* متى تلعب انجلترا في الدور قبل النهائي؟
يلعب فريق المدرب جاريث ساوثجيت في الجانب "الأسهل" من القرعة وكل من يرتدي قميص المنتخب الإنجليزي يمكن أن يبدأ التخطيط لطريقها نحو الدور قبل النهائي ولو كنت متفائلا ولا تعرف شيئا عن تاريخها في البطولات الكبيرة فيمكن التفكير في النهائي. وكتبت صحيفة "ذا صن" في صفحتها الأولى "حسنا فعلتم" بعد هزيمة تشكيلة احتياطية 1-صفر أمام بلجيكا لتفادي احتمال مواجهة البرازيل في دور الثمانية.
هذا المنتخب فاز في مباراتين فقط في أدوار خروج المغلوب في البطولات الكبيرة – ضد الدنمارك والإكوادور- منذ إهدار ستيوارت بيرس ركلة جزاء ضد إسبانيا في يورو 1996.
كولومبيا بلغت دور الثمانية في البرازيل قبل أربعة أعوام وانتصرت في ست من آخر ثماني مباريات في كأس العالم لذا احذر مما تتمناه.
* كرواتيا أفضل منتخب في البطولة حتى الآن
يعتبر البعض أن كرواتيا هي الحصان الأسود للبطولة مع احتمال تقدمها أكثر في البطولة لكن يمكن الشك في هذا الوصف مع وجود لاعبين مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريشيتش وماركو مانزوكيتشمما يجعلها مرشحة للفوز بالبطولة. وبغض النظر كان أفضل منتخب حتى الآن. عندما أجريت القرعة وقعت كرواتيا في مجموعة الموت ودخلت نيجيريا البطولة وهي تملك مجموعة من الشبان الرائعين بينما يكفي ذكر اسم الأرجنتين فيما لا يمكن تجاهل أيسلندا. لكن كرواتيا فازت في المباريات الثلاث وتألقت خاصة ضد الأرجنتين. لم تكن بحاجة للفوز على أيسلندا لكنها انتصرت بتشكيلة طرأ عليها تسعة تغييرات وهو ما يظهر قوة قائمة المدرب زلاتكو داليتش. قدم مودريتش أداء مذهلا فيما يلعب من حوله بسلاسة وذكاء وشراسة. يؤمن اللاعبون أن باستطاعتهم التفوق على إنجاز 1998 عندما بلغت كرواتيا الدور قبل النهائي.
* اللعب النظيف؟ ... لا شكرا
حسنا أصبحت اليابان أول متخب يتأهل إلى دور الستة عشر لكأس العالم بسبب قاعدة اللعب النظيف. وهنا تظهر سخرية الأمر إذ أن اليابان حاولت في أخر ثماني دقائق بالإضافة إلى الوقت المحتسب بدل الضائع ضد بولندا وفقا لوصف مدربها "الحفاظ على الوضع كما هو".
لم يرغب اللاعبون في تمرير الكرة للأمام أو الهجوم أو الالتحام أو حتى إدراك التعادل لاستعادة مصير التأهل بيد أيديهم. واعترف أكيرا نيشينو مدرب اليابان أنه قرر الاعتماد على نتيجة المباراة الأخرى في سامارا ومع أخذ ذلك في الاعتبار أشرك المدرب لاعبا بديلا من أجل تهدئة إيقاع بولندا وعدم اللعب بجدية. ويجب الإشارة إلى أن بولندا يقع عليها أيضا بعض اللوم في هذه الدقائق الأخيرة السيئة لكنها تملك العذر على الأقل فهي كانت متقدمة 1-صفر. وعلى الجانب الاخر استسلمت اليابان عندما كانت متأخرة أمام فريق تأكد خروجه قبل المباراة وتركت مصيرها بين يد كولومبيا. هذا لا يبدو مثل اللعب النظيف.
* سقوط كرة القدم الأفريقية في البطولات الحديثة
خمسة منتخبات كلها ودعت البطولة من الدور الأول. لأول مرة منذ 1982 يفشل منتخب أفريقي واحد على الأقل في بلوغ دور الستة عشر وإحصائية أخرى سيئة هي أن ثلاثة منتخبات تأكد خروجها قبل مباريات الجولة الأخيرة. الأسوأ كانت مصر التي لم تقاتل حتى فيما قدمت نيجيريا والمغرب أداء رائعا مما يجعل الشعور بخيبة الأمل يسيطر عليهما وقدمت تونس أداء متوسطا بينما كان خروج السنغال بضربة حظ بسبب قاعدة اللعب النظيف. ستزيد النظريات والتفسيرات. ويملك كل بلد واتحاد ومجموعة من اللاعبين ثقافتهم وسياقها الخاص لذا فالاستنتاجات الكاسحة ستكون خاطئة. لكن هذا تطور مقلق خاصة أن هذه المنتخبات يقدم لاعبوها أداء رائعا مع أنديتهم. لكن ربما واحدة من المشاكل هل عملية إنتاج اللاعبين وهو الأمر الذي تقوده مصالح الأندية الاوروبية في أكاديميات الناشئين في القارة أصبحت من أجل تقديم لاعبين يلعبون بنفس الطريقة؟ وهذا الأمر ربما يثير التساؤلات لكن الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن أن ننكرها هي أنه كان من الأفضل لكأس العالم وجود منتخب أفريقي في أدوار خروج المغلوب.
* ليس عليك تحقيق الفوز لتنتصر
كانت بنما متأخرة 6-صفر عندما أحرز فيليبي بالوي هدفا ضد انجلترا لكن هذا لم يمنع الآلاف من جماهيرها من الاحتفال في نيجني نوفجورود أو الملايين في البلاد على بعد نحو سبعة آلاف ميل وسواء فعلت أم لا عليك التوقف عن السخرية. ففي تلفزيون بنما أجهش المعلق بالبكاء صائحا "بلدي سجلت هدفا". نعم خسرت المباراة ونعم خسرت مرة أخرى ولم تفز بأي مباراة ودخل مرماها 11 هدفا وماذا في ذلك؟ على الأقل شاركت في البطولة وهذا يمثل أمرا كبيرا لها.
وانطلق الدوري في بنما في 1988 وفي قائمة اللاعبين هناك خمسة لاعبين فقط يلعبون في اوروبا في دينامو بوخارست ودوناكسكا سكيدا بالإضافة إلى لاعب في الفريق الثاني في ديبورتيفو لاكورونيا واثنين في الفريق الثاني لجنت البلجيكي. لذا فهذه ليست مفاجأة. المدرب قال إن هناك أربعة احتمالات للنتائج الفوز أو التعادل أو الخسارة أو هزيمة ثقيلة لكنه كان يعلم أنه حقا لا يوجد سوى احتمالين. لكنها شاركت ولم تكن هناك اتهامات متبادلة وهذه اللحظة كانت تعني الكثير.
بالوي- الذي أحرز هدفا كان للجميع- هو اللاعب الذي كان يمكن أن يختاره الجميع لهذه اللحظة واحتضنته عائلته وأصدقاؤه. وكان احتضانه لزميله بلاس بيريز للذكرى. وقال قبل البطولة "كانت مسيرة طويلة بالعديد من الإخفاقات والأحزان". وبعمر 37 عاما و120 يوما أصبح أكبر لاعب يحرز هدفا في مشاركته الأولى في كأس العالم. وسيظل صاحب أول هدف لبنما في كأس العالم. ويأمل المنتخب في فرصة أخرى فالمشاركة في كأس العالم كانت مهمة لتطورها وخطوة أولى وليست أخيرة لكنه وخمسة لاعبين سيعتزلون كانت هذه الخطوة الأخيرة لهم. ومعا يمثلون جيلا حقق أمرا استثنائيا.