تدخل البرازيل منافسات الجولة الثانية لكأس العالم 2018 ضد كوستاريكا اليوم، سعيا إلى تعويض تعادلها المخيب في الجولة الأولى للمجموعة الخامسة مع سويسرا التي تخوض أيضا لقاء مصيريا مع صربيا.
وفي مجموعة كان من المفترض أن تتصدرها البرازيل القوية، تعتلي صربيا الأقل تصنيفا بين الفرق الأربعة القمة بعد فوزها على كوستاريكا في مباراتها الافتتاحية.
وفي ظل احتلالها المركز السادس في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا)، من الصعب اعتبار سويسرا مفاجأة المجموعة لكن التعادل مع البرازيل بطلة العالم خمس مرات لا يزال يمكن تصنيفه كمفاجأة هزت المجموعة وكأس العالم.
لكن في الجولة الثانية لمباريات المجموعة قد تصبح صربيا على مشارف التأهل للدور الثاني إذا حققت فوزها الثاني على التوالي بينما يمكن لسويسرا تعزيز وضعها كحصان أسود بتحقيق نتيجة إيجابية أخرى.
في المباراة الأولى على ملعب سان بطرسبورغ تدخل البرازيل مواجهة كوستاريكا في ظل قلق على الحال البدنية لنجم المنتخب الأبرز نيمار الذي تعرض لكدمات قوية في المباراة الأولى، ولم يشارك بانتظام في التمارين خلال الأيام الماضية.
وتعرض أغلى لاعب في العالم لمعاملة خشنة خلال المباراة الأولى ضد سويسرا، حيث ارتكبت بحقه 10 مخالفات وهي أعلى نسبة للاعب واحد في مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم منذ 20 عاما. وانتهت المباراة بتعادل مخيب للمنتخب الأميركي الجنوبي (1 - 1) في بداية مسعاه لتعزيز رقمه القياسي وإحراز البطولة السادسة.
أطلق نيمار، العائد قبل أسابيع من عملية تعاف طويلة بعد كسر في مشط القدم، جرس الإنذار عندما غادر وهو يعرج الملعب خلال تدريبات الثلاثاء. لكنه عاد وشارك قبل 48 ساعة من اللقاء ضد كوستاريكا معززا الآمال بمشاركته في المباراة.
حتى قبل تعرضه لنكسة التدريب، ارتسمت علامات استفهام حول خوض نيمار غمار نهائيات كأس العالم في كامل لياقته البدنية، بعد غيابه عن الملاعب لثلاثة أشهر إثر خضوعه لعملية جراحية في مشط القدم.
وكانت المباراة ضد سويسرا في 17 يونيو (حزيران)، أول مباراة تنافسية رسمية يخوضها نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي منذ أواخر فبراير (شباط) عندما تعرض للإصابة خلال مباراة لفريقه ضد مرسيليا.
وأمضى نيمار معظم فترات تعافيه في بلاده لكي يكون في كامل لياقته البدنية في كأس العالم. وعلى الرغم من أدائه اللافت في المباراتين التحضيريتين للبرازيل ضد كرواتيا والنمسا في أوائل يونيو، ما زالت الأسئلة تطرح حول إذا ما كان يفتقد لتنافسية المباريات بعد غيابه المطول.
وحاولت البرازيل الاعتماد على نجمها مرات عدة في أواخر المباراة ضد سويسرا في مدينة روستوف الروسية، إلا أنه فشل في إيجاد اللمسة الأخيرة أو التسجيل في مرمى دفاع سويسري منظم.
وأتى الهدف البرازيلي الوحيد عبر لاعب برشلونة الإسباني فيليبي كوتينيو من تسديدة قوسية رائعة من خارج المنطقة ليمنح فريقه انطلاقة قوية. وفي حال لم يتمكن نيمار من خوض مباراة اليوم كأساسي، يرجح أن يشغل كوتينيو مركزه على الجهة اليسرى في خط الهجوم البرازيلي.
وشدد كوتينيو على أن نيمار يبقى عنصرا أساسيا في سعي البرازيل للقب.
وقال: «هو أحد أفضل اللاعبين في العالم. بطبيعة الحال، وجوده معنا يشكل إضافة كبيرة لنا، هو لاعب مهم للغاية، يخلق دائما المساحات ويمدنا بالكرات».
ولم يكن فريق المدرب البرازيلي تيتي غير راض عن الخشونة التي تعرض لها نيمار على أرض الملعب فحسب، بل أيضا عن هدف التعادل السويسري، عندما رفض الحكم اللجوء إلى تقنية المساعدة بالفيديو («في إيه آر») لدى تسجيل ستيفن تسوبر هدف التعادل، علما بأن الإعادة التلفزيونية أظهرت قيام اللاعب السويسري بدفع البرازيلي ميراندا قبل التسجيل.
حتى أن الاتحاد البرازيلي تقدم بشكوى لدى نظيره الدولي (فيفا) بهذا الخصوص.
ولا شك أن مواجهة كوستاريكا فرصة مثالية للبرازيل لكي تستعيد نغمة الفوز والثقة بالنفس لا سيما أن منافستها نجحت في التغلب عليها مرة واحدة في 10 مباريات جمعت بينهما.
وشكلت كوستاريكا مفاجأة مونديال البرازيل 2014. عندما تمكنت في الدور الأول من تصدر مجموعة تضم إنجلترا وإيطاليا والأوروغواي، وبلغت ربع النهائي حيث خسرت أمام هولندا بركلات الترجيح.
إلا أن المنتخب الكوستاريكي يحتاج أيضا إلى النقاط بعدما خسر مباراته الأولى في نسخة 2018 بنتيجة صفر - 1 أمام صربيا.
واعتبر قائد كوستاريكا المخضرم براين رويز أنه يتعين على فريقه الضغط على حامل الكرة في وسط ملعب البرازيل لكي يخرج بنتيجة إيجابية.
صربيا تواجه سويسرا
وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة نفسها تقام في كالينينغراد، ستحاول صربيا حسم تأهلها إلى الدور ثمن النهائي عندما تواجه سويسرا.
ويبدو مصير صربيا التي تغلبت على كوستاريكا (1 - صفر) بهدف رائع من ركلة حرة مباشرة لظهيرها الأيسر ألكسندر كولاروف بيدها، لأن فوزها يضمن لها موقعا في الأدوار الإقصائية بصرف النظر عن نتيجة مباراتها في الجولة الثالثة الأخيرة ضد البرازيل في 27 يونيو.
ورأى كولاروف أن منتخب بلاده في موقع يؤهله حسم التأهل، محذرا في الوقت نفسه من الاستخفاف بالمنافس السويسري. وقال: «من المهم جدا أن النقاط الثلاث (للمباراة الأولى) في حوزتنا، لكن الأمور لم تحسم». وأضاف: «سويسرا هي أصعب مباراة لنا، لا أريد الدخول في الحسابات الآن. في حال تعادلنا لن تسير الأمور بشكل جيد، نريد الفوز بالطبع».
ويضم المنتخب الصربي لاعبين حاليين وسابقين في الدوري الإنجليزي، بينهم لاعب وسط مانشستر يونايتد نيمانيا ماتيتش، لكن النجم الصاعد في صفوفه هو لاعب الوسط المهاجم للاتسيو الإيطالي سيرغي ميلينكوفيتش - سافيتش.
ويتردد أن مدرب صربيا السابق سلافوليوب موسلين الذي قادها لبلوغ النهائيات، دفع إقالته ثمنا لعدم استدعاء ميلينكوفيتش - سافيتش. ولم يكرر سلفه ملادن كرستاييتش الخطأ نفسه، ويعتمد بشكل كلي على اللاعب البالغ 23 عاما، والذي تألق بشكل لافت من خلال لمساته الفنية ضد كوستاريكا.
وأشاد السويسري دينيس زكريا بميلينكوفيتش - سافيتش، معتبرا أنه: «لاعب رائع يملك فنيات عالية، لكنه ليس وحده، الكثير من لاعبي صربيا يلعبون في أندية كبيرة لكننا نملك بدورنا لاعبين جيدين أيضا».
ورغم صغر سنه إلا أن سافيتش فرض نفسه قائدا للمنتخب الصربي، وسيكون في المونديال الروسي أمام فرصة التأكيد أنه أحد النجوم المستقبليين الكبار للكرة المستديرة.
وقال كرستاييتش بعد أول مباراة رسمية له كمدرب لصربيا: «قمنا بتحليل كل منافسينا الثلاثة، مع احترامنا لسويسرا».
وأضاف: «نعرف كل شيء عن سويسرا الآن وسندرس بعض التفاصيل من مباراتهم ضد البرازيل للتأكد من أننا على دراية بكل شيء».
وتخوض سويسرا المونديال الحالي وهي تحتل المركز السادس في تصنيف الفيفا، وهي بلغت ربع النهائي ثلاث مرات آخرها عام 1954. أما صربيا، فتعود إلى النهائيات بعد غيابها عن النسخة الأخيرة.
وفي ظل وضع المميز في تصنيف الفيفا، من الصعب اعتبار سويسرا مفاجأة المجموعة لكن التعادل مع البرازيل بطلة العالم خمس مرات لا يزال يمكن تصنيفه كمفاجأة هزت المجموعة الخامسة.