كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة لوزارة الآثار والعاملة بتل آثار غزالة في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية (بدلتا مصر)، عن منطقة صناعية تعود لعصر ما قبل الأسرات، فضلا عن العثور على دفنات سطحية لكلب وشخص بوضع القرفصاء وأوانٍ.
قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إنّ «الدفنات إحداها تخصّ كلب صيد يرجّح أنّه من فصيلة السلوقية، ويرجع إلى عصر ما قبل الأسرات (نقادة الثالثة)، وكان من المعروف أنّ هذا النوع من كلاب الصّيد لم يكن يقتنيه سوى فئة معينة من البشر، الذين يتمتعون بقدر من الثراء، حيث صورت بعض هذه الكلاب على صلايات عصر ما قبل الأسرات والعصر العتيق، وهي تطارد الغزلان».
تل غزالة، معروف بـ«تل الفرخة»، وهو من التلال الأثرية المهمة جدا بالوجه البحري في مصر، التي عُثر فيها على كثير من أسرار تاريخ عصر ما قبل الأسرات بالوجه البحري، وأيضا بعلاقته بحضارات ما قبل الأسرات في الوجه القبلي... ويعد «تل غزالة» الموقع الوحيد بالوجه البحري الذي عُثر فيه على معامل لتصنيع الجعة (البيرة)، ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات. وقد عثر أيضا على مجموعة من الصلايات والأدوات الحجرية المتمثلة في سكاكين مصنوعة من الظرّان (الزلط).
وأوضح عشماوي أنّ البعثة كشفت أيضا عن موقعين جديدين لتصنيع الجعة، يعدان إضافة للمواقع الخمسة لصناعة الجعة في «تل الغزالة»، التي سبق أن كشفت عنها البعثة البولندية التي تعمل بالموقع منذ عام 1998، ما يلقي مزيدا من الضوء على أهمية تل غزالة في تصنيع الجعة.
ويقسم خبراء الآثار تاريخ مصر إلى فترة مبكرة هي «حضارة نقادة» قبل توحيد البلاد جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد، على يد الملك مينا، مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى. و«حضارة نقادة» التي بدأت منذ عام 4500 قبل الميلاد تُنسب إلى مدينة نقادة الجنوبية في قنا، ومرت بثلاث مراحل حضارية، انتهت بتوحيد البلاد. وأضاف العشماوي: «أمّا الدفنة الآدمية التي عُثر عليها، فهي الأولى من نوعها التي يجري الكشف عنها في الجزء الغربي من التل، وهي ترجع لنفس عصر الدفنة الحيوانية (عصر ما قبل الأسرات، نقادة الثالثة)، حيث وجد بها شخص في وضع القرفصاء، وبجواره المتاع الجنائزي مكوناً من أوانٍ من الألباستر والفخار... والدفنة عبارة عن حجرة واحدة مشيدة من الطوب اللبن، يعتقد أنّها كانت تُستغل كمنطقة صناعية خلال عصر نقادة الثانية، حتى عصر الأسرة الأولى، بالإضافة إلى العثور على كثير من أساسات المباني المشيدة من الطوب اللبن بالكوم الغربي للتل».
وتزخر الدقهلية بكثير من المناطق الأثرية التي تعود للقدماء المصريين، ففي مدينة تمي الأمديد يقع تل الربع، وهو من بقايا مدينة منديس الفرعونية، وأطلق عليه في العصور الوسطى تل المندور... وعثر بتل الربع على كثير من أحجار المعابد التي تعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني، كما عُثر على أحجار مدوّن عليها أسماء ملوك الفراعنة من الأسر 21 و22 و26.
مصر: اكتشاف منطقة صناعية لعصر ما قبل الأسرات في تل غزالة
العثور على «دفنات سطحية» لكلب وشخص بوضع القرفصاء وأوانٍ
مصر: اكتشاف منطقة صناعية لعصر ما قبل الأسرات في تل غزالة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة