المرأة تصنع التغيير

المرأة تصنع التغيير
TT

المرأة تصنع التغيير

المرأة تصنع التغيير

سيبقى يوم الأحد 24-6-2018 يوماً راسخاً في ذاكرة السعوديين طويلاً... هو يومٌ فاصلٌ بين مرحلتين، بين زمنين، وبين ثقافتين. اللحظة التي خرجت فيها المرأة من بيتها لقيادة السيارة لا تشبه ما قبلها أبداً... لحظة انتظرناها طويلاً، انتظرها الرجال التواقون لصنع التغيير، مثلما انتظرتها النساء اللاتي يردن من خلالها أن يعشن ويلمسن ويشعرن فعلاً بقوة «تمكين» المرأة، وحضورها في المجتمع.
لحظة مهمة ومدهشة! لا يمكن إغفالها؛ فالسماح بقيادة المرأة للسيارة في السعودية ليس مجرد إضافة «سائقات» على طريق مزدحم أصلاً، بل هو تغييرٌ يمس بنية ثقافة المجتمع وصورته وهويته، أما مساحة هذا التغيير فلا يستطيع أحدٌ اليوم أن يتنبأ بحجمها ومداها.
هناك من قاوم التغيير على مرّ الزمان، خوفاً على الثقافة السائدة، وعلى منظومة القيم المتوارثة، وعلى نمط التدين وعلى العادات والتقاليد، ولم يتم الالتفات إلى حجم الضرر الناتج عن تعطيل حركة المجتمع والدولة وعن تأخير التنمية الثقافية والإنسانية، وعن الفجوة التي تفصلنا عن العالم... كانوا يخوّفوننا من «التغيير»، وبعضهم كان يلوّح بالويل والثبور والشر المستطير، لكن المرأة خرجت في 24-6-2018 لتمتلك قرارها، وتعبِّد الطريق نحو المستقبل، ولم يحدث شيء مما حذروا منه.
العالم كله اهتّم بهذه اللحظة، بعض المثقفين وضعوا أيديهم على الوتر الأكثر أهمية في هذا الإجراء... الكاتب عبد الرحمن الراشد قال إن «هذا التجاسر الحكومي النادر من نوعه في تاريخ السعودية على كسر المحظور اجتماعياً نراه يحقق نتائج سريعة ومدهشة، ويقود المجتمع عموماً نحو التغيير، وكل ما رأيناه حتى الآن يقابَل بشكل إيجابي وسلمي وسلس». ويضيف: «الذين ينظرون بتهكم إلى التغيير، عدا عن جهلهم بالظروف التاريخية والتقاليد المحلية من موروثات من الممارسات الخاطئة، لا يدركون أنه ليس سهلاً مواجهتها».
غسان شربل، رئيس تحرير «الشرق الأوسط» قرأ هذه اللحظة من زاوية مهمة: «في اعتقادي أن أبرز ما حصل هو إطلاق حالة من الأمل داخل المجتمع، وخصوصاً لدى الشرائح الشابة وهي تشكّل الأكثرية الساحقة. ومن دون حالة الأمل هذه لا يمكن تذليل الصعوبات ولا ترجمة السياسات وتحصينها. فحالة الأمل هي استدراج للطاقات بغية توظيفها في معركة المستقبل». ويضيف: «أخطر ما يمكن أن يُصاب به شعب هو أن يعتبر أن أبواب الأمل موصدة، وأن الجدران أكثر من المفاتيح. وأن السلامة تقتضي ترك الأشياء كما كانت، وأن فتح الملفات يعني فتح أبواب المجهول»، ثم يقول: «اختارت السعودية السير في الاتجاه المعاكس لحالة الإحباط واليأس المستشرية في مناطق واسعة من الشرق الأوسط».
أما المفكر الأستاذ إبراهيم البليهي، فقال: «الأكثرية من النساء في المملكة ستبقى غير مهتمة بأن تقود لكن الدلالة المهمة هي الاعتراف بامتلاك المرأة لمقومات الوجود الفردي المستقل؛ فهذا اليوم سيبقى ذكرى عظيمة فاصلة بين عهدين، فاليوم تتجسد أهلية الوجود الفردي للمرأة بعد أن تم غمطها وحجبها وحرمانها منها». ويضيف: «دلالة ما حصلتْ عليه المرأة اليوم ليست خاصة بالنساء، بل هي دلالة عميقة شاملة لمعنى الوجود الإنساني: نساءً ورجالاً... إنه التأكيد القانوني والعملي لقيمة الإنسان والاعتراف بأهليته الفردية، وهذا هو المضمون الأكثر أهمية والأعظم دلالة».



بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
TT

بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)
غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)

بيعت بنحو 4.3 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 5.3 مليون دولار)، لوحة نادرة لفنان الشارع الشهير بانكسي، مستوحاة من عمل شهير للرسام الأسكوتلندي المُتوفّى أخيراً جاك فيتريانو، وفق دار «سوذبيز» للمزادات.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن اللوحة الزيتية التي باعتها الدار، مساء الثلاثاء، في العاصمة البريطانية، تحمل عنوان «كرود أويل (فيتريانو)»؛ وأحياناً تُطلَق عليها تسمية «توكسيك بيتش»، وقد عُرضت للمرّة الأولى في المعرض الكبير لبانكسي عام 2005.

وصودف أنّ مزاد «سوذبيز»، الثلاثاء، أُقيم غداة الإعلان عن وفاة الرسام جاك فيتريانو، الذي كان ملهماً لبانكسي. وعُثِر على جثة الرسام البالغ 73 عاماً، السبت، في شقته بمدينة نيس في جنوب فرنسا. وكان هذا الفنان العصامي يتمتّع بشعبية كبيرة بين الجمهور، لكنّ الأوساط الفنّية كانت تنبذه.

ومع أنّ بانكسي اشتهر بشكل أساسي برسوم الاستنسل التي ينشرها في شوارع العالم، وتثير ضجة كبيرة في كل مرّة، يتضمّن نتاجه الفنّي أيضاً لوحات ومنحوتات.

لكنّ هذه الأعمال بقيت محجوبة بهالة أعماله من رسوم الشارع، التي اكتسب بعضها شهرة واسعة. وحقّقت أعمال الفنان الذي لا تزال هويته الحقيقية غامضة، عشرات ملايين الدولارات، ما جعله واحداً من أشهر الفنانين البريطانيين في العالم.

ولا تقتصر أعمال بانكسي على كونها جاذبة بصرياً فحسب، وإنما تحمل في كثير من الأحيان أفكاراً قوية ومستفزّة؛ إذ يتناول فيها قضايا مثل الحرب والرأسمالية والرقابة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وتُعَدّ لوحة «كرود أويل» محاكاةً ساخرة للوحة «ذي سينغينغ باتلر» لجاك فيتريانو التي تمثّل زوجين يرقصان على الشاطئ، وتتمتّع بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة.

وإنما نسخة بانكسي ليست بهذا القدر من الرومانسية؛ إذ تُعكّر سفينة تغرق في الخلفية مشهد رقصة الزوجين.

أما عاملة المنزل التي تحمل مظلّة، فاستعيض عنها برجلين يرتديان بزتين واقيتين يعملان على تحميل برميل يحتوي على محتويات سامَّة.

وأوضحت «سوذبيز»، في بيان قبل المزاد، أن «بانكسي استخدم روح الدعابة والسخرية التي يتميّز بها لإنتاج صورة تتناول قضايا رئيسية في القرن الـ21، مثل البيئة والتلوّث والرأسمالية».

ومع أنَّ نسخة فنان الشارع بيعت بأكثر من تخمينها الأصلي البالغ 3 ملايين جنيه إسترليني، فإن ثمنها بقي أقل بكثير من أرقامه القياسية السابقة بوصفه فنان غرافيتي.

ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ارتفع إلى 18.6 مليون جنيه إسترليني (24.9 مليون دولار) سعر لوحته «الفتاة مع البالون» التي تمزّقت ذاتياً بصورة جزئية خلال مزاد، وأعيدت تسميتها «الحبّ في سلّة المهملات».

وتجاوز سعرها بفارق كبير الرقم القياسي السابق لأعمال بانكسي، وهي لوحة بعنوان «غايم تشاينجر» (تغيير المعادلة) تُكرّم أفراد الطواقم العلاجية كانت قد بيعت في مارس (آذار) من العام عينه بمقابل 16.75 مليون جنيه إسترليني (23 مليون دولار)، وذهب ريعها إلى الهيئة الصحية البريطانية.

وكانت لوحة «كرود أويل» ضمن مجموعة الموسيقي الأميركي مارك هوبوس، المؤسِّس المُشارك لفرقة ألبانك «بلينك - 182»، حصل عليها المغنّي الأميركي وزوجته عام 2011.

وقال هوبوس في البيان: «أحببنا هذه اللوحة منذ اللحظة التي رأيناها فيها. يظهر بشكل لا لبس فيه أنها عمل لبانكسي، لكنها مختلفة. هذه اللوحة تعني كثيراً لنا، وكانت جزءاً استثنائياً من حياتنا».

وسيتم التبرع بجزء من ريع المزاد لجمعيتين خيريتين طبّيتين في لوس أنجليس ولمؤسّسة «كاليفورنيا فاير فاوندايشن»، بعد الحرائق الأخيرة التي اجتاحت المنطقة.