ليلة ثانية من التوتر في نانت الفرنسية بعد مقتل شاب برصاص شرطي

الشرطة الفرنسية تتحرك مع استمرار الاحتجاجات في مدينة نانت (أ.ف.ب)
الشرطة الفرنسية تتحرك مع استمرار الاحتجاجات في مدينة نانت (أ.ف.ب)
TT

ليلة ثانية من التوتر في نانت الفرنسية بعد مقتل شاب برصاص شرطي

الشرطة الفرنسية تتحرك مع استمرار الاحتجاجات في مدينة نانت (أ.ف.ب)
الشرطة الفرنسية تتحرك مع استمرار الاحتجاجات في مدينة نانت (أ.ف.ب)

لليلة الثانية على التوالي، تواصلت أمس (الأربعاء) في مدينة نانت بغرب فرنسا الاحتجاجات على مقتل شاب برصاص شرطي أطلق عليه النار ليل الثلاثاء، بعدما صدم بسيارته شرطيا آخر أثناء محاولته الفرار من حاجز أمني.
وغداة ليلة شهدت احتجاجات عنيفة وأعمال شغب تركزت خصوصا في حي براي حيث قتل الشاب البالغ من العمر 22 عاما، استمر التوتر سيد الموقف خلال نهار أمس (الأربعاء)، مع انتشار أمني كثيف وتسيير شرطة مكافحة الشغب دوريات تخللها تعرض عناصرها للشتم والرشق بالحجارة مما اضطرها للرد باستخدام الغازات المسيلة للدموع.
وعصر أمس، تم إحراق عربة كانت مركونة في موقف للسيارات، كما تعرض صحافي للضرب على أيدي رجل.
وخلال زيارتها للحي أمس، شددت رئيسة بلدية نانت جوهانا رولاند على ضرورة «عودة الهدوء».
وفي المساء، ارتفعت حدة التوتر ولكن من دون أن تبلغ المستوى الذي كانت عليه ليل الثلاثاء، إذ تعرضت دوريات الشرطة لدى مرورها في حي براي للرشق بمقذوفات من شرفات ونوافذ عدد من المباني.
وترافقت هذه المقذوفات مع شتائم وصيحات استهجان أطلقها شبان بوجه عناصر الشرطة، مخاطبين إياهم بـ«أيها القتلة، ارحلوا من هنا»، في حين ردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وتخطّت الاحتجاجات مساء أمس نطاق نانت لتصل إلى العاصمة، حيث شهدت الضاحية الشمالية لباريس مسيرة احتجاجية شارك فيها نحو 200 شخص وتخللها «إلقاء بعض المقذوفات» باتجاه مفوضية الشرطة في حي سارسيل، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان نبأ مقتل الشاب أشعل فور شيوعه ليل الثلاثاء أعمال عنف في عدد من الأحياء الحساسة في نانت حيث نزل إلى الشوارع شبان مسلحون بقنابل حارقة وأضرموا النيران في سيارات وفي مركز تجاري، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
والشاب الذي قتل مساء الثلاثاء كان مطلوبا بموجب مذكرة توقيف صدرت بحقه في يونيو (حزيران) 2017 بقضية تتعلق بالسطو في إطار عصابة منظمة، وتشكيل عصبة أشرار وحيازة مسروقات، بحسب النيابة العامة.
وبحسب مدير شرطة نانت جان - كريستوف برتران، فإنه مساء الثلاثاء قرابة الساعة 20:30 (18:30 ت غ) أوقف عناصر الشرطة سيارة لارتكابها مخالفة، ولكن «السائق الذي تظاهر بأنه يترجل من سيارته دهس موظفا في الشرطة» مما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة في ركبتيه «فأطلق أحد زملائه الشرطيين النار وأصاب الشاب الذي مات لسوء الحظ».
وبحسب مصادر أمنية، فإن الشاب أصيب في الشريان السباتي وأعلنت وفاته لدى وصوله إلى المستشفى.
وأكد المدعي العام في نانت بيار سينيس، أنه تم فتح تحقيق «لتحديد الظروف التي دفعت الشرطي لاستخدام سلاحه».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».