لافروف والصفدي يناقشان اليوم إجراءات للتهدئة جنوب سوريا

TT

لافروف والصفدي يناقشان اليوم إجراءات للتهدئة جنوب سوريا

يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات اليوم مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، تركز على الوضع في الجنوب السوري، على خلفية مطالب أردنية بوقف النار، وتوفير مساعدات إنسانية، وتوجه روسي لإجراء مراجعة لاتفاق خفض التصعيد الموقع العام الماضي، وإدخال تعديلات عليه.
وأعلنت الخارجية الروسية أن المحادثات ستتناول رزمة الملفات الثنائية والدولية، على أن يكون المحور الأساسي للبحث التطورات المتسارعة في الجنوب السوري، لكن الأوساط الرسمية الروسية تجنبت الإشارة إلى موقف موسكو حيال المطلب الأردني، حول وقف العمليات العسكرية، وعدم السماح بتفاقم الوضع الإنساني على الحدود. غير أن مصادر قريبة من الخارجية أبلغت صحافيين، أمس، أن موسكو منفتحة على الحوار مع الجانب الأردني، حول إدخال تعديلات على اتفاق خفض التصعيد الموقع العام الماضي بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة، بشكل يلبي الضمانات التي تطلبها المعارضة، والمخاوف الأردنية من تفاقم الوضع الإنساني. وأفادت بأن العنصر الرئيسي للضمانات الروسية هو استعداد موسكو لزج وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة لمنع وقوع احتكاكات أو تصعيد بعد التوصل إلى اتفاق على وقف النار.
لكن المصادر أشارت إلى أهمية تسليم كل السلاح الثقيل لدى المعارضة، وتمكن الحكومة السورية من بسط سيطرتها على المنطقة الحدودية مع الأردن، من دون أن تضع شرطاً بخروج المسلحين من المنطقة.
وكان الصفدي قد استبق محادثاته في موسكو بالإشارة إلى مطلب أساسي بوقف النار، ومنع انزلاق الوضع الميداني، وتفاقم المعاناة الإنسانية على الحدود، وقال إن المباحثات الأردنية - الروسية في موسكو ستتمحور حول وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى استمرار العمل على تلبية احتياجات النازحين السوريين في الجنوب السوري، وتنسيق واستمرار عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إليهم.
وزاد أن الأردن يقوم بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإيصال مساعدات، و«هناك عشرات الشاحنات على الحدود تنتظر الموافقات من الجانب السوري، وهناك خطان لإيصال المساعدات تقوم الأمم المتحدة بالتنسيق مع الجانب السوري لإدخال المساعدات من خلالهما».
وقال الصفدي إنه يتطلع إلى حديث «صريح ومعمق لبحث كيفية الوصول إلى وقف نار بأسرع وقت».
كانت موسكو قد أجرت مشاورات خلال اليومين الماضيين مع أطراف إقليمية ودولية لتهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق حول التهدئة في الجنوب، واستكمل لافروف أمس مشاوراته بمكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وفقاً لبيان صدر عن الخارجية الروسية.
وجاء في البيان أن الوزيرين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، والاستعدادات لقمة قزوين الخامسة المرتقبة، وركزا على بعض جوانب التسوية السورية، علماً بأن ملف الوجود الإيراني في الجنوب السوري يشكل واحدة من العقد الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق شامل للتهدئة، يضع أسساً لترتيبات طويلة الأمد في المنطقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.