سيبيريا تنتج مضادات حيوية نباتية أشد فتكاً بالأمراض

لحل مشكلة الأعراض الجانبية للمركبات الكيماوية

نبتات كمصدر مضاد حيوي
نبتات كمصدر مضاد حيوي
TT

سيبيريا تنتج مضادات حيوية نباتية أشد فتكاً بالأمراض

نبتات كمصدر مضاد حيوي
نبتات كمصدر مضاد حيوي

يسعى فريق من العلماء في مدينة تومسك التي تقف على ضفاف نهو «توم» في الأجزاء الشرقية من سيبيريا، إلى الحصول على نوع جديد من المضادات الحيوية، يتميز بأعراض جانبية أقل من تلك التي يعاني منها المريض لدى تناوله مضادات حيوية كيماوية المنشأ. وكان الإنسان يعتمد منذ القدم على الأعشاب والمواد حيوانية المنشأ في علاج مختلف الحالات المرضية، وما زالت بعض الشعوب والقبائل تعتمد الأعشاب، وسيلة رئيسية في العلاج، إلى جانب الطب الحديث ومنتجاته. وبرز خلال السنوات الماضية عودة اهتمام واسع من جانب العلماء بتصنيع أدوية يتم تركيبها من مواد طبيعية، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها البحث عن حلول لمشكلة الأعراض الجانبية التي تخلفها المركبات الكيماوية المستخدمة في تصنيع الأدوية، والسبب الثاني والأهم هو أن الطبيعة ما زالت غنية بأنواع كثيرة جدا من الأعشاب، لم يتمكن العلم بعد من اكتشاف خواصها العلاجية.
ويقوم علماء في الكيمياء النباتية، من جامعة تومسك الحكومية، بدراسات وأبحاث على أعشاب تنبت في سيبيريا، لاستخلاص مركبات نباتية، يمكن الاستفادة منها كمادة مضادة للميكروبات. وقالت عالمة ضمن الفريق إن الأبحاث أظهرت أن الأدوية التي يتم تركيبها على أساس نباتي، قد تكون أكثر فاعلية من الأدوية كيماوية المنشأ. وأشارت على سبيل المثال إلى نبتة «Lychnis» من جنس السيلين النباتي التابع للفصيلة القرنفلية، وقالت إنه تم الحصول على مستخلص من هذه النبتة، يتميز بنشاط مرتفع مضاد للبكتيريا والميكروبات، بينما أظهرت التحاليل أن فاعلية هذا المستخلص تفوق 30 مرة فاعلية المضادات الحيوية المستخدمة في الطب حالياً. ولا تقتصر إيجابيات استخدام الأدوية من مستخلصات نباتية على ندرة الأعراض الجانبية التي تخلفها لدى المريض، بل هناك جانب غاية في الأهمية من الناحية العلاجية، حيث أظهرت التجارب أن الميكروب أو البكتيريا، أي مسبب المرض، أصبح يمتلك قدرة على مقاومة المركبات الكيماوية، ويجد صعوبة أكبر بكثير في تطوير مقاومته لعمل المستحضرات الطبية النباتية المعقدة.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام المستحضرات الطبية العلاجية والأدوية النباتية، ظاهرة تنتشر على نحو متزايد خلال الفترة الماضية في عدد كبير من دول العالم، وعلى سبيل المثال تقترب حصتها في سوق الأدوية في الولايات المتحدة وأوروبا من 10 في المائة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.