30 قطعة فنية تُبرز العلاقة الوثيقة ما بين التّقاليد الكلاسيكية والأبحاث الفنية المعاصرة تستضيفها «فيلا عودة» في بيروت، تحت عنوان «كلاسيك ريلوديد» للحوض المتوسط.
هذه القطع الموقعة من قبل 13 فناناً إيطالياً تعكس الرّوابط العميقة ما بين التاريخ المحلي ومجموعات فنية قديمة استقدمت من متحف «ماكسي» الإيطالي لتستقر في بيروت لغاية 2 سبتمبر (أيلول) المقبل، فتكون بمثابة متحف متنقل يسافر بعدها إلى تونس ليستضيفه هناك «متحف باردو» الوطني.
يأتي هذا النّشاط الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيطالية مع سفارتها في لبنان كواحد من البرامج الثّقافية المتبادلة التي تقام ما بين لبنان وإيطاليا وبإشراف المركز الثقافي الإيطالي. وكان «متحف ماكسي» قد استقبل في هذا المجال، معرضا لفنانين لبنانيين لمدة 6 أشهر خلال العام الحالي، وقد لاقى صدى طيباً لدى الجمهور الإيطالي.
مع أعمال الفنانين سالفاتور أرانشيو وموريزيو كاتيلان وإنزو كوشي وجينو دي دومينيكيس وبرونا إسبوزيتو وفلافيو فافيلي وميمو جوديس وسابرينا ميزاكي وليليانا مورو ولويجي أوطاني وبييترو روفو وريمو سلفادوري وولوكا تريفيسياني، سيتمكن زوار هذا المعرض من التّعرف عن كثب على قطع فنية تحلّل بتفاصيلها وتقنيتها ومواضيعها ولو بشكل غير مباشر الفنون الكلاسيكية الإيطالية ومدى تداخلها مع الثقافة التاريخية المشتركة مع دول المتوسط التي أدّت إلى إعادة تحميل الإصدار الكلاسيكي، وهو العنوان الذي يحمله هذا النشاط «كلاسيك ريلوديد ميديتيرانيين». وتتألف هذه القطع الفنية من منحوتات ولوحات رسم عادية ونافرة وأخرى مشغولة على لوحات نحاسية ومن الحبال والـ«بامبو». وكان بارتولوميو بيترومارشي المدير الفني لـ«متحف ماكسي» قد اختار شخصياً القطع الفنية المشاركة في هذا المعرض كالمنحوتات البيتاغورية للفنان ريمو سالفادوري واللوحات البيزنطية المذهبة لجينو دي دومينيسيز، وأخرى تحكي عن الكلاسيكية الفنية في اليونان ورومانيا لميمو جوديس. كما يتضمن قطعا فنية من السيراميك ومن فن الفسيفساء (المرحلة الكلاسيكية)، وأخرى تتناول الفن البربري القديم وهي تمثل مجتمعة الحوارات الثقافية الغنية التي تتمتع بها منطقة البحر المتوسط.
من جانبه، يشير السّفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي إلى أن الهدف الرئيسي لهذا المعرض يأتي في إطار المبادرات الثقافية المنظمة بين البلدين (لبنان وإيطاليا) التي تعزّز التّبادل الثّقافي بينهما. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وتعرف الإيطاليون على أعمال فنّانين ورسّامين لبنانيين ضمن معرض أقيم خصيصاً لهم في متحف (ماكسي) خلال هذا العام. واليوم وبمبادرة من المتحف المذكور سيتعرّف اللبنانيون على أعمال فنانين إيطاليين يعرضون في هذا الصّرح الثّقافي الذي يعدّ أحد أرقى المؤسسات المعروفة بالفن المعاصر في إيطاليا.
وتجدر الإشارة إلى أن متحف «ماكسي» الإيطالي صممته المهندسة المعمارية الرّاحلة زها حديد في عام 2000، واستغرقت عملية إنجازه 10 سنوات. وهو يعدّ من المتاحف العالمية المعروفة بالفن والعمارة المعاصرين في حي فلامينيو في روما وتشرف عليه وزارة الّثقافة الإيطالية. ومبنى المتحف هو عبارة عن تركيبة من الأنابيب المستطيلة الانحناء متداخلة ومتقاطعة وتتراكم فوق بعضها بحيث يخيّل لناظرها بأنّها قطعة من البنية التحتية لقطارات الأنفاق.
من ناحية ثانية، يعقد على هامش المعرض ندوتان ثقافيتان في متحف سرسق في 29 و30 يونيو (حزيران) الحالي، تتضمن الأولى حوارات مع فنانين إيطاليين يشاركان في «كلاسيك ريلوديد» من خلال أعمالهما الفنية، وهما انزو كوتشي وريمو سالفادوري. فيما يطل في الثانية مدير «متحف ماكسي» البروفسور الكسندرو مازي الذي سيحكي عن مستقبل الفن التجريدي مزوِّداً الحضور بلمحة تاريخية عن التّطورات التي شهدها منذ عام 1909.
معرض «كلاسيك ريلوديد» ينقل 30 قطعة فنية من متحف «ماكسي» إلى لبنان
يُنظّم في «متحف سرسق» و«فيلا عودة» بالتعاون مع المركز الثّقافي الإيطالي
معرض «كلاسيك ريلوديد» ينقل 30 قطعة فنية من متحف «ماكسي» إلى لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة