إردوغان يتعهد بمزيد من العمليات العسكرية في شمال سوريا

فصائل معارضة تهنِّئ الرئيس التركي

TT

إردوغان يتعهد بمزيد من العمليات العسكرية في شمال سوريا

لمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى أن تركيا ستواصل عملياتها العسكرية في شمال سوريا بهدف إعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
وقال إردوغان في خطاب جماهيري، فجر أمس، عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت، أول من أمس، إن تركيا ستواصل «تحرير الأراضي السورية» حتى يتسنى للاجئين العودة إلى سوريا بأمان. وأضاف أن تركيا ستتحرك بشكل «أكثر حسماً» ضد المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى العمليات التي تنفذها تركيا ضد مقاتلي عناصر الوحدات الكردية في شمال سوريا وضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق).
في السياق ذاته، نظم مواطنون سوريون في مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر والتي تنتشر فيها قوات تركية، احتفالات بفوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة، كما أصدرت «الشرطة السورية الحرة» بياناً للتهنئة.
وخرج مدنيون وعناصر من الجيش السوري الحر إلى شوارع مدن وبلدات شمال سوريا الليلة قبل الماضية وهم يحملون علم تركيا وصور إردوغان، مرددين هتافات مؤيدة لتركيا ورئيسها.
وقالت: «الشرطة السورية الحرة» في بيانها: «نبارك للشعب التركي وقائد تركيا رجب طيب إردوغان»، متمنية أن تكون نتائج الانتخابات خيراً على الشعب التركي والعالم الإسلامي.
وسيطر الجيش التركي بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر على مناطق واسعة في شمال سوريا، أبرزها، عفرين وجرابلس والباب والراعي من خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون العسكريتين، حيث استهدفت الأولى مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، واستهدفت الثانية التي انطلقت في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، ولم يُعلن رسمياً انتهاؤها بعد وجود وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين التي كانت تشكّل جيباً كردياً على حدود تركيا الجنوبية، كما توصلت تركيا إلى خريطة طريق مع الولايات المتحدة بشأن إخراج الوحدات الكردية من منبج، لينتهي وجود الوحدات في غرب الفرات.
ويقوم الجيشان التركي والأميركي بتسيير دوريات عسكرية منفصلة في نقاط التماسّ الواقعة بين مناطق درع الفرات ومنبج.
وقال الجيش التركي إنه تم تسيير دورية رابعة في الخط الواقع بين منطقتي «عملية درع الفرات» و«منبج» السوريتين، أول من أمس (الأحد).
وذكر بيان لرئاسة الأركان التركية أن عناصر من القوات المسلحة التركية والجيش الأميركي سيّرت دورية رابعة بشكل منسق ومستقل، في الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات» ومنطقة منبج.
وقامت عربات مصفحة تابعة للجيش التركي بتسيير الدورية الرابعة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق درع الفرات، وخط الجبهة لمنطقة منبج.
وفي 18 يونيو (حزيران) الجاري، أعلنت رئاسة الأركان التركية، بدء الجيشين التركي والأميركي، تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات»، ومدينة منبج، وفي 20 يونيو سيّرت الدورية الثانية على نفس الخط، ويوم الجمعة الماضي سيّرت الدورية الثالثة.
وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا في 4 يونيو الجاري خلال اجتماع لوزيري خارجية البلدين في واشنطن إلى اتفاق على «خريطة طريق» حول منبج، تضمن إخراج وحدات حماية الشعب الكردي منها والإشراف على توفير الأمن والاستقرار لحين تشكيل مجلس محلي لإدارة المدينة، التي يشكل العرب نحو 90% من سكانها.
وتوصلت تركيا إلى اتفاق شبيه مع روسيا بشأن مدينة تل رفعت يتضمن إخراج قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها وعناصر الوحدات الكردية من المدينة.
وكان إردوغان قد تعهد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في تركيا، التي أُجريت أول من أمس، بتطهير جميع المناطق الموازية لحدودها الجنوبية في سوريا من أي وجود لـ«التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى «داعش» ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».