انتقادات فلسطينية للسفير القطري ومطالبات بمقاطعته

TT

انتقادات فلسطينية للسفير القطري ومطالبات بمقاطعته

وجهت فصائل فلسطينية وشخصيات سياسية وكتاب ومحللون، انتقادات حادة للسفير القطري محمد العمادي، المسؤول عن اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، بعد تصريحاته لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، التي تحدث فيها عن اتصالات غير مباشرة تجري بين «حماس» وإسرائيل، حول الوضع في غزة، وعن صفقة تبادل أسرى.
وقد نفت حركة حماس على لسان عدد من قيادييها وجود أي اتصالات، مع الجانب الإسرائيلي، مباشرة أو غير مباشرة، مؤكدة عدم وجود أي صفقة من أي من نوع. وقالت أوساطها إنها ترفض ربط الوضع الإنساني في غزة بأي قضية أخرى، وتجنبت التعليق مباشرة على تصريحات السفير.
وقال أسامة القواسمي المتحدث باسم الحركة، «إن أميركا وإسرائيل، وبعض أدواتهما، يلتفون على موقف الرئيس محمود عباس الصلب والصامد في وجه المؤامرة، من خلال بوابة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة». وأضاف إن «إسرائيل ومن يدعمها ويتآمر معها، هم فقط من يريد للقضية الفلسطينية أن تُحل من الناحية الإنسانية على حساب الملف السياسي والحقوق وحق تقرير المصير».
ووصف عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وليد عوض، السفير القطري محمد العمادي، بـ«المندوب السامي للأراضي الفلسطينية». واعتبر تصريحاته «تجاوزاً لكل الحدود»، متمنياً أن يسمع من يقول إنه «غير مرغوب فيه».
وكان العمادي قال لـ«شينخوا»، إن إسرائيل تعهدت بعدم المساس في أي مواجهة عسكرية بالمشاريع القطرية.
وتساءل العوض: «ألا توجد وسيلة لوقف عبث المندوب السامي القطري محمد العمادي، الذي يرسم حدود عدوان لاحق بالحفاظ على مشاريعه، ويلوح بصفقة مع الاحتلال»، معتبراً تصريحات العمادي تجاوزاً لصلاحياته الدبلوماسية. وقال «إن قطر تستغل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتسعى لمعالجتها بمعزل عن الملف الفلسطيني بشكل عام». وإن تصريحات العمادي ترسم الإطار لعدوان إسرائيلي جديد على غزة، مضيفاً أن السفير كمن يقول للاحتلال «شنوا عدوانكم كما تشاءون، خلال الفترة المقبلة، على كل الشعب الفلسطيني، لكن اتركوا المباني التي أقامتها قطر لتقدم وجهها الإنساني».
من جهتها، قالت لجان المقاومة في فلسطين، إن دماء أبناء الشعب الفلسطيني أغلى من مشاريع العمادي، الذي يريد من خلالها أن يفرض وصاية على قطاع غزة، أو أن يكون وسيطاً للمبادرات الدولية».
وأضافت، في بيان لها، «على العمادي، ومن يسير في الركب الأميركي، أن يعي جيداً أن شعبنا الفلسطيني البطل لديه مشروعه الوطني التحرري الذي يسعى، من خلاله، إلى تحرير الأرض وتطهير المقدسات وإنهاء الاحتلال ودحره عن فلسطين».
وتابع بيان اللجان: «كرامة الفلسطينيين ودماؤهم وحقهم التاريخي لن تقايض وتباع بمساعدات إنسانية».
وكتب المحلل السياسي حسام الدجني، ويعد من المقربين من «حماس»، عبر صفحته على «فيسبوك»: «من الواضح أن السفير القطري، بات يتعامل مع غزة من منطق بعيد عن الدبلوماسية متجاوزاً كافة الخطوط الحمر».
ودعا الدجني، الفصائل الفلسطينية، إلى المطالبة بإقالة العمادي بعد تصريحاته الأخيرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.