غضب شعبي يجتاح مصر بعد «الإخفاق المونديالي»

البعثة وصلت إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة

مشجع مصري يبكي حزناً بعد الخسارة الأخيرة أمام السعودية
مشجع مصري يبكي حزناً بعد الخسارة الأخيرة أمام السعودية
TT

غضب شعبي يجتاح مصر بعد «الإخفاق المونديالي»

مشجع مصري يبكي حزناً بعد الخسارة الأخيرة أمام السعودية
مشجع مصري يبكي حزناً بعد الخسارة الأخيرة أمام السعودية

وصلت بعثة المنتخب المصري لكرة القدم إلى مطار القاهرة قادمة من روسيا بعد النهاية الحزينة لمشاركتها في المونديال وخسارتها جميع المباريات.
واضطرت سلطات المطار إلى تشديد الإجراءات الأمنية بالميناء الجوي خشية غضب الجماهير وتم فرض طوق أمني في محيط صالة الوصول رقم 4 لمنع دخول أو اقتراب أحد.
وبدا الحزن على وجوه لاعبي المنتخب الوطني أثناء إنهاء إجراءات خروجهم.
وتداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو لبعض الجماهير المصرية الغاضبة تقوم بالهتاف ضد اللاعبين وهم على متن الحافلة الخاصة بهم عند مغادرتهم بعد لقاء السعودية.
كما أبدى كثير من مستخدمي موقع «تويتر» استياءهم من اتحاد كرة القدم المصري تحت هاشتاغ واسع الانتشار باسم (استقالة اتحاد الكرة) متهميه بسوء إدارة البعثة وبأنه أحد أسباب خروج اللاعبين من البطولة.
وكانت الخيبة المصرية مضاعفة بعد الآمال الكبيرة التي كانت معلقة على صلاح، أفضل لاعب أفريقي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن إصابته في 26 مايو (أيار) خلال نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقه ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، أثرت على تحضيراته ومشاركته.
ولم يتم الإعلان رسميا من جانب اتحاد الكرة المصري على رحيل مدرب الفريق الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي أفاد عقب مباراة السعودية، حسب موقع الاتحاد الرسمي، بأن عقده انتهى.
وسادت حالة من الحزن والغضب في الشارع المصري، بعد خروج المنتخب الأول لكرة القدم، من بطولة كأس العالم صفر اليدين، وعدم حصوله على أي نقطة، في مشاركته الثالثة في بطولة كأس العالم بروسيا.
ومن جهته، حاول اتحاد الكرة المصري لكرة القدم امتصاص الصدمة وتهدئة الجماهير بإعلانه عدم التجديد للمدير الفني كوبر. بينما طالب عدد كبير من المشجعين والمتابعين الرياضيين بإقالة أو استقالة اتحاد كرة القدم المصري نفسه، وفتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إليه على خلفية ضعف الأداء وعدم تحقيق نتائج إيجابية بجانب الإقامة في الشيشان، والفوضى التي تمت في المعسكر بحسب ما ذكره آلاف الناشطين أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب نقاد رياضيين مصريين بوسائل إعلام محلية وعربية.
وقال الناقد الرياضي إيهاب الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»: «غادر عدد كبير من الجمهور المصري، الذي حضر من دول أوروبية متعددة لتشجيع المنتخب، الملعب قبل دخول الهدف الثاني، اعتراضا على الأداء السيئ للمنتخب والتعادل مع السعودية». وأضاف الخطيب: «الفوضى التي حدثت في المعسكر وفنادق الإقامة كانت سببا رئيسيا للأداء الهزيل الذي ظهر به المنتخب المصري، مع إصرار كوبر على خطة فنية معينة متكررة في كل المباريات، رغم إثبات فشلها مثل الدفع برمضان صبحي ومحمود كهربا قبل نهاية الشوط الثاني، وتجاهل الدفع باللاعب محمود عبد الرازق شيكابالا». وأوضح أن «الجهاز المعاون لكوبر هو سبب الخسارة والنتائج المخيبة، بسبب تدخلهم في اختيار اللاعبين والتشكيل الأساسي».
ولفت الخطيب إلى أن «ما حدث كان متوقعا، لعدة أسباب، منها وضع نجمه الأول محمد صلاح تحت ضغوط شديدة»، مؤكدا أن اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب لم يقوما بحماية اللاعبين بالشكل الكافي.
ويتجه اتحاد الكرة المصري إلى اختيار مدرب فني أجنبي ليخلف كوبر في الفترة القادمة، التي تستعد فيها مصر للعب مباريات في تصفيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وخسرت مصر في الجولة الأولى أمام المنتخب التونسي العام الماضي.
يأتي ذلك، وسط مطالبات من بعض الرياضيين بتولي هداف مصر التاريخي حسام حسن، الإدارة الفنية للمنتخب في الفترة المقبلة. وقال حسن في تصريحات تلفزيونية: «أنا من أقدم المديرين الفنيين في الدوري المصري حاليا، وحققت نتائج جيدة مع منتخب الأردن، رغم فارق الخامات بسبب قلة عدد السكان». ولفت: «تدريب المنتخب المصري شرف كبير لأي مصري». وأضاف: «من المهم جدا أن يكون الدعم للمدرب المحلي مثل المدرب الأجنبي، ويجب ألا ندخل في الدوامات التي دخلنا فيها في تصفيات 1994 و1998 بسبب تغيير المدربين».
وعن مشوار مصر في كأس العالم قال: «اللاعبون الحاليون كان من الممكن أن يقدموا أداء أفضل، لو كان أداؤنا أكثر توازنا، وكان من الممكن أن نحقق مفاجأة ونصل إلى الدور الثاني».
بينما قال خالد لطيف، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم: «وقع اتحاد الكرة في أخطاء، أنا شخصيا شاهدت بعضها خلال الفترة السابقة، وإذا لم يقم المجلس بتقديم كشف حساب وتقييم كامل للموقف، فسأنسحب بهدوء». وتابع أن «الروح القتالية لدى لاعبي المنتخب لم تكن موجودة خلال مواجهة المنتخب السعودي».
من جهته، قال المدرب المصري، أنور سلامة، في تصريحات صحافية إن هيكتور كوبر «حقق الهدف الذي جاء من أجله بالتأهل لكأس العالم، لذلك لا بد من رحيله، ولكن أرفض توجيه الإهانة له وللجهاز الفني واللاعبين».
وأضاف: «المنتخب لم يكن يضم بصفوفه مهاجما قادرا على الظهور بشكل جيد، بجانب عدم وجود بديل لمحمد صلاح، الذي تحامل على إصابته وكان مؤثرا». ولفت: «هناك علامات استفهام غريبة على أداء محمد النني، فكل ما يقوم به هو تسلم الكرة وتمريرها لأقرب لاعب له».
وأوضح سلامة أن «المنتخب السعودي يلعب كرة أوروبية رغم أن أسلوب السعودية في كرة القدم يتشابه بشكل كبير مع الكرة المصرية، ولكن الفارق أن المنتخب السعودي يعمل بشكل جماعي منذ 3 سنوات». وتابع: «يجب رحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي بالكامل، فالمجلس يعتمد على المجاملات في تعيين مدربي المنتخبات».
من ناحية أخرى، أثار ملف إقامة المنتخب المصري لكرة القدم في العاصمة الشيشانية غروزني خلال مباريات كأس العالم الجارية، وتكريم الرئيس الشيشاني للاعب المصري محمد صلاح، ومنحه حق المواطنة، جدلا واسعا في مصر، وانتقادات حادة وصلت إلى أروقة البرلمان المصري، بسبب استغلال اسم صلاح لتحسين صورة الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أمام شعبه والعالم الغربي، وفق ما تردد في وسائل إعلام دولية ومحلية.
وأعلن محمد فرج عامر، رئيس نادي سموحة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري، تقديمه طلب إحاطة إلى البرلمان للتحقيق في أزمة إقامة منتخب مصر بمدينة غروزني الشيشانية خلال كأس العالم روسيا 2018.
في المقابل، نشر الاتحاد المصري لكرة القدم بيانا رسميا قبل يومين قال فيه: «حكمة اختيار معسكر غروزني جاء وفق اعتبارات كثيرة حسب نظم الفيفا واللجنة المنظمة للبطولة، إذ إنها كانت ضمن الخيارات المتاحة للإقامة أمام المنتخب المصري بحسب الفيفا».
وأضاف البيان: «وافق المدير الفني هيكتور كوبر على الإقامة بمدينة غروزني لأسباب فنية، بسبب قرب ملعب التدريب من فندق الإقامة والمطار، بالإضافة إلى ابتعاده عن الضجيج». وأوضح اتحاد الكرة المصري، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يتحمل نفقات الإقامة بمحاسبة الفنادق التي ينزل بها كل فريق.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».