عندما وصل رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ماتيو رينزي، إلى ألمانيا لحضور قمة مجموعة الدول السبع قبل ثلاث سنوات، لم يتم استقباله بعزف النشيد الوطني الإيطالي.
وبدلاً من النشيد الوطني، قدمت فرقة غنائية من بافاريا أغنية البوب الشهيرة، «أزورو» (وتعني اللون الأزرق بالإيطالية)، التي يبلغ عمرها حالياً 50 عاماً، وأصبحت واحدة من أكثر الأغنيات الإيطالية شعبية في العالم، شأنها شأن أغنيتي «Volare» و«O Sole Mio».
ويشار إلى أن الأغنية من تأليف باولو كونتي (81 عاماً)، وهو مغنٍ وكاتب أغانٍ. وكانت الأغنية تصدرت لأول مرة قوائم الأغنيات في نسخة غناها نجم البوب والروك الإيطالي، أدريانو تشيلينتانو (80 عاماً).
وأكد كونتي للصحافيين في مؤتمر صحافي عقد في يونيو (حزيران) الماضي بمناسبة مرور خمسين عاماً على إطلاق الأغنية لأول مرة، «لم أنسَ هذه الأغنية قط؛ فهي في قلبي». كما أرجع كونتي السبب وراء النجاح الأولي للأغنية إلى نجم الغناء، تشيلينتانو، قائلاً عنه «كنت أعلم أنه بسبب تقديمه الأغنية، ستحقق نجاحاً ضخماً».
وكان تشيلينتانو، الذي كان مشهوراً بالفعل بإيطاليا في أواخر ستينات القرن الماضي،- وافق على تسجيل الأغنية وإطلاقها بعد أن طارده صديق لكونتي في مجال الموسيقى، لمدة يومين وأقنعه بأن يسمعها.
وعلى الرغم من أن أغنيات كونتي عادة ما تتسم بطابع موسيقى الجاز الصاخبة، حيث تكون قطعاً موسيقية رفيعة تستحضر سحر باريس في عشرينات القرن الماضي، فإن لحن أغنية «أزورو» يتميز بالسعادة التي تستحضر بسهولة روح إيطاليا الجميلة.
وتتحدث كلمات الأغنية عن رجل يغرق في أحلام اليقظة بعد ظهر أحد الأيام الصيفية. ويقول أحد مقاطع الأغنية «ذَهَبَت هي إلى الشاطئ، وأنا وحيد هنا في المدينة، أسمع صوت طائرة تمر فوق أسطح المنازل».
وحتى لو لم يصل معنى الكلمات لغير الإيطاليين، فإن الأغنية تحظى بشعبية كبيرة مع الأجانب أيضاً. فهي أغنية يتم تقديمها بصورة منتظمة في مهرجان «أوكتوبرفست» في ميونيخ، كما أن جماهير كرة القدم تتغنى بها دائماً.
وكان المنتخب الإيطالي، المعروف أيضاً باسم «أزوري»، قدم أداءً رائعاً لأغنية «أزورو» في عام 2006، عندما فاز بكأس العالم في ألمانيا.
كما قدم الأغنية فنانون من إسبانيا وفرنسا وألمانيا. وقد أعاد فريق موسيقى البانك الألماني «Die Toten Hosen» تقديم الأغنية في عام 1990؛ تقديراً لفوز ألمانيا بكأس العالم الذي كانت تستضيفه إيطاليا آنذاك.
ولم يبدأ كونتي في تقديم أغنية «أزورو» بشكل منتظم إلا في ثمانينات القرن الماضي، عندما انطلق مشواره الغنائي. ومن بين أشهر أغنياته الأخرى «Via con me»، التي تشتمل على جزء باللغة الإنجليزية.
ويحظى كونتي بمكانة خاصة بين الجمهور الناطق باللغة الإنجليزية. وفي عام 1998، حصل ألبومه «The Best of Paolo Conte» على لقب ألبوم العام في مجلتي «The New Yorker» و«Rolling Stone».
وعلى الرغم من الإشادة به، بقي النجم الإيطالي شخصية مراوغة. ويفخر الفنان المنحدر من استي، وهي منطقة تشتهر بالنبيذ وتقع جنوب شرقي تورينو، ببلاده ويرفض الحداثة بصورة دائمة.
وكان قد قال للصحافيين أثناء مؤتمر صحافي عقده بمناسبة ذكرى طرح الأغنية «ليس لدي هاتف محمول»، مضيفا أنه يقضي وقته في المنزل، حيث يستمع إلى تسجيلات موسيقى الجاز القديمة التي انتشرت في عشرينات القرن الماضي، أو يشاهد حفلات موسيقية كلاسيكية ومباريات كرة قدم على التلفزيون.
ومع ذلك، خرج كونتي من عزلته، لتقديم حفلين موسيقيين في الهواء الطلق، وبيعت تذاكرهما بالكامل - بروما، في يونيو الماضي، للاحتفال بعيد ميلاد أغنية «أزورو» الخمسين.
وبمشاركة فريق الأوركسترا بالكامل، محاطاً بأشجار الصنوبر الضخم وتحليق طيور النورس، إلى جانب الأطلال المهيبة لحمامات كاراكالا (أحد أقدم المباني المهيبة في روما القديمة) في الخلفية، كان ثمة شيء مميز في أدائه.
ففي الليلة الأولى، عندما قدمت الأوركسترا أول أجزاء أغنية «أزورو»، ظهر نجم لامع في السماء. ثم تعثر كونتي، النجم المخضرم، في الكلمات، إلا أن الجمهور رد على ذلك بالتصفيق الحار.
الاحتفال بمرور 50 عاماً على إطلاق أغنية «أزورو»
النشيد الوطني غير الرسمي لإيطاليا
الاحتفال بمرور 50 عاماً على إطلاق أغنية «أزورو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة