محافظ الأنبار يهدد بقصم ظهر من يقف بوجه تطبيق القانون

محافظ الأنبار يهدد بقصم ظهر من يقف بوجه تطبيق القانون
TT

محافظ الأنبار يهدد بقصم ظهر من يقف بوجه تطبيق القانون

محافظ الأنبار يهدد بقصم ظهر من يقف بوجه تطبيق القانون

مع اقتراب موسم الدعاية الانتخابية في العراق، دخلت ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية «بازار» المزايدات السياسية، ولا سيما مع إعلان رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر عن تشكيل تكتل سياسي باسم «تكتل الكرامة» يضم بعض الناشطين في ساحات الاعتصام لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وفي حين تراجع محافظ الأنبار أحمد خلف الذيابي عن الخطة التي اقترحها لوقف الاعتصامات ورفع الخيم إلى ما بعد الانتخابات، وهو المقترح الذي قوبل برفض اللجان التنسيقية للاعتصامات، فقد عاود أمس هجومه الحاد على من وصفهم بـ«المتشدقين والأغبياء» من بعض السياسيين ووسائل الإعلام الذين «يتذرعون بالدفاع عن المعتصمين ويتاجرون بهم»، مشددا على أن ضباط الشرطة يمتلكون الخبرة والقدرة على حماية أمن المواطن.
وقال الذيابي خلال مؤتمر صحافي عقد في ديوان المحافظة، أمس، إن «الوضع الأمني مستقر في الأنبار لكننا نخشى من هجمات مسلحة متوقعة لكون المجرم ليس له عمل إلا القتل والتخريب وسنعمل على ملاحقة المطلوبين وكشف أوكارهم»، مطالبا العشائر بـ«إعلان البراءة من المطلوبين والمجرمين». وأضاف قائلا: «سنعمل خلال الأيام القليلة المقبلة على أخذ تعهدات تحريرية من شيوخ العشائر للبراءة من المطلوبين وللتعاون مع مجلس شيوخ العشائر في السعي لتسليم أي مطلوب للأجهزة الأمنية في حال وجوده بمناطق مدن الأنبار»، مؤكدا أنه «لن نسمح للإرهاب أن يعكر استقرار المحافظة مطلقا».
ودعا الذيابي شيوخ العشائر والوجهاء إلى «أخذ دورهم الواضح والمهم في المرحلة الحالية وعلى وسائل الإعلام الشريفة أن تأخذ فعاليات المجتمع»، لافتا إلى «أننا سنتصدى لأي مجرم بالقوة ولن نسمح بقتل وسفك دماء الأبرياء»، مشددا في الوقت ذاته على أن «ضباط الشرطة يمتلكون الخبرة والقدرة على حماية أمن المواطن». كما أشار إلى أنه «لا أحد يزايد على وطنية الآخر والكل يعمل في خدمة أهله»، مشيرا إلى «أننا لسنا تجار سياسة ولا أحد يزايد علينا في موضوع المعتصمين والاعتصامات من بعض المتشدقين الأغبياء وبعض وسائل الإعلام الفارغة». واعتبر الذيابي أن مقتل طفل قبل أيام في الرمادي عمره أربع سنوات في هجوم مسلح «سيكون نقطة تحول في عمل أجهزة الأمن ولن نسكت حتى يدفع المتورطون بقتل الأطفال الثمن».
من جهته، قال الشيخ نواف المرعاوي عضو اللجان التنسيقية في ساحة اعتصام الأنبار المعروفة باسم «ساحة العزة والكرامة» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك الآن الكثيرين ممن يريدون استثمار الساحة لتوجهاتهم الخاصة من أجل نيل المكاسب ودخول الانتخابات وحصد الأصوات باسم المتظاهرين وهو أمر قرر المعتصمون في الساحة رفضه بالكامل»، مؤكدا على أن «الساحة لا تدعم أحدا ولم تخول أحدا لأن يكون معبرا عن إرادتها وهي ليست ميدانا لمزايدات السياسيين والمنتفعين». وردا على سؤال عما إذا كانت هناك جهة تعمل على ذلك باسم الساحة، قال المرعاوي: «نعم هناك أطراف تعمل وتخطط لذلك خلال الفترة المقبلة ولكن ما ظهر الآن بوضوح هو التكتل الذي أعلن عن تشكيله خميس الخنجر الذي أعلنوا أنه يمثل الساحة، وهذا ليس صحيحا بالمرة».
وبشأن ما إذا كانت لجان التنسيق توافق على تفتيش الساحة التي بدأت جهات عديدة تتهمها بأنها أصبحت تأوي المتشددين والمتطرفين، قال المرعاوي: «نؤكد موافقتنا على خطة عملية بتفتيش الساحة في أي وقت ليلا أو نهارا لكن من قبل الشرطة المحلية في الأنبار». وشدد المرعاوي على رفض «أي قوة تأتي من خارج المحافظة ومن غير أفراد الشرطة لتفتيش الساحة حتى نقضي على هذه الذريعة التي يتشدق بها البعض بكون الساحة فيها متطرفون أو أسلحة وما إلى ذلك من أقاويل غير صحيحة».
بدوره، اتهم المجلس التأسيسي لأبناء العراق الساحة بأنها كانت وما زالت مأوى للمتطرفين. وقال عضو المجلس التأسيسي فارس إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل ما حصل من أعمال قتل وعنف خلال عام في الأنبار مصدره ساحة الاعتصام بما في ذلك مقتل نجل رئيس المجلس الشيخ محمد الهايس أخيرا». وأضاف إبراهيم أن «هذا الكلام لا نقوله على عواهنه بل لدينا الأدلة والأسماء والوقائع وهي أمور يعرفها أهالي الأنبار». وحول موافقة لجان الساحة على تفتيشها بتهمة وجود أسلحة فيها، قال إبراهيم: «إنهم أخلوا الساحة ونقلوا الخيم إلى أماكن أخرى بعد أن أدركوا أن هناك خطة لتفتيشها من قبل الجهات الأمنية المسؤولة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».