هدفا كوتينيو ونيمار منحا البرازيل الفوز وأطاحا بأحلام كوستاريكا

ظاهرة أهداف الوقت بدل الضائع تتواصل في المونديال وتبتسم لمنتخب السامبا

نيمار يسجل ثاني أهداف البرازيل في مرمى كوستاريكا بالدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع (رويترز)
نيمار يسجل ثاني أهداف البرازيل في مرمى كوستاريكا بالدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع (رويترز)
TT

هدفا كوتينيو ونيمار منحا البرازيل الفوز وأطاحا بأحلام كوستاريكا

نيمار يسجل ثاني أهداف البرازيل في مرمى كوستاريكا بالدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع (رويترز)
نيمار يسجل ثاني أهداف البرازيل في مرمى كوستاريكا بالدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع (رويترز)

منح هدفان مثيران لفيليبي كوتينيو ونيمار في الوقت المحتسب بدل الضائع المنتخب البرازيلي أول فوز في نهائيات كأس العالم على كوستاريكا بمدينة سان بطرسبرغ، كما فطرت النتيجة قلوب الفريق الخاسر وجماهيره لتوديعهم النهائيات بعد الهزيمة الثانية بالمجموعة الخامسة.
و انتظر المنتخب البرازيلي لكرة القدم حتى الوقت بدل الضائع ليتنفس الصعداء وليعوض في الجولة الثانية خيبة تعادله في المباراة الأولى مع سويسرا (1 - 1).
وبدا حجم الضغط على الفريق البرازيلي جليا في المباراة التي أقيمت في مدينة سان بطرسبورغ. فبعد الهدف الأول لكوتينيو في الدقيقة 90+1، احتفل مدربه تيتي بطريقة جنونية أدت إلى سقوطه أرضا، بينما انهار نيمار على أرض الملعب مجهشا بالبكاء بعد صافرة النهاية، بعد ثوان من تسجيل أغلى لاعب في العالم الهدف الثاني لبلاده في الدقيقة 90+7.
وقال تيتي: «أعتقد أنني أصبت بشد في عضلاتي! أنا أعرج الآن بعد الاحتفال. كنا متحمسين فوق العادة».
وهي المرة الأولى في تاريخ كأس العالم يسجل هدف متأخر إلى هذا الحد، بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، علما بأن الرقم السابق كان 90+5.
كما انفرد نيمار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، بالمركز الثالث على صعيد الهدافين التاريخيين للمنتخب البرازيلي، مع هدفه الـ56.
وعانت البرازيل طوال الدقائق التسعين للمباراة من صلابة دفاعية كوستاريكية ومهارة الحارس كيلور نافاس، ولم تتمكن من هز الشباك سوى في اللحظات القاتلة لتتفادى مصير منتخبات كبيرة تقدم نتائج مخيبة، أبرزها ألمانيا حاملة اللقب والأرجنتين.
وبينما كانت البرازيل تعول على نيمار العائد من غياب أكثر من ثلاثة أشهر بسبب كسر في القدم، كان كوتينيو المنقذ للمرة الثانية تواليا. وبعد تسجيله هدف المباراة الأولى ضد سويسرا من تسديدة قوسية رائعة، سجل لاعب برشلونة الإسباني الهدف الأغلى واختير أفضل لاعب في المباراة أمام كوستاريكا.
وأتى الهدف الأول بعد جهد برازيلي جماعي، بدأ بكرة عرضية مرفوعة من مارسيلو، حولها البديل روبرتو فيرمينو برأسه إلى غابريال خيسوس القريب من المرمى، فهيأها لنفسه وكان يهم بالالتفاف لمحاولة تسديدها تحت ضغط الدفاع، ليسارع كوتينيو المنسل بين المدافعين لتحويلها بين ساقي الحارس كيلور نافاس، مسجلا هدفه الثاني في المونديال بعد الأول ضد سويسرا.
أما الهدف الثاني فأتى بعد اختراق من البديل الآخر دوغلاس كوستا، وتحويله الكرة إلى نيمار المتقدم من دون رقابة، فحولها بالقدم اليسرى في مرمى الحارس الكوستاريكي نافاس.
وحقق الفريق البرازيلي بذلك فوزه الأول في مونديال 2018، في مجموعة تضم أيضا منتخبي صربيا وسويسرا. وكانت صربيا فازت على كوستاريكا 1 - صفر في الجولة الأولى. وحسنت البرازيل من حظوظها ببلوغ الدور المقبل، إذ بات في رصيدها حاليا أربع نقاط من مباراتين. إلا أن المباراة التي أقيمت في سان بطرسبورغ أمس، كانت على وشك أن تكون استعادة للمباراة الأولى لفريق السامبا ضد سويسرا، أي الخروج بنتيجة مخيبة للمنتخب الساعي إلى نسيان مذلة الخروج من مونديال 2014 على أرضه، بالخسارة في نصف النهائي أمام ألمانيا 1 - 7.
فقد اعتمد المنتخب الكوستاريكي خطة دفاعية محكمة، وتمكن من إقفال منطقة جزائه بشكل كبير أمام كل المحاولات البرازيلية. وباستثناء هدف ملغى بداعي التسلل لخيسوس في الدقيقة 26، انتظر الفريق البرازيلي 40 دقيقة في الشوط الأول، ليتمكن من التسديد للمرة الأولى على مرمى الحارس نافاس، وذلك من محاولة بعيدة لزميله في ريال مدريد مارسيلو.
واكتفت البرازيل طوال الشوط تقريبا بمحاولات التسديد البعيدة أو المحاولات العرضية التي غالبا ما تمكن لاعبو المدرب أوسكار راميريز من قطعها. ومع بداية الشوط الثاني، دفع المدرب البرازيلي تيتي بجناح يوفنتوس الإيطالي كوستا بدلا من لاعب تشيلسي الإنجليزي ويليان، فقام بتنشيط الجهة اليمنى لا سيما عبر اختراقاته وتمريراته العرضية والسريعة نحو منطقة الجزاء. وكثف البرازيليون ضغطهم سريعا سعيا لكسر التعادل وتفادي مصير منتخبات كبيرة أخرى قدمت أداء مخيبا حتى الآن في المونديال، لا سيما ألمانيا حاملة اللقب والأرجنتين.
وصنع خيسوس أول فرصة خطرة في الشوط الثاني برأسية في الدقيقة 49 ارتدت من العارضة، أتبعها كوتينيو بعد ثوان بتسديدة حولها الدفاع عن خط المرمى تقريبا إلى ركنية. وبدا الضغط البرازيلي واضحا من خلال الحصول على ثلاث ركنيات في أقل من ثلاث دقائق.
وكاد نيمار يفتتح سجله في المونديال في الدقيقة 56 بعد حول بسرعة عرضية من باولينيو، لتسديدة قوية تصدى لها نافاس وحولها إلى ركنية.
وتكررت التسديدات والمحاولات الهجومية البرازيلية، لا سيما عبر كوتينيو بتسديدة من حافة المنطقة في الدقيقة 58، ونيمار مجددا من حافة المنطقة بالدقيقة 72.
واعتقد المنتخب البرازيلي في الدقيقة 79 أنه نال الفرصة التي كان يتحينها منذ بداية المباراة، عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح نيمار بعد سقوطه في منطقة الجزاء إثر «احتكاك» مع جيانكارلو غونزاليز. إلا أن تقنية مساعدة الفيديو بالتحكيم (في إيه آر) تدخلت عكس التيار هذه المرة. وبدلا من احتساب ركلات الجزاء كما يحصل عادة، قرر الحكم الهولندي بيورن كويبرس إلغاء الركلة، بعدما تبين أن نيمار بالغ وحاول الاحتيال عليه لإظهار أنه تعرض للشد من قميصه.
واستمرت البرازيل في بحثها عن هز الشباك وكانت النهاية مثيرة حيث هاجمت بكل خطوطها أمام دفاع كوستاريكا العنيد إلى أن جاء الغيث من كوتينيو ونيمار.
وفور إطلاق صفارة النهاية أجهش نيمار بالبكاء وهو يغطي وجهه بيديه، وكان ذلك تجسيدا لحجم التوتر الذي خيم عليه معظم فترات اللقاء.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».