خطفت الإعلانات التلفزيونية التجارية في مصر خلال الشهر الجاري الأنظار بشدة من الدراما الرمضانية بعدما أطلقت الشركات التجارية ووكالات الإعلانات مقاطع مسلسلة، عبر مجموعة حلقات متتابعة أو سلسلة فوازير. ونافست إعلانات شركات المحمول المصرية الأربع، شركات العقارات الكبرى في كثافة الظهور والتكرار ونهج طرق إعلانية جديدة ولافتة لجذب المشاهدين. واستعان الكثير من المعلنين بالفنانين ونجوم كرة القدم المصرية في الظهور بالإعلانات، وتمثيل عدة مشاهد كوميدية ودرامية للإعلان عن السلع الغذائية والإلكترونية والخدمات والشّقق والفيلات.
تجربة الفنانة دنيا سمير غانم مع النجم ماجد الكدواني في إعلانات شركة عقارات مصرية للترويج لمنتج سكني فاخر، لاقت إعجاب بعض المشاهدين، بينما أثارت انتقادات كثيرين بسبب الطريقة الكوميدية التي ظهر بها النجمان في سلسلة الفوازير، بالإضافة إلى اللغة المستخدمة في الإعلان.
جدير ذكره أنّ حلقات سلسلة إعلان ماجد الكدواني ودنيا سمير غانم صُوّرت خارج مصر، وهي تحكي قصتهما عندما كانا يشاركان في مهرجان سينمائي دولي تعرّضا فيه لحادث سير، فقدت دنيا على أثره الذاكرة، في إطار كوميدي.
في السياق نفسه، نال إعلان شركة اتصالات مصرية قائم على فكرة مزج نجوم الفن بنجوم الكرة، إعجاب المشاهدين، إذ مهّدت الشّركة لطرح الحملة قبل أيام من بدء شهر رمضان، عبر ثلاث قصص كوميدية ومختلفة، في إعلانات منفصلة، أبرزت قيام بعض لاعبي المنتخب المصري بتمثيل مشاهد فنية ما داموا يمثلون مصر في كأس العالم في روسيا، وأظهرت غيرة الفنانين من اللاعبين، ثم طرحت الإعلان كاملاً في النهاية، وهو يهدف إلى تشجيع الجميع لمنتخب مصر.
كما ظهرت أيضاً إعلانات لشركة سلع منزلية وإلكترونية قدمها الفنان الشاب أحمد داوود وزوجته علا رشدي، بمشاركة الفنانين محمد ثروت ومحمد سلام، في شكل مسلسل قصير تتوالى أحداثه في أسلوب درامي شيّق استطاع جذب الجمهور، ويدور حول سرقة أجهزة من منتجات الشركة المعلنة. فضلاً عن إعلان شركة «المصرية للاتصالات» الذي جاء في شكل حلقات أيضاً، بمشاركة الفنانين أحمد عبد العزيز وكريم عبد العزيز وأحمد عز، وإعلان شركة «بيبسي» الذي يجسّده أبطال منتخب مصر، والقائم أيضاً على شكل حلقات متتالية.
ووفقاً لمتابعين، فإنّ حجم السوق الإعلانية في مصر يزيد على 2 مليار جنيه سنوياً، وتتعامل القنوات مع الشركات المعلنة بنظام الباقات الشهرية الذي يحدّد سعر ومدة الإعلان وعدد المرات التي يُذاع فيها. وهو ما أدّى إلى زيادة الفواصل الإعلانية خلال حلقات الدراما.
من جانبه، يقول الناقد الفني طارق الشناوي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن أسلوب عرض الإعلانات في شكل حلقات متتالية هو أسلوب وقالب ليس بالجديد، وقد نفّذه الفنانان أحمد عز وماجد الكدواني، في إعلانات شركة عقارات العام الماضي، إلا أنه تطور وانتشر كثيراً هذا العام، حتى غلب عليه الطابع الدرامي، كما أنّه يعتبر منافسة جديدة للمسلسلات، فقد اتخذ الأسلوب الدرامي نفسه للمسلسلات، حتى أصبح رسالة مفادها أنّ الدراما ليست مسلسلات فقط». وأضاف الشناوي أنّه ليست هناك قاعدة محددة للإعلانات، فقديماً كانت عبارة عن عرض منتج أو خدمة بشكل تقليدي، إلى أن دخلت الأغنية الإعلانات، وأصبح لها مردود إيجابي واضح، ومن ثم الشكل الدرامي للإعلان الواحد، وأخيراً الشكل الدرامي في حلقات الإعلانات، مشيراً إلى أنّه أسلوب جديد قائم على الإطار التشويقي، وقد نجح في جذب قطاع كبير من الجماهير، حتى لا يملّ من الإعلان التقليدي والمباشر، وربما يصبح موضة الأعوام القادمة، فقد انتشر العام الجاري بشكل كبير، وتزامنا مع النجاح الذي يحققه، سيلجأ معظم الشّركات المنتجة في الأعوام المقبلة إلى استخدام نفس المنهج.
وأوضح الشناوي أنّ «لجوء بعض الفنانين هذا العام إلى المشاركة في الإعلانات من دون الأعمال الدرامية، سببه المكاسب الكبيرة التي يتحصّل عليها الفنان من الإعلان مقارنةً بالأعمال الدرامية والمجهود الأقل لزمن الإعلان، فتلك الحلقات مجمعة لا تتجاوز مدة حلقة واحدة من العمل الدرامي، منوهاً إلى أنّ الإعلان حتى لو فشل فإن نقد الفنان يكون أقل مقارنة بالعمل الدرامي».
فوازير وإعلانات تتغلب على الدراما الرمضانية في مصر
حصلت على نصيب الأسد من مدة البث التلفزيوني
فوازير وإعلانات تتغلب على الدراما الرمضانية في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة