السعودية: حالة انتحار ثانية لطفلة يعتقد أنها بسبب لعبة «الحوت الأزرق»

الحوت الأزرق ليست لعبة يمكن تحميلها أو شراؤُها بل تتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي (أ.ب)
الحوت الأزرق ليست لعبة يمكن تحميلها أو شراؤُها بل تتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي (أ.ب)
TT

السعودية: حالة انتحار ثانية لطفلة يعتقد أنها بسبب لعبة «الحوت الأزرق»

الحوت الأزرق ليست لعبة يمكن تحميلها أو شراؤُها بل تتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي (أ.ب)
الحوت الأزرق ليست لعبة يمكن تحميلها أو شراؤُها بل تتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي (أ.ب)

هزت حادثة انتحار طفلة سعودية أول من أمس (الجمعة)، أرجاء المدينة المنورة (غرب السعودية) عثر ذووها عليها في غرفتها معلقة بالمسفع (الشال)، حيث فتحت الجهات الأمنية في المنطقة التحقيقات حول الحادثة، فيما تم إيداع جثة الطفلة في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الطفلة وعمرها (14 عاما) تسكن في قرية وادي ريم، عثر عليها بعد صلاة فجر الجمعة، معلقة بالمسفع داخل غرفتها، وكان معها في الغرفة نفسها هاتفها المحمول، حيث يجرى التحقيقات حول ما إذا كانت أسباب الحادثة تعود إلى لعبة على الهواتف تسمى بالحوت الأزرق. وبحسب المعلومات، فإن والدة الطفلة جهزت لأطفالها الطعام فجر الجمعة، ولم تلحظ أي سلوك غير اعتيادي على الطفلة.
وفي حال ثبتت التحقيقات أن الحادثة كانت بسبب ألعاب التحدي (الحوت الأزرق)، فهي ثاني حالة تشهدها السعودية خلال أسبوع واحد، حيث سبقها حالة كانت في مدينة أبها (جنوب غربي السعودية) بعدما أقدم طفل يبلغ من العمر 12 عاماً على الانتحار بعد دخوله في تحدي اللعبة. وحول كيفية ومضمون اللعبة، أوضح أسامة عصام الدين، متخصص تقني لـ«الشرق الأوسط» أن الحوت الأزرق ليست لعبة يمكن تحميلها أو شراؤُها أو الحصول عليها، وهو ما يفسر أن اللعبة لم تُنشَر لها أي صورة حقيقية، فهي تحدٍّ عبر الإنترنت، يُدخِل فيه المسؤول الضحية في مجموعة للتواصل عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي قد تكون «واتساب»، أو «تويتر»، أو «فيسبوك»، أو غيرها.
وقال عصام الدين، إن هذا التحدي يمنح المشارك فيه مدة خمسين يوما لإكمال كل المهمات، التي تتدرج من الأسوأ إلى الأكثر سوءا، من الاستيقاظ فجرا والاستماع إلى موسيقى مخيفة، حتى تصل إلى الانتحار في التحدي الأخير، ولا يمكن للضحية أن يتوقف عن الاستمرار في التحدي؛ لما يتعرض له من ابتزاز وتهديد عبر الإنترنت.
وذهب إلى أن الانتحار هو الهدف الرئيسي لمصمم هذه اللعبة الذي لم يتم التعرف على هويته الحقيقية، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الروسية تحدثت عن أن مصممها شابٌّ يدعى (فيليب بوديكين - Philip Budeikin)، قُبِض عليه عام 2016 لدوره في التحريض على الانتحار عبر الإنترنت، لكن لم يُعرف هل هو من بدأ فكرة التحدي أم أنه مروج له لا غير.
وأضاف: «أؤكِّد أيضًا أنه لم يُتأكَّد من حالة انتحار واحدة، أو أي ضرر على الإطلاق يرتبط بالتحدي، وذلك كما أكَّد مركز أبحاث التنمُّر الإلكتروني cyberbullying، وحتى الحالات التي انتشرت في منطقتنا العربية لم تصل التحقيقات إلى وجود علاقة بينها وبين الحوت الأزرق، والأمر محزنٌ أن يُعلَّق انتحار أي طفل أو مراهق على اللعبة، بدلا من التحقيق في الأمر بجدّية والبحث عن الأسباب الحقيقية».
وعن إمكانية إيقاف هذا التحدي بشكل تقني وإيقافه، أكد عصام الدين أن الحوت الأزرق عبارة عن فكرة تحدٍّ، لا يستطيع أحدٌ إيقافها تماما، ولكن مع ذلك فهناك وسائل احترازية، مثل حظر مواقع التواصل الاجتماعي للأشخاص الذين يروِّجون لها أو ينشرون روابط يدّعون أنها لتحميلها، فالأمر يعود إلى التوعية والتوجيه من قِبل الآباء والأمهات.
وأوضح أن المخاطر لا تقتصر على تحدي الحوت الأزرق فحسب، فلا يزال الإنترنت وألعاب الفيديو غير آمنة للأطفال مائة في المائة، وفي الوقت نفسه لا يعد المنع والحرمان حلا أبدا، بل الإشراف والمتابعة والتوجيه المناسب.
وشدّد على ضرورة أن اهتمام الآباء والأمهات بشراء الألعاب المناسبة لعمر أطفالهم، كما هو مكتوب على شريط اللعبة من الخارج، إضافة إلى التأكد من وصولهم إلى الإنترنت من جهاز كومبيوتر موجود في محيط العائلة، والاستفادة من أدوات الرقابة الأبويّة على كل الأجهزة التي يستخدمها أطفالهم، التي تتيح لهم التحكم فيما يشاهدونه من محتوى، وغيرها من الأدوات المفيدة جداً، مثمناً تحدّث الآباء والأمهات مع أطفالهم كثيرا، وقضاء الوقت معهم على الإنترنت للانخراط في أنشطة مفيدة لهم، توضّح السلوك الخلُقي القويم والآمن عبر الإنترنت.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.