صدر حديثاً عن سلسلة الجوائز بالهيئة الكتاب المصرية رواية «زمن النساء» للكاتبة الروسية يلينا تشيجوفا، وهي، حسب مترجمها الدكتور محمد نصر الجبالي، واحدة من أفضل ما كُتِب بالروسية خلال العقدين الأخيرين، وتضعها في مصاف كلاسيكيات الأدب الروسي مثل مسرحية «بستان الكرز» لأنطون تشيخوف، ورواية «آباء وأبناء» لإيفان تورجينيف وغيرها.
وقال الدكتور الجبالي لـ«ثقافة» إن «زمن النساء» تتوفر على كثير من العناصر الفنية التي جعلت منها الأفضل باللغة الروسية في عام 2009، وقد حصلت على جائزة البوكر العالمية للرواية الروسية في العام نفسه.
وذكر الجبالي، الذي يعمل أستاذاً للأدب الروسي بكلية الألسن جامعة عين شمس، أن يلينا تشيجوفا التي وُلدت عام 1957، بمدينة ليننغراد: «سان بطرس بورج» تُعد واحدة من أهم الكاتبات الروسيات المعاصرات.
وقد أُدرجت روايتاها «المجرمة» و«الدير الكبير» ضمن القائمة القصيرة للجائزة نفسها عامي 2003 و2005 على التوالي. ويتميز أسلوبها بالسمات والخصائص التي تمثل ما بعد الحداثة التي تتجلى في أعمال الكثير من الكاتبات الروسيات المعاصرات.
ولفت الجبالي إلى أن العقود الثلاثة الأخيرة في روسيا شهدت إبداعات متميزة من الكاتبات والشاعرات الروس حيث تضاعف عددهن مقارنة بالعقود السابقة. ويرجع ذلك إلى كثير من الأسباب لعل أهمها النهضة الثقافية التي شهدتها النخبة المثقفة في روسيا والتي تمثل المرأة جزءاً أصيلاً منها.
ويلينا تشيجوفا هي أيضاً ناثرة ومترجمة وكاتبة مقالات وحاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد، كما عملت رئيسة تحرير لمجلة «الكلمة العالمية»، وتعود أولى كتاباتها الاحترافية إلى عشر سنين مضت.
أما بداياتها، فكانت في فترة انهيار الاتحاد السوفياتي، وقد قامت بالتدريس في الجامعة وعملت بالتجارة فترة من الزمن قبل أن تتفرغ حالياً للكتابة.
تسيطر الحياة في بطرسبرغ على إبداعات تشيجوفا، حيث تحدد سمات شخصيات أبطالها وعالمهم النفسي، ومعظمهم من النساء. وهي تتناول مصائرهن وطباعهن ودورهن في المجتمع وعالمهن الداخلي.
وتدور أحداث روايتها «زمن النساء» حول الفتاة أنطونينا التي لم تستطع، بسبب نشأتها الريفية، التأقلم على العيش في مدينة كبيرة. وقد استطاع أحدهم أن يغرر بها بسهولة، فأنجبت منه طفلة عاشت سنوات لا تقوى على النطق. وسرعان ما تمرض أنطونينا، وقد كان عليها أثناء مرضها واحتضارها أن تترك ابنتها الصغيرة عند جاراتها العجائز الثلاث جليكيريا وأريادنا ويفدوكيا. واستطعن بالفعل أن يقمن بالمهمة وشبت الفتاة رسامة موهوبة ومشهورة، حتى إن الجزء الأخير من الرواية عبارة عن حديث البطلة الصغيرة عن نفسها.
تتناول الرواية أيضاً حياة ومصير العجائز الثلاث، وتصور حياتهن في الشقة المشتركة التي يعشن فيها، وترسم عوالمهن الداخلية، وحياتهن أثناء حصار مدينة ليننغراد خلال الحرب ومعاناتهن من الوحدة، وفقدان الأولاد أو الأزواج ما جعلهن يوجهن كل عنايتهن إلى الصغيرة صوفيوشكا.
ومن خلال كل ذلك تلقي الكاتبة الضوء على الواقع الروسي في القرن الماضي.
وعن طبيعة السرد في «زمن النساء»، يقول الجبالي إنه يأتي على شكل قصص وحكايات على ألسنة كل بطلات الرواية الخمس صوفيوشكا أو سوزانوتشكا الطفلة وأمها البطلة الرئيسية أنطونينا والجدات يفدوكيا وجليكيريا وأريادنا، بالإضافة إلى ذلك نجد بعضهن يلخصن جزءاً من الأحداث من وجهه نظره الخاصة. ويحتل المونولوغ والديالوغ مساحة كبيرة في الرواية. وربما كان ذلك من الأسباب الرئيسية وراء تحويل الرواية إلى عروض مسرحية مختلفة.
«زمن النساء» ليلينا تشيجوفا في ترجمة عربية
حائزة على «جائزة بوكر» الروسية
«زمن النساء» ليلينا تشيجوفا في ترجمة عربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة