باسيل يطيح مساعي عون للتهدئة

صعّد بوجه جنبلاط وجعجع ولم ينس الحريري

TT

باسيل يطيح مساعي عون للتهدئة

أشعل رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل الجبهات السياسية مجدداً، عبر تصريحات نارية صوّب فيها مباشرة على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أدت إلى نسف كلّ مساعي التهدئة التي قادها رئيس الجمهورية ميشال عون، ومهّد لها بلقاءين من جعجع وجبنلاط، ولم يوفّر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، الرئيس المكلّف سعد الحريري من دون أن يسميه.
مواقف باسيل أطاحت أيضاً بالتهدئة الإعلامية بين تياره و«القوات اللبنانية»، وقابلتها الأخيرة بالمثل، حيث أعلنت أنها لن تسكت عن تجاوزاته وانقلابه على كل التفاهمات، ورأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن باسيل «يضرب بمواقفه التصعيدية، كل مساعي التهدئة التي يتولاها رئيس الجمهورية بالتكافل والتضامن مع الرئيس المكلّف»، مؤكداً أن كلامه «ينطوي على رسائل سلبية جداً يقول فيها: الأمر لي، أنا من يهندس الحكومة الجديدة بتوازناتها وبأحجامها وليس رئيس الحكومة ولا رئيس الجمهورية».
وغداة لقاء عون وجعجع يوم الثلاثاء، وتعميم أجواء تفاؤلية عن تهدئة تمهّد لولادة الحكومة قريباً، أدلى باسيل بمواقف لوسائل إعلام لبنانية مكتوبة ومرئية، بددت الأجواء التفاؤلية، حيث وجّه لوماً إلى الحريري من باب حرص الأخير على تمثيل «القوات اللبنانية» وفق حجمها النيابي، قائلاً «هناك مَن يبيع «القوات» العواطف، ويريد أن يعطيها من حصتنا، إنّهم يحبّون جعجع من كيسنا، المغروم به عليه أن يعطيه من حصّته». ورأى باسيل أنّه «ليس بمقدور جعجع وجنبلاط كسر معادلة الانتخابات النيابية حتّى يفرضوا معادلة على قياسهما»، مشدداً على «وجوب أن تنعكس نتائج الانتخابات في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية».
لكنّ شارل جبور، لفت إلى أن «كل مقابلات باسيل الإعلامية تنطوي على كلام تضليلي، والسبب في ذلك استياؤه من القوات، لأنها قطعت الطريق على صفقة البواخر (استئجار بواخر للتغذية بالتيار الكهربائي)، ونجحت بأدائها الوزاري في إفشال كلّ صفقاته»، معتبراً أن «الرسائل السلبية ليست موجهة إلى د. جعجع ووليد جنبلاط، بقدر ما أصابت رئيس الجمهورية وموقعه، ونحن لن نسكت على تصعيده ضدّ جعجع، وباسيل هو من سارع إلى نسف أجواء التهدئة وسيتحمّل مسؤوليتها».
ونال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط النصيب الأوفر من هجوم باسيل، حيث قال «لم يعد جنبلاط حاكم الجبل (لبنان) لوحده، والدروز ليسوا كلّهم عنده، ولذلك نصرّ على تمثيل النائب طلال أرسلان، بالاستناد إلى أن تحالف أرسلان - التيار الوطني الحر، نال ثلث أصوات الناخبين في الجبل».
واستدعى هذا الموقف رداً من فريق جنبلاط، إذ اعتبر مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن حزبه «لم يكن يرغب في أي سجال مع التيار الوطني الحرّ، وهو اتخذ الكثير من الخطوات الإيجابية حرصاً على وحدة الجبل وتنوعه». ورأى أن «حسابات جبران باسيل مغايرة لحسابات كل القوى السياسية الأخرى، ويسعى لافتعال الإشكالات لأنه لا يريد أن يعترف بأن قانون الانتخابات الذي وضعه لمحاصرة وليد جنبلاط جاءت نتائجه عكسية». وقال الريس: «نحن نطبّق شعارات باسيل السابقة التي تنادي بتمثيل الأقوياء في طوائفهم واستعادة الحقوق المسلوبة». ورأى أن كلّ سياسات باسيل تؤدي إلى عرقلة العهد، وتأكل ما تبقى من رصيده عبر الاشتباك مع قوى سياسية لها وزنها في البلد، مؤكداً أن «تصريحاته تنسف كلّ التوازنات القائمة في لبنان».
من جهته، سأل أمين سر كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب السابق فادي كرم في تصريح: «لماذا يهدف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال النائب جبران باسيل لضرب الهدنة بين «القوات» والتيار الوطني الحر». وأضاف: «في الوقت الذي نسعى للتفاهم من أجل الوطن والشعب والعهد يعمد باسيل لتحطيم كل الإيجابيات بحملة أضاليل ضد القوات اللبنانية، لماذا التواطؤ على الهدنة؟ لمصلحة من يدمّر كل شيء؟ أكيد ليس لمصلحة العهد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.