مياه الأمطار تغمر مئات المنازل في غزة

أحوال الطقس أضافت معاناة جديدة على أهالي القطاع الذين يعانون نقصا حادا في الغاز والكهرباء

مياه الأمطار تغمر مئات المنازل في غزة
TT

مياه الأمطار تغمر مئات المنازل في غزة

مياه الأمطار تغمر مئات المنازل في غزة

تعرضت عشرات المنازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة للغرق نتيجة الأمطار الشديدة التي هطلت الليلة الماضية على القطاع، حيث غمرت مياه الأمطار اليوم الجمعة مئات المنازل في غزة.. الأمر الذي اضطر أفراد الدفاع المدني للاستعانة بقوارب صيد صغيرة لإجلاء عائلات، بينما أعلنت حكومة حماس عن إيواء المتضررين في عدد من المدارس الحكومية في القطاع.
وذكر شهود عيان أن منطقة كاملة في حي النفق بمدينة غزة جرى إخلاؤها نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان ما أدى إلى غرق عشرات المنازل.
وأدت غزارة الأمطار وسوء الأحوال الجوية إلى إغلاق الطريق الساحلي أمام المركبات نتيجة ارتفاع منسوب المياه في وادي غزة. وفي جنوب قطاع غزة، أخلى الدفاع المدني عددا من المنازل في منطقة حي الجنينة في رفح والمستشفى الأوروبي.
وأنقذت طواقم الإنقاذ التابعة لجهاز الدفاع المدني بمحافظة شمال غزة أربعة أشخاص من الغرق نتيجة فيضان «وادي جباليا»، شرق عزبة عبد ربه، وأفاد مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة المقدم أنور أبو العمرين أن طواقم الدفاع المدني قامت بعمليات إنقاذ متعددة خلال أيام المنخفض الجوي، وأوضح أن طواقم الإنقاذ سحبت 10 سيارات غارقة في المياه وأزالت 8 أشجار ساقطة في الشوارع.
وأعلن وزير الصحة بالحكومة الفلسطينية المقالة في غزة د. مفيد المخللاتي حالة الطوارئ القصوى في جهاز الإسعاف ولطوارئ بكل طواقمه الفنية وسياراته وقدراته اللوجيستية واستنفارها بشكل كامل في محافظان قطاع غزة، وأوضح أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة أن الطواقم ستساند طواقم الدفاع المدني والبلديات والأجهزة المعنية بالطوارئ في مواجهة الآثار المترتبة على استمرار المنخفض الجوي الحاد الذي تتعرض له المنطقة.
وأكد إيهاب الغصين المتحدث باسم حكومة حماس في غزة على صفحته على موقع «فيس بوك» أن حكومته «تفقدت أكثر من 662 أسرة في قطاع غزة وقدرت أعداد الأسر المتضررة بـ458».
بدوره، أصدر وزير الحكم المحلي محمد الفرا تعليماته لرؤساء بلديات قطاع غزة بضرورة بإلغاء جميع إجازات الموظفين والعاملين في قطاعي المياه والصرف الصحي حتى انتهاء فترة المنخفض الجوي الذي يعصف بالمنطقة، وقال الفرا في تصريح صحافي إن طواقم البلديات «لن تنام الليل والنهار حتى انتهاء المنخفض الجوى الذي يعصف بالمنطقة»، مؤكدا أنها «ستواصل جهودها رغم ضعف الإمكانيات وقلة الوقود وانقطاع الكهرباء».
من جهته قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس إن «66 مواطنا أصيبوا خلال موجة الصقيع التي يشهدها قطاع غزة جميعهم إصابات ما بين طفيفة ومتوسطة باستثناء ثلاث إصابات خطيرة لرجلين مسنين وطفل».
ويمر هذا المنخفض الجوي الأصعب على قطاع غزة في ظل أزمة كهرباء يعاني منها قطاع غزة منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميا بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة نتيجة نفاد الوقود الصناعي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.