هل تعرف حقاً ماذا يفعل أطفالك بهاتفك الذكي؟

الأجهزة الذكية تؤثر على الأطفال
الأجهزة الذكية تؤثر على الأطفال
TT

هل تعرف حقاً ماذا يفعل أطفالك بهاتفك الذكي؟

الأجهزة الذكية تؤثر على الأطفال
الأجهزة الذكية تؤثر على الأطفال

يلتقي صبية اليوم بغرباء، بعضهم من البالغين، عبر مجموعة متنوعة من التطبيقات. كما يحتفظ المراهقون بصور داخل تطبيقات حماية مشفَّرة، ثم يتبادلون هذه الصور مع آخرين بسهولة بالغة.
وصل الأمر حد احتفاظ بعضهم بهواتف إضافية لتجنب رقابة والديهم، بينما يتشارك آخرون في الكلمات المفتاحية الخاصة بحساباتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع أصدقاء لهم كي يتمكنوا من وضع منشورات عبر حساباتهم، عندما يتعرضون لقيود تحول دون قيامهم بذلك، بحسب «أسوشييتد برس».
من جانبه، قال ديفيد كوفي، أب وخبير تقني من كاديلاك بولاية ميتشيغان، إنه شعر بصدمة بالغة عندما أخبره والداه المراهقان ببعض الأمور الخفية، حتى داخل بلدتهم الريفية الصغيرة.
وقال كوفي الذي يتولى منصب المسؤول التقني الأول بمؤسسة «آي دي شيلد» (شركة تعاون العملاء على تجنب التعرض لسرقة هوياتهم): «لا يسعني سوى الاعتراف بقدرتهم الإبداعية، لكن هذه القدرات لم تتحقق سوى من خلال التكنولوجيا».
من الصعب تحديد عدد الصبية الذين يعمدون إلى تجاوز الحدود الرقمية المقبولة على هذا النحو، لكنّ عدداً من الأكاديميين والخبراء أمثال ويستوكي وكوفي، وكثيراً من المراهقين أنفسهم يقولون إنه من الشائع على نحو يثير الدهشة في أوساط الصبية أن يعيشوا عبر شبكة الإنترنت حياة كاملة، لكنها غير مرئية على الإطلاق بالنسبة لوالديهم. الملاحَظ أن هؤلاء الصبية يتفاعلون مع الكومبيوترات اللوحية والهواتف الذكية منذ سنٍّ مبكرة للغاية، وأصبحت لديهم معرفة أكبر بكيفية استخدامها، ويتشاركون بسهولة في منشورات ومعلومات مع أصدقائهم. على النقيض نجد أن الآباء والأمهات كثيراً ما يكونوا مشغولين للغاية، وغالباً ما يجهلون ما يمكن لأطفالهم فعله من خلال تلك الأجهزة المعقَّدة.
من جانبه، كثيراً ما يرفع ويستوكي بيديه هاتفاً جوالاً، ويحذر الآباء والأمهات من أن منح الأطفال «هذا الجهاز المقيت» أشبه بمنحهم مفاتيح سيارة «مرسيدس» جديدة وإخبارهم بأنه «بمقدورك يا عزيزي الذهاب إلى فيغاس. ويمكنك القيادة إلى تكساس وفلوريدا ونيويورك وأي مكان آخر توده».
من الممكن أن تؤدي مثل هذه الرحلات إلى حوادث مروعة، أحياناً يتورَّط بها أطفال في سن شديدة الصغر على نحو صادم.
في يناير (كانون الثاني)، ألقي القبض على صبيين لا يتجاوز عمر كل منهما 12 عاماً، في بنما سيتي بيتش في فلوريدا بسبب تحريضهما عبر شبكة الإنترنت زميلة لهما بالفصل تدعى غابرييلا غرين، على الانتحار، بعد أن تعرضت لمضايقات متكررة، حسبما أوضحت الشرطة.
العام الماضي، في نابرفيل، أقدم صبي في الـ16 على قتل نفسه بعد اكتشاف الشرطة أنه سجَّل مقطعاً مصوراً فاضحاً له مع إحدى زميلاته بالفصل، وتشارك فيه مع عدد من زملائه الآخرين. كما عثرت الشرطة في هاتفه الجوال على صور فاضحة لزميلات أخريات له بالمدرسة، وكان يخفي الصور في تطبيق مشفَّر يظهر في صورة آلة حاسبة.
ومع هذا، قال ويستوكي إن كثيراً للغاية من الآباء والأمهات يتمسكون بحالة من الإنكار أطلق عليها اسم «ليس طفلي».
من جانبها، تعتمد بيفينز، والدة أريال، على تطبيق يدعى «إم إم غارديان»، واحد من تطبيقات عدة متاحة، من أجل مراقبة وإدارة استخدام ابنتها البالغة 13 عاماً لهاتفها الذكي. من خلال هذا التطبيق، تغلق بيفينز تطبيقات معينة، أحياناً كنوع من العقاب، وتراقب الرسائل النصية.
وعلقت بيفينز على هذا الأمر بقوله: «هذا الأمر أشبه بوظيفة بدوام كامل. يضحك الناس علي لحرصي على مراقبة شؤون ابنتي، لكن الحقيقة أنني لا أواجه ذات المشكلات التي يقع فيها غيري».
جدير بالذكر أن استطلاعاً للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث عام 2016 توصل إلى أن نصف الآباء والأمهات فقط أقدموا في أي وقت على تفحص المكالمات الهاتفية والرسائل النصية لأطفالهم أو حتى سجلوا أطفالهم كأصدقاء لهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ويتفق الخبراء التقنيون فيما بينهم أنه من المنطقي تماماً مراقبة الصبية والفتيات الأصغر سناً. إلا أن بام ويسنوسكي، الأستاذة بمجال علوم الكومبيوتر في جامعة سنترال فلوريدا، تقترح التخفيف تدريجياً من حدة القيود المفروضة مع إثبات المراهقين جدارتهم بالثقة. وقالت ويسنوسكي التي تدرس التفاعل بين البشر والكومبيوترات وسلامة المراهقين عبر شبكة الإنترنت: «أشعر بأن العالم سيصبح أفضل حالاً دون وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني في الوقت ذاته شخص براغماتي».
أما ويستوكي فينصح الآباء والأمهات بمنح أطفالهم ما وصفه بـ«التذكرة الذهبية» - بمعنى عدم إلحاق أي عقاب بهم حال اعترافهم بأخطاء اقترفوها عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو تقديم العون الذي يحتاجون إليه لحل مشكلة واجهتهم في التعامل مع أي من شبكات التواصل الاجتماعي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.