أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي يعد تحالفه مع الإسلاميين «ظرفيا»

أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي يعد تحالفه مع الإسلاميين «ظرفيا»
TT

أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي يعد تحالفه مع الإسلاميين «ظرفيا»

أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي يعد تحالفه مع الإسلاميين «ظرفيا»

وصف نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، المشارك في الائتلاف الحكومي، تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، الذي يقود الائتلاف، بـ«الظرفي». بيد أنه دافع بقوة عن التحالف الحكومي في نسخته الثانية، معدا أنه «أمن الحفاظ على استقرار البلاد».
وكشف بنعبد الله، وهو أيضا وزير الإسكان وسياسة المدينة، أمس خلال كلمة له أمام الدورة الثالثة عشرة للجنة المركزية للحزب (برلمان الحزب)، أن الحكومة بعد انهيار نسختها الأولى جراء انسحاب حزب الاستقلال «كانت أمام احتمالين لا ثالث لهما، يتمثلان في تشكيل أغلبية حكومية جديدة أو تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها»، معدا أن الاحتمال الثاني كان «سيعيد إنتاج الخريطة السياسية ذاتها». وقال بنعبد الله إن «الحرص على وضع حد للأزمة الحكومية بأقل تكلفة، وبما يؤمن الحفاظ على استقرار البلاد، ويضمن استمرارية نهج الإصلاحات، ويتيح تسريع عملية التفعيل الأسلم لمضامين الدستور الجديد» هو ما دفع حزبه للانخراط في الحكومة الثانية التي يقودها «العدالة والتنمية».
ووجه بنعبد الله انتقادات علنية حول التركيبة الحكومية الجديدة، خصوصا في ما يتصل بعدد وزرائها الذي ارتفع من 31 إلى 39 وزيرا، وتزايد حضور غير المنتمين سياسيا (المستقلين)، وتقلص حجم الطابع السياسي والحزبي فيها، قياسا بالحكومة الأولى، ومدى جدوى تعذر تجميع مجالات تنتمي لمنظومة متكاملة وتتقاطع فيها الصلاحيات والاختصاصات.
وقال بنعبد الله إن هذه «جوانب كان من الأفيد تجاوزها»، مشيرا إلى أن قبول حزبه المشاركة في الحكومة وفق هذه المعطيات أملته مصلحة الوطن والتوجه إلى المستقبل. وقال إن إعادة تشكيل الحكومة وأغلبيتها النيابية، يعد، في حد ذاته، تطورا إيجابيا من حيث أنه يفسح المجال أمام إخراج البلاد، نهائيا، من حالة الانتظارية، المحفوفة بشتى المخاطر». وعاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لتوجيه سهام نقده لمشروع موازنة السنة المقبلة، منتقدا هيمنة التوجه التقشفي على خطوطها العريضة، وقال بنعبد الله إن «استقراء مختلف التجارب لا يقدم لنا ولو حالة واحدة لبلد ما تمكن من تجاوز الأزمة والأوضاع الصعبة بإجراءات تقشفية فقط»، معدا «اعتماد موازنة قائمة على الصرامة يمكن أن يتيح تدبير التوازنات لكنه لا يمكن من إعطاء انطلاقة جديدة للاقتصاد الوطني في ظروف تعرف صعوبات مالية واقتصادية».
وكشف بنعبد الله أنه كان وراء تأجيل البت في مشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء والتحرش بهن الموجود قيد الدرس لدى الحكومة، قائلا «كنا وراء تأجيل البت فيه قصد تعميق النقاش حوله، مؤكدين على المواقف المبدئية والثابتة لحزبنا بهذا الخصوص، والتي تتناغم مع المواقف المعبر عنها من قبل الحركة الحقوقية والجمعيات العاملة في مجال الدفاع عن حقوق النساء».
وأدى تأجيل المصادقة على قانون التحرش بالنساء إلى تشكيل لجنة حكومية لتعميق النقاش في هذا القانون والاستجابة لمطالب الحركة النسائية، وذلك استنادا إلى المرجعية الدستورية القائمة على المساواة في التمتع بالحقوق والحريات الأساسية، وكذا الالتزامات المقررة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وأعرب بنعبد الله عن اختلافه مع حزب العدالة والتنمية في ما يتعلق بموضوع عقوبة الإعدام التي يدافع الحزب الذي يقود الحكومة عن استمرارها ضمن الترسانة الجنائية. ونوه بنعبد الله «بالجهود المبذولة من أجل تفعيل المقتضيات الدستورية ذات الصلة بحماية الحق في الحياة»، مؤكدا دعمه لهذه الجهود، من مختلف المواقع، واستعداده لبذل كل ما من شأنه أن يساعد على توسيع دائرة التعامل الإيجابي مع قضية نبيلة من هذا القبيل»، باعتبارها «قضية مبدئية وأساسية ومن الإشارات المعيارية الكفيلة بتكريس التوجهات التقدمية للمسار الحقوقي والسياسي والقانوني في بلادنا، وإبراز الصورة الحداثية والديمقراطية المتقدمة للمغرب».
وذكر بنعبد الله، في هذا الصدد، بأن حزبه كانت له الجرأة اللازمة لطرح موضوع إلغاء عقوبة الإعدام أثناء صياغة الدستور الجديد، حيث ضمن مذكرته حول الإصلاحات الدستورية فقرة تحث على ضرورة أن «يضمن الدستور الحق في الحياة، ولا يمكن الحكم بإعدام إنسان».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.