في واحد من أكبر تجمعات الفنون التشكيلية في الوطن العربي، تحتضن القاهرة في الوقت الحالي ملتقى المبدعين الدولي، في نسخته التاسعة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الثامنة الماضية من الملتقى، التي عقدت على مدار الأعوام الماضية، بعد أن بدأت في عام 2012.
يشارك في النسخة الحالية، التي تستضيفها قاعة صلاح طاهر للفنون بدار الأوبرا المصرية، 150 فناناً تشكيلياً من 10 دول عربية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية وتونس والعراق واليمن، إلى جانب مصر.
يقول منظم الملتقى الفنان التشكيلي المصري عبد الناصر السعدني، إن «الملتقى يستوعب أعمالا فنية تجمع بين مدارس الفنون المختلفة، مثل السريالية والتجريبية والبورتريه، حيث تقدم للمشاركة قرابة 1200 تشكيلي، وأعلنت لجنة الفرز عن اختيار 150 منهم، فيما سيتم إجراء مسابقة لاختيار أفضل 15 عملا». ولفت إلى أن الملتقى لا تقتصر فعالياته على المعرض الفني فقط، بل تمتد إلى إقامة ورشات فنية وجلسات رسم حي ودورات تدريبية، يتم خلالها تبادل الخبرات والأفكار، بما يجعل منه محفلا فنيا متعدد الأهداف، بما يثري الفنون التشكيلية في النهاية.
«الشرق الأوسط» التقت عددا من الفنانين المشاركين بالملتقى. فمن المملكة العربية السعودية شاركت جواهر بنت عبد الرحمن، التي قالت: «هذه أول مشاركة لي في مصر، وثاني مشاركة لي في معرض جماعي خارج المملكة بعد أن شاركت من قبل في معرض جماعي في دبي».
وتوضح أن «المشاركة في ملتقي المبدعين الدولي له كثير من أوجه الاستفادة للفنانين، حيث يتعلم الفنان من زملائه ويستفيد من الأعمال الأخرى، مما يحدث حلقة إيجابية من التواصل بين كل الفنانين من كل الدول العربية».
من السمات التي تميز ملتقي المبدعين الدولي أنه يجمع بين أعمار كثيرة وخبرات مختلفة، مما يتيح الفرصة لشباب الفنانين التعلم والاستفادة من هذه الخبرات... هذا ما توضحه الفنانة المصرية الشابة مروة الحسيني، الطالبة بكلية التربية الفنية، التي تشارك بلوحة تصميم حروف عربية، حاولت أن تبعد بها عن النمطية المعتادة في شكل الحروف.
تقول مروة: «مشاركتي جاءت عن طريق إحدى صفحات الـ(فيسبوك)، التي كانت تعلن عن الملتقى والدعوة للمشاركة فيه، وهو ما حرصت عليه لأن وجود فنانين من جنسيات مختلفة يجعلني أرى الفن بأوجه جديدة، وفهم تفكير كل واحد فيهم، والتقط منه ما يفيدني، مما يعزز دراستي للفنون التي لم أنته منها بعد».
وتضيف: «كما أن وجودي في مثل هذه الملتقيات يكسبني خبرة من الاختلاط، فاجتماع هذا العدد من الفنانين والموهوبين يعمل على إثراء الفنون التشكيلية، إلى جانب إطلاق الطاقات الإبداعية الشابة».
من مصر أيضا تشارك الفنانة أميرة محمد كامل بلوحة زيتية تعكس أحد المراكب يشق طريقه بصعوبة وسط أمواج ومياه البحر. تحكي صاحبة اللوحة عن عملها: «هذا المركب حاولت أن أرمز من خلاله إلى المرأة العربية والشرقية، التي تحارب دوما ضد التيار، وتقاوم أمورا حياتية وأفكارا صعبة، ورغم ذلك فهي قادرة على أن تقاوم مثل هذا المركب».
وحول المشاركة بالملتقى تقول: «تعرفت على فنانين كبار من مختلف الدول العربية رأيت أعمالهم وبدورهم رأوا أعمالي، وبالتالي أعرف أين وصلوا بفنهم وأين أقف أنا أيضا بفني، وذلك من خلال التعرف على الخامات المستخدمة والأفكار المتناولة وكيفية التعبير عنها، وإدراك أفكار ورؤى أخرى كانت غائبة عني، بما يجعل منه محفلا فنيا يدعم التجارب والخبرات».
من مجموعة الفنانة مروة الحسيني