اقتربت قوات الجيش اليمني أمس من عزل مدينة تعز، بقطع الطريق الرئيسية بين تعز وريفها الغربي، تزامنا مع تقدم جديد في محافظة الجوف في أكثر من موقع، في حين استمرت المعارك على تخوم مدينة الحديدة وأريافها الجنوبية، بموازاة إسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وقصف بحري استهدف مواقع الميليشيات الحوثية وتعزيزاتها المتجهة إلى الساحل الغربي.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية بإسناد من قوات تحالف دعم الشرعية، تعد لمعركة فاصلة مع الميليشيات الحوثية في جبهة الجوف، عبر قوة عسكرية ضخمة من المتوقع أن تدخل قريبا على خط النار لتحرير مديريات المتون وبرط العنان، والتقدم غربا إلى مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، لقطع خطوط الإمداد الحوثية بين صنعاء وصعدة.
وتحفظت المصادر على ذكر التفاصيل المتعلقة بالعملية العسكرية المرتقبة؛ إلا أنها أكدت أن قوات المنطقة العسكرية السادسة بقيادة اللواء هاشم الأحمر، في طور توجيه ضربات موجعة للميليشيات الحوثية، في مختلف جبهات محافظة الجوف وصولا إلى محافظة عمران.
وكانت القوات في المنطقة العسكرية الخامسة، قد أصدرت تحذيرات إلى السكان في مديرية المتون غربي المحافظة باعتبار المديرية باتت منطقة عمليات عسكرية، وأنها عرضة للقصف المدفعي والجوي لاستهداف مواقع الميليشيات وعناصرها التي تستغل التجمعات السكانية للاختباء وشن هجمات على مواقع الجيش.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس عمليات اللواء الأول حرس حدود العقيد عثمان الشايف، أن قوات اللواء حررت كافة المرتفعات في جبال الظهرة الاستراتيجية، التي تعتبر البوابة الرئيسية لمركز مديرية برط العنان في محافظة الجوف.
وفي تصريحات نقلها عنه الإعلام الحربي، أكد الشايف أن قواته استطاعت تأمين أكثر من 100 كيلومتر مربع تمتد من قطاع القفال إلى جبل حبش وجبال الظهرة، مؤكدا أن الميليشيات الحوثية تلقت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فيما تمكن أبطال اللواء من استعادة كثير من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وقال الشايف إن قوات اللواء تواجه ثلاث جبهات، هي جبهة التهريب وجبهة الألغام، بالإضافة إلى الجبهة الأساسية وهي جبهة العدو الحوثي، مؤكداً أن قوات اللواء هي المسيطرة على الأوضاع ميدانياً.
وفي جبهة الجوف نفسها، تمكنت القوات الحكومية، من تحرير جبل «بوانة» المطل على وادي خب، والتقدم في وادي خب لما يزيد عن كيلومتر. وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن القوات بقيادة المحافظ أمين العكيمي حررت جبل «توانة» المطل على وادي خب، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الحوثية، في الوقت الذي تمكنت فيه القوات من صد هجوم عنيف شنته الميليشيات على مواقع في منطقة «مزوية» بمديرية المتون غربي المحافظة.
إلى ذلك، أفادت المصادر العسكرية الرسمية للجيش اليمني، بأن قواته تمكنت صباح أمس الجمعة وبدعم من طيران التحالف من تحرير عدد من المواقع في جبهة العنين، بمديرية جبل حبشي جنوب غربي مدينة تعز. وذكرت المصادر أن القوات اقتربت من الوصول إلى الخط الرئيسي الذي يربط تعز بريفها الغربي باتجاه منطقة البرح، بعدما سيطرت على «مناطق الجبيرية والصفراء والمشبك وعدد من المواقع، في شرف العنين، والتي تطل على خط الرمادة، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وفي الضواحي الغربية لمدينة تعز، أكدت المصادر اندلاع مواجهات عنيفة بين الميليشيات الحوثية وقوات الجيش في جبهة الضباب، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المواجهات تركزت في مناطق حذران والصياحي وتلة «أعلى» ومحيط تلة «مؤكنة» في جبهة الضباب، بالتزامن مع قصف لمدفعية الجيش وضربات لطيران تحالف دعم الشرعية.
وفي جبهة الساحل الغربي، واصلت القوات المشتركة (العمالقة – حراس الجمهورية – المقاومة التهامية) وبدعم من قوات التحالف، التقدم جنوب مدينة الحديدة، مكبدة ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وذكرت مصادر الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة أنها تقدمت نحو كيلومترين باتجاه مطار الحديدة.
وأفادت المصادر بأن القوات تخوض معارك عنيفة في مزارع الحسينية التي تعد أهم معاقل الحوثيين في محاذاة الساحل الغربي، وسط خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات، في الوقت الذي تواصل فيه القوات المشتركة تقدمها إلى ما بعد قرية الغليفقة والطائف، بموازاة قيامها بتطبيع الأوضاع في المناطق التي تم تحريرها والسيطرة عليها.
وفي إطار عمليات الحشد والتجهيز، قالت المصادر إن القوات المشتركة تتأهب لمعركة الخلاص على أرض مدينة الحديدة، حيث الشريان الأخير للميليشيات، مشيرة إلى أنها باتت قاب قوسين من التحرير، ليتم قطع آخر شريان لتهريب الأسلحة للميليشيات، والقضاء على الوجود الحوثي في الساحل الغربي.
كما قصفت بوارج التحالف الداعم للشرعية في ساعة متأخرة من مساء الخميس، مواقع وتحصينات لميليشيات الحوثي جنوب مدينة الحديدة، وبحسب السكان سمع دوي انفجارات ضخمة هزت المناطق التي استهدفها القصف البحري بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة، إن العشرات من مسلحي الميليشيات الحوثية قتلوا وجرحوا في محاولة تسلل فاشلة باتجاه مديرية حيش المحررة، جنوب الحديدة، إلى جانب تدمير آليات حوثية.
وفي محافظة حجة الحدودية، الواقعة إلى الشمال من الحديدة، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع متفرقة للميليشيات الحوثية في عبس، وحرض والشعاب، والحصنين، حيث دمرت تحصينات عسكرية وتعزيزات تحاول الجماعة الانقلابية من خلالها إسناد عناصرها في جبهة حرض التي باتت قوات الجيش اليمني تطوقها من أكثر من اتجاه.
على صعيد آخر، كانت المصادر الرسمية للجيش اليمني قد أفادت بمقتل 12 حوثيا وجرح آخرين خلال مواجهات مع قوات الجيش في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، وذلك بعد أن باغتت قوات الجيش تجمعات للميليشيات أثناء ما كانت تستعد لمهاجمة مواقع في منطقة خدار العرجاء المطلة على يسبل في عزلة الوهبية، بمديرية السوادية شرقي المحافظة.
وفي جبهة صرواح غربي مأرب، كانت المصادر الرسمية للجيش اليمني، تحدثت عن مقتل ما يزيد عن 20 مسلحا حوثيا، وجرح آخرين، جراء معارك حاول خلالها الميليشيات مهاجمة مواقع القوات الحكومية، في حين تمكنت القوات من صد الهجوم ودحر العناصر الحوثية.
وبحسب تصريحات رسمية للقائد العسكري في جبهة صرواح، العميد عبد الإله علي، فإن القوات تمكنت من إفشال محاولتي تسلل للميليشيا إلى مواقع الجيش، أعقبتها معارك ضارية استمرت لعدة ساعات، مؤكدا أن عددا من جثث قتلى الحوثيين لا تزال ملقاة في شعاب المنطقة التي شهدت المعارك.
الجيش اليمني يستعد لمعركة فاصلة في الجوف... ويقترب من عزل تعز
معارك متواصلة جنوب الحديدة وسط إسناد جوي وبحري لقوات دعم الشرعية
الجيش اليمني يستعد لمعركة فاصلة في الجوف... ويقترب من عزل تعز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة