الحوثيون يقتحمون مخزناً إغاثياً في الحديدة... ويخطفون موظفين أمميين

الجيش اليمني أمّن خطوط إمداده في الساحل ويتأهب لتحرير زبيد

جانب من التقدم الذي حققته قوات المقاومة اليمنية المشتركة ضد الحوثيين على مشارف الحديدة (إ.ب.أ)
جانب من التقدم الذي حققته قوات المقاومة اليمنية المشتركة ضد الحوثيين على مشارف الحديدة (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يقتحمون مخزناً إغاثياً في الحديدة... ويخطفون موظفين أمميين

جانب من التقدم الذي حققته قوات المقاومة اليمنية المشتركة ضد الحوثيين على مشارف الحديدة (إ.ب.أ)
جانب من التقدم الذي حققته قوات المقاومة اليمنية المشتركة ضد الحوثيين على مشارف الحديدة (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تواصل الميليشيات الحوثية جرائمها بحق سكان محافظة الحديدة، اقتحم عناصرها أمس مخزنا لمنظمة الغذاء العالمي، وقاموا بنهبه واعتقال اثنين من موظفي المنظمة الأممية، واقتيادهم إلى مكان مجهول، استمرارا لأعمال السطو على المساعدات الدولية والتضييق على عمل المنظمات الإنسانية.
وأفاد شهود بأن عناصر الميليشيات اقتحموا أمس مخازن لمنظمة الغذاء العالمي في «كيلو 7» جنوب شرقي المدينة، وقاموا بنهبها، قبل أن يقدموا على اعتقال اثنين من موظفي المنظمة، واقتيادهم إلى مكان مجهول.
وفي حين لم يتسن الحصول على تعليق رسمي من قبل المنظمة جراء الانتهاك الحوثي الجديد، رجحت مصادر محلية أن الميليشيات تسعى من خلال نهب مخازن المنظمة إلى توزيع الغذاء على مقاتليها والموالين لها، كما تحاول أن تسخره لاستقطاب السكان من أجل الانخراط في صفوفها.
واستنكر وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، استمرار الميليشيا الحوثية الانقلابية في مضايقتها للمنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الإغاثة في اليمن.
وأدان فتح، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) اقتحام ميليشيا الحوثي الانقلابية لمخازن برنامج الأغذية العالمي في محافظة الحديدة، وخطف اثنين من الموظفين في المنظمة الأممية، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، معتبراً ذلك جريمة حرب، ومخالفة للقوانين الدولية والإنسانية. وقال: «إن مضايقات المنظمات العاملة الإغاثية التي تؤدي عملاً إنسانياً، الشعب اليمني بأمسّ الحاجة إليه، عمل إرهابي بامتياز، ويستوجب من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إدانة هذا العمل، والوقوف بوجهه بكل قوة وحزم، واتخاذ كل الطرق والوسائل الكفيلة بردع الميليشيات عن التدخل في العمل الإنساني وعمل المنظمات الإغاثية».
وأضاف فتح: «إن استهداف المنظمات الإغاثية في محافظة الحديدة، من قبل الميليشيات وسيطرتها على الميناء، واستخدامه لخطف السفن الإغاثية واحتجازها، يزيد من معاناة أبناء المحافظة، والشعب اليمني كله»؛ مجدداً دعوته للمنظمات بتطبيق اللامركزية في العمل الإغاثي، للحيلولة دون التعرض لها من قبل الميليشيات، ولضمان إيصال مواد الإغاثة إلى مستحقيها.
وطالب الوزير منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي، والمنظمات الإنسانية، بإدانة هذه الأعمال، ومتابعة المختطفين العاملين في المجال الإغاثي، والعمل بكل السبل للإفراج عنهم، وضمان سلامتهم، وتحميل الميليشيات الانقلابية مسؤولية اختطاف الموظفين، والتدخل في نشاط المنظمات وإعاقة أعمالها، وإيضاح ذلك للمجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن الجماعة واصلت توزيع مبالغ مالية على العشرات من الشبان في أحياء مدينة الحديدة، بعد أن دونت بياناتهم الشخصية، بذريعة أنها ستكلفهم بتأمين الأحياء التي يسكنونها، غير أن ناشطين مناهضين للجماعة يؤكدون أن الميليشيات تمهد بتوزيع هذه المبالغ التي لا تتجاوز 10 آلاف ريال (نحو 20 دولارا) لتجنيد هؤلاء الشبان بالقوة في صفوفها.
وعلى وقع استمرار الميليشيات في إغلاق شوارع مدينة الحديدة بالحواجز، ونصب المدافع وسط الأحياء السكنية، تلقت الجماعة أمس ضربات موجعة في الساحل الغربي (جنوب الحديدة) كبدتها أكثر من 80 قتيلا وعشرات الجرحى، جراء عمليات تقدم وتمشيط لقوات الجيش والمقاومة الشعبية، وغارات لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية.
وأكدت في هذا السياق مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الجيش والمقاومة توغلت شرقا من أماكن تمركزها في الساحل الغربي، في منطقة الفازة، ضمن عملية واسعة، قطعت خلالها أكثر من 15 كيلومترا، وباتت تحكم الحصار على مركز مديرية التحيتا، وتقترب من مدينة زبيد، ثاني أكبر مدن محافظة الحديدة.
وتواصل المعارك في كثير من مناطق الحديدة الساحلية اشتداد وتيرتها؛ حيث فشلت الميليشيات الحوثية في تنفيذ عمليات التفاف ضد «قوات العمالقة» التي باتت تفرض سيطرتها العسكرية على ثلثي مساحة المدينة الاستراتيجية، وفق ما أفاد به لـ«الشرق الأوسط» مدير غرفة العمليات المشتركة بالساحل الغربي، عدنان الماتري.
وأفادت المصادر بأن القيادة العسكرية لقوات الجيش والمقاومة اليمنية، بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية، اتخذت قرارا يقضي بحسم المعارك المؤجلة في الجزء الشرقي من الساحل الغربي، قبل إطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها، حرصا على تأمين طرق الإمداد وقطع الطريق على الميليشيات الحوثية التي تحاول بين وقت وآخر أن تنفذ عمليات التفاف لقطع الطريق الساحلي.
وذكرت المصادر أن العمليات العسكرية ستتواصل في الوقت الراهن لتحرير مركز مديرية التحيتا، ومدينة زبيد، التي باتت على بعد 11 كيلومترا فقط من الخطوط الأمامية لقوات الجيش والمقاومة الشعبية، وكذلك تحرير مركز مديريتي الجراحي وبيت الفقيه، وهو ما يعني إحكام السيطرة على كافة الأرياف الجنوبية لمحافظة الحديدة، قبل اقتحام المدينة التي أصبحت القوات مرابطة في مطارها وعند أطراف أحيائها الجنوبية والشرقية.
وأكدت المصادر أن طيران التحالف كثف أمس ضرباته على مواقع الميليشيات وتعزيزاتها، وأماكن اختباء عناصرها في أوساط المزارع، في كل من مديريات التحيتا والدريهمي وزبيد، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 حوثيا، وجرح العشرات، إضافة إلى تدمير 10 عربات عسكرية.
وكانت قوات الجيش والمقاومة، قد تمكنت أول من أمس من شن عملية واسعة شارك فيها عدد من الكتائب المقاتلة، وسيطرت خلالها على مناطق واسعة شرقي منطقة الفازة الساحلية، وصولا إلى مركز مديرية التحيتا ومشارف زبيد، بإسناد من مقاتلات التحالف ومروحيات الأباتشي.
وفي جبهة مديرية حيس المحررة الواقعة في الجزء الشرقي الجنوبي من محافظة الحديدة، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات الجيش التابعة للواء السابع عمالقة، خاضت أمس مواجهات عنيفة مع عناصر الميليشيات، أسفرت عن مقتل 25 حوثيا على الأقل وجرح العشرات، وتدمير ثلاث عربات عسكرية كانت قادمة من العدين وجبل رأس، غربي محافظة إب المجاورة لحيس من جهة الشرق.
وأسقطت قوات الجيش في حيس - طبقا للمصادر - طائرة تجسس حوثية إيرانية الصنع، مزودة بأربع كاميرات مراقبة عالية الدقة، كانت ترصد تحركات الجيش والمقاومة، بموازاة قصف مدفعي متبادل ومواجهات مباشرة مع الميليشيات في شمال حيس وشرقها.
وقال شهود في مدينة الحديدة، إن الجماعة الحوثية واصلت أمس إغلاق الشوارع بالحواجز الترابية، كما استمر عناصرها في إقامة المتاريس، وزرع الألغام، ونشر الأسلحة الثقيلة في الأحياء الجنوبية من المدينة.
وبحسب الشهود، نصبت الميليشيات مدافع الهاون في حي «غليل» جنوبي المدينة، وواصلت القصف باتجاه المطار جنوبا؛ حيث تسيطر قوات الجيش، في حين كان القصف المدفعي الحوثي قد تسبب أول من أمس في مقتل سبعة مدنيين، بعد استهدافه منزلا في أحد الأحياء الجنوبية للمدينة.
في غضون ذلك، واصلت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية أمس، إلقاء المنشورات التحذيرية للسكان في مدينة الحديدة وضواحيها الشمالية، إذ تضمنت المنشورات دعوات لتجنب الذهاب إلى الحديدة، إلا للضرورة، كما دعت إلى تجنب الاقتراب من أماكن تمركز الميليشيات الحوثية وتجمعاتها.
ويرجح السكان أن تحذيرات التحالف المتكررة في اليومين الأخيرين، تنبئ باقتراب إطلاق العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الحديدة ومينائها، بعد أن كانت توقفت منذ أيام، إثر تحرير المطار وتأمين محيطه، والوصول إلى الأحياء الجنوبية والشرقية.
وفي سياق متصل، أجبرت الميليشيات المئات من الأسر على البقاء في منازلها، وعدم السماح لها بالنزوح من المدينة، كما أفادت مصادر محلية بأن عناصر الجماعة اعترضوا 25 حافلة محملة بالنازحين في مديرية الجراحي، كانت في طريقها إلى محافظة إب، وأجبروها على العودة إلى الحديدة.
وبحسب مصادر حقوقية، أقدمت الميليشيات في منطقة السرايا بمديرية الراهدة جنوب شرقي تعز، على احتجاز عشرات النازحين نحو عدن، بينهم نساء وأطفال، كما احتجزوا أكثر من 40 حافلة، وأعادوها باتجاه إب وصنعاء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».