عائلة مصرية تُطلق حملة لتوزيع الدمى على الأطفال الفقراء

حلمٌ تحوّل إلى حقيقة بعد وفاة الطفلة صاحبة الفكرة

بعض أعضاء الحملة خلال توزيع الدمى على أطفال مناطق فقيرة
بعض أعضاء الحملة خلال توزيع الدمى على أطفال مناطق فقيرة
TT

عائلة مصرية تُطلق حملة لتوزيع الدمى على الأطفال الفقراء

بعض أعضاء الحملة خلال توزيع الدمى على أطفال مناطق فقيرة
بعض أعضاء الحملة خلال توزيع الدمى على أطفال مناطق فقيرة

أطلقت عائلة مصرية حملة تحت عنوان «دمية لكل طفلة» لتوزيع العرائس والدّمى على الأطفال الفقراء، وتبذل الأسرة جهودها لتحقيق حلم طفلتهم الراحلة هايما بأن تمتلك كل طفلة عرائسها وألعابها، ليتحول حلمها حالياً إلى واقع يرسم البهجة والفرحة على وجوه آلاف الأطفال، ومع خصوصية أجواء الأعياد حرصت الحملة على توزيع هداياها في بعض قرى محافظتي الفيوم والجيزة.
كان حلم هايما التي رحلت عن عالمنا، وعمرها 12 سنة، أكبر في اتساعه من سنوات عمرها القليلة، حلمت بأن يتمكن الأطفال الفقراء من امتلاك عرائسهم وألعابهم. ذات ليلة بينما كانت تلعب بعرائسها التي ارتبطت بها كثيراً، فاجأت والدتها بسؤال يثير من المعاني الحزينة أكثر مما يبحث عن إجابات تناسب براءتها: هل هناك فعلاً أطفال ليس لديهم عرائس وألعاب؟ وأمام صمت الأم وتجنبها الإجابة، دخلت الفتاة إلى غرفتها وبدأت في البكاء وهي تدوّن الرسالة التي تحولت إلى أيقونة للحملة بعد رحيلها.
أمام بكاء الطفلة وكلمات رسالتها البريئة التي عبرت فيها عن حلمها بأن يمتلك كل الأطفال الفقراء عرائسهم وألعابهم الخاصة، وعدتها الأم بأن يقوموا بشراء بعض العرائس والألعاب وتوزيعها على الأطفال الفقراء.
رحلت هايما عن الحياة، لكنّ أسرتها لم تنس حلمها، وبدأت تدشين حملة «دمية لكل طفلة» التي تكوّنت في البداية من أفراد الأسرة فقط، وسرعان ما انضم إليها بعض أصدقاء العائلة، وعلى الرّغم من أنّ الحملة تعمل بالأساس على توزيع العرائس على الأطفال الإناث،فإنّها أيضاً تقوم بتوزيع الألعاب على الأطفال الذكور.
تقول الأم تاسيليا الجندي، منسق الحملة، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا الحملة كعائلة، أنا وابنتي الكبرى هانيا شقيقة هايما، وابني الصغير علي، من ثمّ انضم إلينا بعض أصدقاء أولادي وأصدقاء الأسرة، وقمنا بتوزيع العرائس والألعاب على الأطفال في الأحياء الشعبية ودور الأيتام ومستشفيات الأطفال، ونسعى في الفترة المقبلة إلى النزول للأطفال الذين يعيشون مع أسرهم في المقابر كمناطق البساتين والإمام الشافعي، ومن بين الأمور اللافتة أنّ كثيرا من أطفال الجيران والأصدقاء تبرعوا ببعض ألعابهم وعرائسهم للمساهمة في الحملة، على الرّغم من أنّ بعضهم لم يكن يعرف ابنتي».
وتضيف الجندي: «سأعيش ما تبقى من حياتي في محاولة تحقيق حلم ابنتي بأن يمتلك كل طفل وطفلة ألعابه وعرائسه الخاصة، ولا يمكنني أن أنسى النقاش الذي خضته معها قبيل وفاتها، فعندما سألتني عن وجود بنات ليس لديهن عرائس وألعاب، تجنبت الإجابة لأنّني أعرف أنّها ستصدمها، لكنّي وعدتها وقتها بأن ننزل عقب انتهاء امتحاناتها ونشتري عرائس وألعاب ونوزعها على الأطفال الفقراء». وتابعت: «رحلت هايما قبل أن يتحقق حلمها، لكنّني سأبذل كل جهدي لتحقيقه، فأنا أراها وأرى ابتسامتها البريئة في ابتسامة كل طفل وطفلة يبتهجون عند حصولهم على عرائسهم وألعابهم».
من بين ما كتبته الطفلة هايما في رسالتها التي تحوّلت إلى أيقونة للحملة: «دميتي صغيرة، دميتي جميلة، تغنّي أحلى الأنغام، كيف لطفلة صغيرة ألا يكون لها دمية ترقص وتغنّي، لا بدّ أنّها حزينة من دون ألعاب لتتكلّم وتلعب معها، أمّا أنا فلدي كثير، تُرى ما الضّرر الذي سيأتي لي إذا أعطيتها واحدة؟ لا ضرر، نعم، لا ضرر».
من جانبها، تقول هانيا فنصة، شقيقة هايما، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الرسالة التي تركتها هايما، لها تأثير كبير على كل من يقرأها، فعندما قرّرنا إطلاق الحملة كعائلة، فوجئنا بكثير من أصدقائنا يرغبون في الانضمام، بعض المتطوعين كانوا يعرفون شقيقتي فأرادوا أن يشاركوا في تحقيق حلمها، ومن لم يكن يعرفها تأثّر برسالتها ودعا آخرين للانضمام للحملة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.