلها بحي فيصل، بمحافظة الجيزة، إلى دار الأوبرا بوسط القاهرة، من سلوك شخصي إلى مبادرة لدعم ونشر ثقافة استخدام الدراجة في التنقلات كوسيلة مواصلات سهلة وغير ملوثة للبيئة، وتزامن ذلك مع مشروع «سكتك خضراء»، الذي تنفذه محافظة القاهرة لتخصيص أماكن لركن الدراجات في الشوارع والميادين العامة وبجانب محطات مترو الأنفاق، بهدف تشجيع المواطنين على استخدامها كوسيلة مواصلات اقتصادية.
وفي اليوم الأول لرحلتها بالدراجة الهوائية من حي فيصل إلى مبنى دار الأوبرا بوسط القاهرة، حيث تشارك في بروفات لمسرحية جديدة، شعرت ماهر بكثير من التوتر والقلق، لكن تمكنها من قطع كل هذه المسافة في نحو 45 دقيقة فقط جعلها تشعر بالرضا لأنها قد تستغرق بالسيارة ضعف هذا الوقت بسبب الزحام المروري.
بسمة فوجئت كذلك بتقبل قائدي المركبات والمواطنين لها بالدراجة، وتعاونهم معها ومساعدتهم لها، وهو أمر لم تتوقعه، ودفعها التفاعل الإيجابي إلى تحويل قيادتها للدراجة من سلوك شخصي إلى حملة لنشر ثقافة استخدامها كوسيلة مواصلات سهلة، وبدأت في تدوين يومياتها والمواقف التي تعرضت لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الذي شهد تفاعلاً وحفاوة لا تقل عن التفاعل الإيجابي الذي فاجأها وسط الشوارع المزدحمة.
وتقول ماهر لـ«الشرق الأوسط»: «عندما قررت شراء دراجة هوائية، اعترضت أسرتي خوفاً من المضايقات وزحام الشوارع، لكني قلت لنفسي لماذا لا أجرب، فالشوارع مزدحمة والطريق يستغرق وقتاً طويلاً بالسيارة، ودعمت والدتي الفكرة، لكني شخصياً كنت متخوفة أيضاً من عدم تقبل الناس للفكرة، والمضايقات التي يمكن أن أتعرض لها، خصوصاً من سائقي المركبات. وفوجئت في اليوم الأول بحالة إيجابية أبهرتني، فكان سائقو المركبات متعاونين جداً، ويتركون مساحة لأمر منها، حتى تعليقات الناس في الشارع رغم فكاهيتها، فإنها كانت مشجعة وداعمة».
وتضيف: «تعرضت لكثير من المواقف التي أثبتت أن الناس متعاونون، على عكس ما توقعت. ففي اليوم الثاني، خرج السير الحديدي عن تروس الدراجة. وبالطبع ما زلت ليس لدي خبرة في هذه الأعطال، فتوجهت إلى مجموعة من الشباب يقفون في الشارع، وقبل أن أطلب مساعدتهم، وجدتهم يتوجهون نحوي، وسألوني عن المشكلة، فأخبرتهم بها، وقام أحدهم بإعادة الجنزير الحديدي إلى مكانه على التروس ببساطة شديدة، ثم انصرفوا مبتسمين، بينما كنت أتمتم ببعض عبارات الشكر».
وبدأت محافظة القاهرة إنشاء مواقع مخصصة لركن الدراجات الهوائية مجاناً بعدد من شوارع وميادين وسط العاصمة، ضمن مبادرة «سكتك خضرا» التي تهدف إلى نشر ثقافة ركوب الدراجات، والتشجيع على استخدامها كوسيلة نقل يومية اقتصادية آمنة. وكانت المرحلة الأولى من المبادرة قد بدأت في مايو (أيار) الماضي بحي مصر الجديدة الراقي، شرق القاهرة.
وتأتي مبادرة «سكتك خضرا» التي تنفذها محافظة القاهرة بالتعاون مع كل من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وسفارة الدنمارك بالقاهرة، وعدد من منظمات المجتمع المدني، ضمن مشروع أكثر طموحاً تتبناه الحكومة المصرية تحت اسم «بسكلته»، وهو نظام متكامل يهدف إلى توفير مسارات آمنة للدراجات في الشوارع الرئيسية، مع توفير نظام لتأجير الدراجات من المحطات المختلفة، بحيث يمكن للمواطنين تأجير الدراجة من أي ساحة للتأجير، وقيادتها إلى المكان الذي يرغبون في الذهاب إليه، ثم تسليمها في ساحة مماثلة.
وترى بسمة أن إنشاء مسارات مخصصة للدراجات الهوائية بالشوارع الرئيسية، وتوفير مواقع لركنها، سيساهم كثيراً في إقبال الناس على استخدامها في تنقلاتهم اليومية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.