التحالف: قرار تحرير الحديدة اتخذته الحكومة اليمنية

مبادرة سعودية - إماراتية مشتركة لتسيير مساعدات إلى اليمن

عبد الله الربيعة وريم الهاشمي خلال المؤتمر الصحافي المشترك في الرياض أمس (تصوير: أحمد فتحي)
عبد الله الربيعة وريم الهاشمي خلال المؤتمر الصحافي المشترك في الرياض أمس (تصوير: أحمد فتحي)
TT

التحالف: قرار تحرير الحديدة اتخذته الحكومة اليمنية

عبد الله الربيعة وريم الهاشمي خلال المؤتمر الصحافي المشترك في الرياض أمس (تصوير: أحمد فتحي)
عبد الله الربيعة وريم الهاشمي خلال المؤتمر الصحافي المشترك في الرياض أمس (تصوير: أحمد فتحي)

أكد العقيد تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية اليمنية، أمس، أن قرار تحرير الحديدة ومينائها اتُّخِذ من قبل الحكومة اليمنية الشرعية، لإعادة المدينة إلى حضن الشرعية، معتبراً أن هذا «حق أصيل للحكومة والشعب اليمني بتحرير جميع المحافظات والمديريات كبقية أراضي الجمهورية اليمني».
وأضاف المالكي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار التحرير اتخذ بعد استنفاد جميع الجهود السياسية، وأن المتمردين منحوا فرصة ومساحة كاملة لتسليم المدينة ومينائها إلى الحكومة الشرعية، لكنهم رفضوا الاستجابة. وتابع أن «الخطة العملياتية المعدة من الجيش الوطني اليمني، وضعت في الحسبان جميع السيناريوهات للتطورات والمعطيات العملياتية على الأرض، وتحظى بدعم قيادة القوات المشتركة للتحالف».
ولفت المالكي إلى أن ما عبَّرَت عنه المنظمات الأممية والدولية من مخاوف حول الوضع الإنساني «يمثل اعتبارات مهمة للتحالف»، مبيناً أن توقف القوات خلال الفترة الماضية بجنوب المدينة كان لاعتبارات تتعلق بسلامة المدنيين «الذين تتخذهم الميليشيات الحوثية دروعاً بشرياً». وقال: «لدينا خطط إغاثية عبر الوسائل الجوية والبحرية والبرية عند الحاجة»، محملاً الميليشيات الحوثية المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن في حال قيام الميليشيات بتفخيخ ميناء الحديدة أو مطارها أو أي مقر حكومي.
وأشار المالكي إلى أن تحرير المدينة يعود بالمصلحة للشعب اليمني والأمن الإقليمي والدولي، وأنه سيتم تأمين الساحل الغربي لليمن بما يضمن سلامة السفن التجارية والإغاثية، ويسهم في أمن مضيق باب المندب والبحر الأحمر، كما ستعود الحياة الطبيعية للمدينة، ويكون هناك تدفق الواردات والمواد اللازمة والأساسية بأعلى طاقة استيعابية. وأضاف: «عند تحرير ميناء الحديدة سيستمر الميناء في استقبال السفن التجارية، وهناك خطة شاملة وتكاملية تم تنسيقها مع الحكومة اليمنية الشرعية باستمرار عمل الميناء وتشغيلة من الموظفين اليمنيين».
في سياق متصل، أعلن في الرياض، أمس، عن مبادرة سعودية إماراتية تشمل تسيير جسر جوي وبحري وبري من أجل المساعدة الفورية للمواطنين بالحديدة. وقال بيان مشترك تلاه الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، إن العمل الإنساني مستمر إلا أن الانتهاكات المتكررة من قبل الميليشيات الحوثية أسهمت في سيطرتها على كل المعابر والمنافذ، خصوصاً الحديدة حيث تقوم باحتجاج تلك السفن وتفرض رسوماً جمركية كما تقوم بعمليات نهب منظمة على المساعدات الإغاثية وحرمان المواطنين بالحديدة من تلك المساعدات.
وذكر الربيعة أنه على الرغم من المطالبات بمراقبة ميناء الحديدة إلا أنه لم يتم الاستجابة لتلك المبادرة، كما أن هناك رفضاً من الميليشيات لكل المساعي التي يقودها المبعوث الخاص إلى اليمن. ولفت الربيعة إلى أن السعودية والإمارات تناشدان المجتمع الدولي الإنساني والمنظمات الدولي التعاون لسرعة الاستجابة لمطالب الشعب اليمني وإغاثته.
وتطرق البيان المشترك إلى أن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ومشاركة دولة الإمارات يتقدمون بمبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى تكثيف وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر ميناء الحديدة، لتشمل كامل المناطق المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
بدورها، أوضحت ريم الهاشمي وزير الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تردياً للأوضاع الإنسانية بسبب ما ترتكبه الميليشيات الحوثية، واستغلالها لمعاناة الشعب اليمني من أجل تحقيق أهداف سياسية، مبينةً أن الإمارات حريصة على تخفيف معاناة الشعب اليمني، وأنها كنت أحد البارزين في دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، وأن قيمة المساعدات الإنسانية في اليمن بلغت 3.7 مليار دولار.
وأكدت أنه لا توجد أي ضغوط دولية لعرقلة عملية تحرير الحديدة وأن تحرك موظفي الأمم المتحدة مؤقت، ولا يزال هناك موظفون في الحديدة والمناطق المجاورة لها.
وخلال مؤتمر صحافي خاص بالوضع الإنساني، أعلن الربيعة أنه سيكون هناك تسيير جسر بحري من المواد الغذائية والطبية والإيوائية والمشتقات النفطية وغيرها من الاحتياجات الأساسية إلى محافظة الحديدة، مضيفاً أنه حتى يتحقق النجاح لهذه المبادرة فإن السعودية والإمارات تناشدان المجتمع الدولي الإنساني، خصوصاً منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجميع الشركاء، التعاون لسرعة إغاثة الشعب اليمني من خلال ميناء الحديدة وبقية المعابر المتاحة، وسوف يقدم لهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي كل الدعم والتسهيلات الممكنة لرفع معاناة اليمن وأهله.
واستعرض كل من الدكتور الربيعة وريم الهاشمي المساعدات السعودية والإماراتية المقدَّمة للشعب اليمني بما في ذلك محافظة الحديدة. وبيّن الربيعة أن إجمالي المساعدات الإنسانية بلغ 262 مشروعاً في اليمن بقيمة 1.6 مليار دولار، وأن المساعدات تشمل كل الأراضي اليمنية وأن عدد الشركاء 80، كما تم توفير الخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية.
وقال الربيعة إن الميليشيات الحوثية احتجزت 19 سفينة في مدة تجاوزت 26 يوماً.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».