مصر: مقتل 4 إرهابيين باشتباكات في العريش

السيسي شدد على ضرورة التصدي للتطرف

TT

مصر: مقتل 4 إرهابيين باشتباكات في العريش

في حين أعلن مصدر أمني، أمس، مقتل أربعة «إرهابيين» في اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة العريش بشمال سيناء، شد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية جهود التصدي للتطرف و«الفكر المنحرف».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المصرية، عن مصادرها، أن «4 عناصر إرهابية قتلوا بالعريش في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن»، وأضافت أن «معلومات قد توافرت تفيد باتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من مبنى (تحت الإنشاء) بحي العبيدات بدائرة قسم شرطة ثالث العريش وكراً لهم، وباستهدافه فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من هؤلاء العناصر فتم التعامل معهم، مما أسفر عن مصرع أربعة، وعُثر بحوزتهم على بندقية آلية، وبندقية خرطوش».
وينفذ الجيش المصري منذ سنوات عمليات متواصلة في شبه جزيرة سيناء لمطاردة مجموعات من المتطرفين (أغلبهم من المنتمين لتنظيم داعش)، وفي منتصف فبراير (شباط) الماضي بدأت القوات المسلحة والشرطة عملية أطلقت عليها اسم «المجابهة الشاملة» لاستعادة الأمن في المحافظة ذات الطبيعة الجبلية والكثافة السكانية المحدودة.
من جهة أخرى قال السيسي خلال مشاركته، أمس، في الاحتفالات بليلة القدر، إن «الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، يعملان على تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن الدين الإسلامي السمح، ونهجه الوسطى المعتدل، والتصدي للغلو والتطرف ومواجهة الفكر المنحرف، ويعملان على إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والمحبة بين الناس جميعا».
وأضاف السيسي أن مصر شهدت «خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، وكانت عزيمة الشعب المصري صلبة أمام هذه التحديات، حيث انتفض حماية لوطنه ورغبة في تهيئة الظروف لغد أفضل»، وتابع: «كان المصريون يداً واحدة في مواجهة قوى الشر والظلام التي حاولت هدم وطنهم، وقفوا بحزم أمام محاولات بث الفرقة وإشعال الفتن، تصدوا لكل من سولت له نفسه تهديد أمن الوطن، وقدم أبناء هذا الشعب دماءهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالي ودفاعاً عن استقراره، وتحملوا بصبر ظروفاً اقتصادية صعبة وبالعمل واصلوا الإصلاح من أجل بناء دولة عصرية حديثة ومجتمع متطور، وأبهروا العالم بقدرتهم على تحقيق الإنجازات في الكثير من المجالات».
وتطرق السيسي خلال كلمته أمس، إلى استقالة حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل التي أُعلنت الأسبوع الماضي، وقال السيسي إن «تغيير الحكومات أمر ضروري لإعطاء الفرص لبعضنا البعض»، وتوجه بـ«التحية والتقدير والشكر لحكومة إسماعيل على ما بذلته من جهد خلال الفترة الماضية» والتي وصفها بـ«الفترة الأصعب في تاريخ مصر».
وقام الرئيس السيسي خلال الاحتفال بليلة القدر بتكريم عشرة من حفظة القرآن الكريم من مصر والعالم الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ وتفسير القرآن الكريم التي نظمتها الوزارة في فروعها الأربعة والفائز الأول في مسابقة حفظ القرآن لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بمنحهم شهادات التقدير والجوائز المالية. كما وجه بزيادة قيمة الجائزة المالية التي تبلغ عشرين ألف جنيه للفائز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة والذي ناله المتسابق عبد الرحمن مهدي من مصر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.