في وقت أوصي فيه مؤتمر الزراعيين العرب بالقضاء على التحديات التي تواجه البلدان العربية في سد فجوتها الغذائية، التي تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار، أطلق السودان أمس مصفوفة مشاريع زراعية تعزز موقفه في توفير الغذاء للدول العربية، عبر مبادرة الرئيس عمر البشير للأمن الغذائي.
واختتمت أول من أمس في الخرطوم أعمال المؤتمر العام للمهندسين الزراعيين العرب، الذي نظمته الهيئة العربية للاستثمار الزراعي التي يوجد مقرها في الخرطوم، بمشاركة واسعة من المسؤولين والعاملين في القطاع الزراعي في الشركات والقطات الزراعية في وزارات الزراعة بالدول العربية.
وسيتم الإعلان عن توصيات المؤتمر، الذي بحث باستفاضة خلال 5 أوراق عمل التحديات التي تواجه البلدان العربية في استدامة ونمو قطاعاتها وإنتاجها الزراعي، والتي أجملوها في غياب التنسيق بين القطاعات المعنية، صباح اليوم (الاثنين).
وقال الدكتور عبد الرحمن سليمان عبد الله، وزير الزراعة السوداني، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن بلاده فرغت من إعداد مصفوفة من المشاريع المتكاملة للقطاع الزراعي، للوصول بها للأسواق العالمية، مبيناً أن عدداً من هذه المشاريع ستكون شراكة مع القطاع الخاص، خصوصاً الزراعة التعاقدية.
وأكد جاهزية بلاده للمواصلة وتكملة مبادرة الأمن الغذائي العربي، التي يعول عليها في الاكتفاء الذاتي للدول العربية من الغذاء.
وانطلقت مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير للأمن الغذائي العربي في فبراير (شباط) الماضي، بالتوقيع على وثيقة بين الدول العربية لتمويل المبادرة في أغسطس (آب) من العام الماضي، وطرحت 227 مشروعاً زراعياً وثروة حيوانية في السودان للاستثمار العالمي.
وفي الفترة نفسها، وخلال استضافة الخرطوم المؤتمر الثالث للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في فبراير الماضي، وقّع السودان على عقود زراعية وثروة حيوانية بواسطة شركات من الصين والجزائر والإمارات، كما تم الإعلان في الفترة نفسها عن صندوقين ماليين لتمويل البنية التحتية والاستثمارات الزراعية في السودان، برأسمال 10 مليارات دولار لكل صندوق.
وفي الصدد نفسه، وقع السودان ومنظمة الزراعة والأغذية (فاو) في مايو (أيار) من العام الماضي على وثيقة استراتيجية للبرنامج القطري للأعوام الخمسة المقبلة (2017 - 2020)، الذي يتضمن دعماً من المنظمة التابعة للأمم المتحدة لمشاريع الأمن الغذائي العربي التي تتبناها الخرطوم.
وأضاف وزير الزراعة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته، وبجانب خطتها الاستثمارية لتنفيذ مشاريع بالشراكة مع القطاع الخاص لقيام مشاريع زراعية بنحو 10 مليارات دولار، شرعت في زيادة عمليات الإنتاج باستخدام التقنيات الزراعية الحديثة في المشاريع المروية، وتوفير مدخلات الإنتاج لتقليل التكلفة وتحسين العائدات والصادرات الزراعية.
ومن جهتها، قالت أسماء الخضر، مدير الإعلام في وزارة الزراعة والغابات السودانية، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الزراعة في السودان تسرع بخطي واثبة نحو إعادة البلاد لوضعها في سوق الزراعة والمحاصيل حول العالم.
، مشيرة إلى أن السودان حصل أخيراً على تصنيف «اليونيسكو» بأن جبل مرة، الواقعة في دارفور غرب البلاد، تعد من أفضل المناطق في العالم لزراعة المواد الغذائية من عناصر طبيعية.
وقالت إن الاستثمارات الزراعية العربية تحتل المرتبة الأولى، وقد حققت نجاحات مشهودة بزيادة إنتاجية الفدان من عدد من المحاصيل النقدية، مثل مشروع الراجحي ونادل في غرب البلاد.
ووقع السودان أمس عقداً زراعياً مع شركة سعودية لإنتاج السكر، الذي تعتزم البلاد الاكتفاء منه خلال 3 سنوات، ويحقق المشروع السعودي إنتاجية عالية للفدان.