طروحات جديدة لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل

جهود أميركية مستمرة واقتراح من قائد {اليونيفيل}

صورة التقطت في أبريل الماضي لجدار تبنيه إسرائيل على الحدود مع لبنان قرب بلدة كفر كلا بحضور المراقبين الدوليين (أ.ف.ب)
صورة التقطت في أبريل الماضي لجدار تبنيه إسرائيل على الحدود مع لبنان قرب بلدة كفر كلا بحضور المراقبين الدوليين (أ.ف.ب)
TT

طروحات جديدة لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل

صورة التقطت في أبريل الماضي لجدار تبنيه إسرائيل على الحدود مع لبنان قرب بلدة كفر كلا بحضور المراقبين الدوليين (أ.ف.ب)
صورة التقطت في أبريل الماضي لجدار تبنيه إسرائيل على الحدود مع لبنان قرب بلدة كفر كلا بحضور المراقبين الدوليين (أ.ف.ب)

عادت قضية الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة حيث من المتوقع أن تتكثف المباحثات حول هذا الأمر بعد تقديم قائد «قوات اليونيفيل» اقتراحا جديدا للحل، في وقت أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أن أفكارا جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في النزاع البحري بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط مرجحا التوصل إلى اتفاق خلال هذا العام. وبعد اللقاء الثلاثي الذي عقد يوم أول من أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، سيعقد في الأيام المقبلة لقاء ثلاثي بصفة دورية غير مباشر بين لبنان وإسرائيل بواسطة الأمم المتحدة في نقطة الناقورة الحدودية لاستكمال المفاوضات التي تهدف على الأقل في المرحلة الأولى إلى إيجاد حلول للحدود البرية، بحسب ما أشارت إليه مصادر وزارية. وكشفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديم قائد «اليونيفيل» مايكل بيري، اقتراحا جديدا للحل وضع على طاولة البحث رافضة إعطاء المزيد من التفاصيل، مشيرة كذلك إلى استكمال الجهود الأميركية في هذا الإطار وتحديدا تلك التي كان قد بدأها نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد الذي زار لبنان وإسرائيل في شهر فبراير (شباط) الماضي والتقى المسؤولين من الطرفين للبحث في الحل منعا لأي مواجهة بينهما. مع العلم أنه وبعدما أحيل ساترفيلد إلى التقاعد من المتوقع أن يستكمل هذه المهمة خلفه ديفيد شينكر الذي سيؤدي اليمين الدستورية يوم الخميس المقبل أمام الكونغرس.
وأشارت «وكالة الأنباء المركزية» أن «الجدار الإسمنتي سيكون على جدول أعمال اللقاء الثلاثي في الناقورة، فضلا عن الطلب اللبناني لليونيفيل برسم خط أزرق مائي في المنطقة البحرية ما يضمن حرية عمل الشركات المكلفة التنقيب عن النفط في المنطقة اللبنانية الخالصة. إضافة إلى انسحاب إسرائيل من القسم اللبناني لبلدة الغجر والخروقات الإسرائيلية البرية والجوية للخط الأزرق».
وعن موضوع الجدار، أكد قائد القطاع الشرقي وقائد الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال خوسيه لويس سانشيز مارتينيز لـ«المركزية»، أن «إسرائيل تبني الجدار الإسمنتي في المناطق المتفق عليها، وحتى الآن لا يوجد أي تعد على الأراضي اللبنانية»، مشيرا إلى أن «إسرائيل ملتزمة إلى الآن بعدم اجتياز الخط الأزرق، ونحن نراقب يوميا المناطق التي تعمل فيها، ونسجل عدد ألواح الباطون التي يضعها الجنود الإسرائيليون لاستكمال بناء الجدار».
مع العلم أن الموقف اللبناني الرسمي يشدّد على التمسك بخط الهدنة لعام 1949 مع التأكيد على أن الخط ‏الأزرق الذي فرضه القرار 1701 ليس هو حدود لبنان الجنوبية، وما يسري ‏حدودياً على البر ينبغي أن يسري في البحر. وحول الخط الأزرق المائي، قال مارتينيز إن «الخط يقع في القطاع الغربي في اليونيفيل، ويعمل المسؤولون المعنيون على تذليل العقبات».
وفي الجانب الإسرائيلي، اكتفى وزير الطاقة يوفال شتاينتز الذي يشرف على التنقيب عن الطاقة في إسرائيل ويقود المفاوضات غير المباشرة مع لبنان، بالقول لـ«وكالة رويترز»، إن أفكارا جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مضيفا أنها تعزز احتمالات التوصل لاتفاق جزئي هذا العام.
وبدأت إسرائيل خطة تنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط قبل عشرة أعوام تقريبا بعد اكتشاف حقلين ضخمين للغاز. وتم اكتشاف حقول أخرى في مصر وقبرص وتنقب الشركات الآن في المياه اللبنانية أيضا.
وقال شتاينتز إن جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يشارك أيضا في الجهود، مضيفا: «هناك مجال للتفاؤل الحذر لكن ليس أكثر من ذلك. أتمنى أن نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع... لم تتم تسوية شيء بعد».
ومما لا شك فيه أن أي حل سينعكس إيجابا على البلدين في وقت يبدأ العمل والتخطيط للتنقيب عن النفط.
وقسم لبنان المنطقة التي يفترض أن تحتوي الغاز والنفط إلى عشر رقع، ووقّع قبل نحو أربعة أشهر عقود استكشاف الغاز والنفط في «البلوكين» 4 في الشمال و9 في الجنوب مع تحالف الشركات الأجنبية، الذي يضمّ «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية. وتقع الرقعة الرقم 9 بمحاذاة منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».