غزة احتفلت بالعيد بـ«نصف راتب» للموظفين

جاء في ظروف حياتية بائسة وظروف هي الأصعب والأكثر تعقيداً منذ 12 عاماً

هاني اللحام الموظف السابق في رام الله يقوم بتنظيف الشارع خارج كشك للقهوة على شاطئ غزة (أ.ف.ب)
هاني اللحام الموظف السابق في رام الله يقوم بتنظيف الشارع خارج كشك للقهوة على شاطئ غزة (أ.ف.ب)
TT

غزة احتفلت بالعيد بـ«نصف راتب» للموظفين

هاني اللحام الموظف السابق في رام الله يقوم بتنظيف الشارع خارج كشك للقهوة على شاطئ غزة (أ.ف.ب)
هاني اللحام الموظف السابق في رام الله يقوم بتنظيف الشارع خارج كشك للقهوة على شاطئ غزة (أ.ف.ب)

3 ساعات قضاها الموظف في السلطة الفلسطينية رائد فضل (41 عاما)، يحاول ترتيب مصاريف منزله، لكي يستطيع توفير القليل من المال لتقديمه «عيدية» لخمس من شقيقاته وأبنائهن، وأبناء اثنين من أشقائه، عاطل عن العمل، وآخر موظف في حكومة حماس سابقا، حالهما ليست بأفضل منه.
ولم يتمكن رائد، الذي اعتاد في الأعياد السابقة، تقديم «عيدية» تصل إلى 50 شيكلا لكل من شقيقاته (ما يعادل نحو 14 دولارا)، ونحو 20 شيكل (ما يعادل 6 دولارات) لأبنائهن وأبناء أشقائه، البالغ عددهم نحو 18 فردا، من توفير كل هذه المبالغ، ما دفعه إلى الاستدانة.
وتلقى رائد مثل عشرات الآلاف من الموظفين، 50 في المائة فقط من راتبه الشهري في بداية يونيو (حزيران) الجاري، يصل إلى 1800 شيكل فقط (ما يعادل 500 دولار)، دفع منها 950 شيكلا (ما يعادل 265 دولارا) ديونا متراكمة لمحال وأصدقاء، ما اضطره إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمنزل، والاستغناء عن شراء الكثير من الكماليات، ومنها الحلوى والاكتفاء بالحلوى البيتية لتقديمها لضيوفه في العيد.
ويقول رائد إن عيد هذا العام، هو الأسوأ الذي يمر على الموظفين العموميين، التابعين للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، الذين يتلقون نصف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي. وكانوا قد تلقوا 70 في المائة من الراتب خلال 15 شهرا.
وشهدت أسواق قطاع غزة خلال الأيام الماضية، حالة ركود، على الرغم من الحضور الكبير للمواطنين فيها لـ«الفرجة» على البضائع المتوفرة، حيث لا تتوفر للغالبية القدرة على الشراء.
تقول سمر الحاج، إنها على غير العادة، لم تشعر بأي سعادة بقدوم عيد الفطر، نتيجة الظروف التي يمر بها قطاع غزة، من وضع اقتصادي صعب. مشيرة إلى أنها عزفت عن شراء ملابس جديدة، كما كانت تفعل في كل عيد، تقديرا لظروف والدها الذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية.
وأشارت الحاج إلى أنها في الأيام التي تسبق العيد، تكون في حال من سعادة غير مسبوقة، وتعيش أجواء غير عادية. وكانت تتوجه إلى الأسواق يوميا قبل أسبوع من العيد. إلا أنها لم تفعل ذلك في الأيام الأخيرة، والتزمت المنزل إلى جانب شقيقاتها وأشقائها، الذين عزفوا بدورهم عن ارتياد الأسواق، وقرروا الاحتفال بالعيد بما لديهم من ملابس سابقة، وعدم التنزه للتخفيف من كاهل أعباء الحياة على والدهم، الذي بالكاد يستطيع توفير الاحتياجات الأساسية للمنزل.
وقالت إنها ألغت مخططات الخروج مع صديقاتها إلى البحر أو ساحة الجندي المجهول والمطاعم، كما كانت عادتها في الأعياد السابقة. مشيرة إلى أن بعض من صديقاتها يعانين أيضا من ظروف اقتصادية صعبة بفعل الوضع الحياتي العام والشلل الذي يصيب الحياة في قطاع غزة.
وتقول مؤسسات حقوقية، إن شهر رمضان وعيد الفطر، مرا في أسوأ ظروف يعيشها القطاع وسكانه منذ 12 عاما، حيث تواصل إسرائيل فرض حصارها المشدد على القطاع وتشل الحياة فيه.
وحذرت مؤسسات دولية من كارثة بيئية وصحية، وترد أكبر لأوضاع القطاع، ما لم يتم التدخل من قبل المجتمع الدولي لإنهاء الوضع الحالي والأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأشارت هذه المؤسسات إلى أن أكثر من 80 في المائة من سكان القطاع يعيشون على المساعدات الإغاثية الإنسانية، وقالت إن الأوضاع تتجه نحو التدهور، خصوصا بعد أن دخل الموظفون العموميون التابعون للسلطة الفلسطينية وحكومة حماس سابقا، مرحلة يحسبون فيها، على فئة من يجب تقديم المساعدات لها.
وقال النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري، إن عيد الفطر يحل على القطاع في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية معقدة، بسبب الحصار الإسرائيلي وأزمات الرواتب وغيرها، في ظل غياب الحلول المنطقية والواقعية لإنهاء هذه المعاناة.
وأكد الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، في تصريح صحافي، أن عيد هذا العام، يأتي في ظروف هي الأصعب، مع ارتفاع نسب البطالة والفقر.
وأشار إلى أن الواقع في غزة مأساوي، ولا تبدو أي مظاهر للعيد، مع استمرار الحصار وسياساته وإجراءاته بحق مختلف الشرائح والفئات، واستمرار أزمة رواتب موظفي القطاع العام، والعديد من الأزمات التي تفقد المواطنين سبل الحياة الكريمة.
ودعا الخضري المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار بشكل كامل، مشددا على ضرورة وجود دور فلسطيني فاعل لإنهاء الأزمات، خاصة فيما يتعلق بأزمة الرواتب، والسعي الفاعل والسريع لإنهاء الأزمات والإجراءات المختلفة بحق غزة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.