بمجموعة من الحفلات التجريبية في العاصمة المصرية، يستعد الفنان المصري ناصر النوبي، وفرقته «جميزة»، لتقديم عروض غنائية وموسيقية مشتركة مع الفنان الأرجنتيني دييجو ميرينو، على مسارح القاهرة وأميركا اللاتينية وأوروبا، خلال الفترة القصيرة المقبلة. والحفلات تأتي بمثابة بروفات، وقد يتسم بعضها بالمفاجأة، وقد تأتي دون تخطيط، ويقدمها النوبي وميرينو في مواقع مختلفة، مثل المكتبات والمقاهي المفتوحة بمنطقة القاهرة الفاطمية، وغيرها، ويحضرها جمهور محدود.
أما العروض التي يتم التخطيط لها لتقام خلال العام الحالي والمقبل، فتتضمن 3 وجوه: الأول يقدمه ناصر والمطربة يم سويلم، والثاني ينفرد فيه ميرينو بتقديم أغنياته، أما العرض الثالث فسوف يكون مزيجاً من الموسيقى والغناء بين الطرفين.
وقال النوبي لـ«الشرق الأوسط» إن معرفته بميرينو بدأت قبل أن يلتقيا، فقد سمع الموسيقى والتانجو الأرجنتيني ونشأ عليه. وبوصفه موسيقياً ومطرباً، ولا بد أن يكون لديه خبرة وافية بما يقدمه غيره من الفنانين حول العالم، بما في ذلك فناني أميركا اللاتينية، استمع لكثير من أغانيهم وموسيقاهم الفلكلورية. وأضاف: «في المقابل، يعرف ميرينو الفن المصري والعربي، وهذا طبيعي لأن العالم قرية صغيرة، ولا بد للعاملين في المجالات المتشابهة أن يتعرفوا على ما يقدمه غيرهم في أنحاء المعمورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً».
ولفت النوبي إلى أن صديقاً له يعمل مرشداً سياحياً يعرف ميرينو قام بدور حلقة الوصل، وقد حدثه عنه وعن فرقته، ما جعله «يلبي الدعوة للحضور إلى القاهرة للتعرف على تجربتنا، وما نقدمه من غناء وموسيقي. طبعاً هذا في البداية، لكنه ليس أساسياً في إقامة أي نوع من التعاون الفني، لكن الأساس أن يكون هناك تفاعل بين الفنانين، ومن دون ذلك لا يمكن أن يقدموا شيئاً ذا جدوى، فقد يكونون أصحاب أصوات عظيمة، أو منتجي موسيقى عبقرية، لكن لا يوجد أي نوع من التفاهم. في هذه الحالة، لا أرى أي فائدة في تقديم أعمال مشتركة».
من جهته، تحدث ميرينو عن مسيرته، وعلاقته بالموسيقى، وقال إن جده جلاور مونتينيغرو كان فناناً فقيراً جداً، ولد في عام 1809، وكان حفيداً لرجل جاء من أوروغواي، من سلالة عائلة من أصل أفريقي تحررت من العبودية، كما أنه يحمل مزيجاً من أصول أفريقية وهندية وإسبانية، وإيطالية من ناحية أبيه. وكان جده بسبب فقره يسير حافياً في الشوارع ممسكاً بغيتاره يغني للناس بحثاً عن المال، وقد ورث الفن منه، وعاش في كنفه حتى بلوغه الحادية والعشرين من عمره، وقد تبدل حال جده، وصار غنياً، لكن علمه ألا ينسى أنه كان فقيراً، وهو يعيش حياة الثراء. من هنا، تتحدث أغانيه عن المعاني الإنسانية والحب والعدالة والكرامة.
وتحدث ميرينو عن التشابه الكبير بين الناس في بيونس آيرس العاصمة الأرجنتينية والقاهرة، لافتاً إلى أن هذا قد يكون واحداً من المؤثرات التي جعلته يأتي للقاهرة ليقدم فنه للناس مع فرقة جميزة، وقد سبق أن غادر الأرجنتين في سن الحادية والعشرين، وقد تعود على السفر كل عامين إلى عاصمة من عواصم العالم، للغناء والعزف لجماهيرها. وفي هذا العام، سافر إلى إسبانيا، وغني في برشلونة ومايروكا، كما غني في لندن وإيدن برج، وسجل ألبوماً غنائياً مع عدد من زملائه الفنانين في الاستوديو الذي كانت أغنيات فريق البيتلز البريطاني الشهير تخرج منه.
من جهته، قال النوبي إن دور فرقته سوف ينصب على تقديم أغنيات «أنا قلبي صحراء» و«عمال تلف في المداين» و«جنابه»، وقد تقدم له أغنيه تستشعر فكرة الفلامنكو، وقوالب تستفيد من موسيقى الصعيد والواحات والنوبة، ورقصاتها الفلكلورية.
أما المطربة يم سويلم، رفيقة ناصر النوبي في فرقة جميزة، فلفتت إلى أن «جميزة» تقدم موسيقى مصرية خالصة، تستفيد من ثراء البيئة السواحلية والصحراوية والنوبية والصعيدية، وتمزج كل هذا لتقدم غناءً مصرياً بشخصيته المتنوعة.
«النوبي» و«ميرينو»... عروض غنائية على ألحان مصر والأرجنتين
«النوبي» و«ميرينو»... عروض غنائية على ألحان مصر والأرجنتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة