نادين نسيب نجيم لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «طريق» أجمل ما قدمته في مشواري الفني

لقبت بـ «نجمة رمضان» للسنة الحالية

نادين نسيب نجيم في أحد مسلسلاتها
نادين نسيب نجيم في أحد مسلسلاتها
TT

نادين نسيب نجيم لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «طريق» أجمل ما قدمته في مشواري الفني

نادين نسيب نجيم في أحد مسلسلاتها
نادين نسيب نجيم في أحد مسلسلاتها

لم يمر دور بطولة نادين نسيب نجيم في مسلسل «طريق» مروراً عابراً، فشخصية «أميرة بو مصلح» التي تجسدها تركت أثرها الكبير على المشاهد اللبناني فانتزعت منه لقب «نجمة رمضان» للسنة الحالية. ولعل انسيابية الدّور وطبيعية نادين في تأديته إضافة إلى حبكة النّص وقرب شخصيات المسلسل من قلوب اللبنانيين ولّد وحدة حال بين أبطاله والمشاهد، فربطت بينهما علاقة وطيدة تُرجمت على الأرض في تعليقات و«ترندات» كثيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل هذا الشهر أصبح ملعبها؟
«تفرحني ردود فعل الناس بهذه الطريقة ولا سيما في شهر رمضان، إلّا أنّها لا تغريني أو تجعلني أحلّق في سماء الغرور، بل تحثني على البحث دائما عن الأفضل»، وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لا أضع نفسي يوماً في منطقة الأمان لاقتناعي بأني نجحت أو بأنّني طلت النجومية. فمن يفكر بهذه الطريقة هو مخطئ وهذا الشعور لم يتملّكني يوماً».
إطلالة نادين وتسريحة شعرها إضافة إلى ردود فعلها وعبارات استخدمتها في حواراتها مع شركائها في التمثيل ولا سيما مع عابد فهد، صارت بمثابة سمات متداولة بشكل لافت على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينها ما دفع بالبعض إلى توجيه انتقادات إلى شخصية «أميرة بو مصلح»، وهي تتناول أسلوب تعاملها مع زوجها «جابر سلطان». «لقد تأثر الناس بالمسلسل إلى حدٍّ جعلهم يعيشون أحداثه ويترجمونه على أرض الواقع بانتقادات كثيرة طالتني في الإطار الذي ذكرته. فلقد توقفوا عند مشاهد ولقطات عدة تدور بيني وبين زوجي جابر، إلى حدٍّ لاموني فيه على تصرفاتي، مع أنّهم على يقين بأنني أؤدي دوراً تمثيلياً ليس أكثر، لا سيما أنه يحمل في طياته أحياناً كثيرة، موضوعات تخالف مبادئي في الواقع. وهذا الأمر أسعدني كونهم اقتنعوا بأدائي». وتضيف: «لكنّهم سيتفهمون في الحلقات المقبلة ردود فعلي بعد أن يتعرفوا إلى جوانب سلبية في شخصية جابر سلطان».
وحول ظاهرة «أميرة بو مصلح» التي اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي بالكف الأسود الذي كانت ترتديه وقَصّة شعرها وغيرها من الأدوات التمثيلية التي ترافق الدور، تعلّق: «لم أقصد أبداً من خلال هذه الأدوات أن استحدث (ترند) أو (بروباغندا) حول العمل، إلّا أنّ المشاهد تابع العمل بنهم وتأثر بتفاصيله الدقيقة بصورة تلقائية».
وعن أهمية هذا الدور بالنسبة إليها ترد: «لقد تعاطفت مع (أميرة) وشعرت بوجعها الداخلي وبرفضها في قرارة نفسها أسلوب (جابر) في حل المشكلات بينهما بواسطة المال فقط. فهي رغبت بزواجها منه أن تحظى بسند يحميها ويشاركها همومها ونجاحاتها إلّا أنّها فوجئت بسطحيته. فأميرة امرأة عميقة التفكير واضحة وصريحة، هربت إلى ممارسة العمل بشكل مكثّف كي تستطيع تحمّل تصرفات زوجها تجاهها من ناحية، وعدم مؤازرته ومساندته لها من ناحية أخرى». وتتابع: «أعتبر دوري هذا من أجمل الأدوار التي جسدتها حتى اليوم في مشواري التمثيلي لا سيما أنه يرتكز على إبراز الشعور الداخلي للشخصية وإخراجه إلى العلن. وهو أمر صعب يتطلّب أداء يجمع ما بين لغة الجسد والتمثيل يترجم أحياناً بنظرات قلقة أو بابتسامة حزينة أو بطأطأة رأس أو بصمت مطبق. فهو من نوع السهل الممتنع الذي يكتنفه الغموض على الرغم من وضوحه وذلك نتيجة الصراع الداخلي الذي تعيشه».
وعمّا إذا كان سر نجاح المسلسل يكمن في عودة الثنائية بينها وبين عابد فهد التي اشتاق إليها المشاهد بعد غياب، إذ كان أحدثها مشاركتهما معاً في مسلسل «لو» منذ نحو 4 سنوات ترد: «لا شك أنّ هناك تناغماً في الأداء ما بيني وبين الممثل عابد فهد ينعكس إيجاباً على أعمالنا معاً، إلّا أنّ فكرة المسلسل في حد ذاتها ولّدت تعاطفاً مع بطليه بحيث انقسم المشاهد ما بين مؤيد أو مناهض لواحد بينهما».
وتؤكد نادين نسيب نجيم أنّها لا تملك الحنين لأدوار سابقة قدمت فيها دور المرأة الخائنة أو المخونة التي تتعرض للتعنيف الجسدي والمعنوي، ولذلك عندما عُرض عليها دورها في «طريق» لم تتردد في الموافقة عليه كونه ينبع من حياتنا اليومية وينتمي إلى خانة تلفزيون الواقع (reality tv). وتوضح: «هذا النوع من الأدوار بات يشدّني أكثر لأنّه يشبهنا ويدخل في عمق مجتمعنا اللبناني». وعمّا إذا كانت خفة الظّل والطّرافة اللتين لوّنتا شخصيتها في المسلسل قد يدفعانها إلى تقديم عمل كوميدي بحت، تجيب: «قد يكون هذا الأمر وارداً في المستقبل القريب، ومن الممكن أن أشارك في عمل من نوع (لايت كوميدي)». وأشارت نادين إلى أنّ نهاية مسلسل «طريق» لا تشبه بتاتاً تلك التي حملها فيلم «الشريدة» المقتبس أيضاً عن قصة الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. وتقول: «لقد خالفنا النهاية المعروفة للقصة وهي لن تكون حزينة بقدر ما ستكون منطقية ومقنعة».
ولكن كيف حضّرت نادين لدورها هذا؟ فهل تطلب منها الأمر أبحاثاً ومشاهدات لأعمال عالمية؟ تقول: «اندمجتُ بالدور منذ اللحظة الأولى بالفطرة وليس استناداً إلى أبحاث معينة أو ما يشابهها، فذبت في أحاسيس الشخصية ومشاعرها وتشربت تصرفاتها ومواقفها لا شعورياً كوني تعاطفت معها وأحببتها».
لا تتابع نادين أعمال الدراما الرمضانية، فهي كما تقول بالكاد تستطيع مشاهدة «طريق» لارتباطاتها الكثيرة على الصعيدين العائلي والمهني. ولكن هل ستطل على المشاهد في رمضان المقبل بعمل مع عابد فهد أيضاً؟ ترد: «ليس لدي جواب شافٍ عن هذا الموضوع حالياً، وأترك الأمور إلى حينها».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.