يعاني منتخب كوريا الجنوبية من حالة عدم استقرار على مستوى اللعب والنتائج، ورغم ذلك يؤكد المدرب شين تاي - يونغ أن الفريق سيظهر «قوته الحقيقة» خلال كأس العالم لكرة القدم في روسيا.
وتراجع مستوى كوريا الجنوبية منذ وصولها لنهائي كأس آسيا في أستراليا قبل ثلاثة أعوام، حين خفف ظهورها بمستوى يعكس قدرات الفريق الحقيقية من إحباط الهزيمة في الوقت الإضافي أمام البلد المضيف.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، أقيل المدرب الألماني أولي شتيلكه، الذي قادهم للنهائي الذي أقيم في سيدني عام 2015، بعد الهزيمة في إيران والصين وقطر، وهو ما أضر كثيرا بفرص المنتخب في الصعود لنهائيات كأس العالم.
وتولى شين تدريب كوريا الجنوبية في آخر مباراتين بالتصفيات ورغم التعادل فيهما من دون أهداف فإن نتائج المباريات الأخرى صبت في صالحه ليصعد الفريق للنهائيات مباشرة، الأمر الذي يثير احتمالات ظهوره بأداء متواضع في روسيا.
ويلقب شين بـ«مورينيو آسيا» (نسبة إلى البرتغالي جوزيه مورينيو) لكن في ظل مهمة صعبة جدا في كأس العالم، يبقى السؤال: هل يقوم أيضا باعتماد خطة دفاعية بحتة في روسيا من أجل تفادي الهزائم؟.
وحظي شين لاعب الوسط الدولي السابق البالغ 49 عاما بإعجاب الكثيرين بسبب أفكاره التكتيكية وشخصيته القوية، منذ تسلمه مهام المنتخب الوطني في يونيو 2017.
يملك شين في تشكيلته لاعبا من الطراز العالمي يتمثل بمهاجم توتنهام الإنجليزي سون هيونغ - مين. لكن كوريا الجنوبية وقعت في مجموعة ليست بالسهلة تضم ألمانيا بطلة العالم والطامحتين المكسيك والسويد. لم يكن مفاجئا قيامه باستدعاء «مجموعة مشاغبة» من 12 مدافعا ضمن تشكيلة أولية ستخوض نهائيات المونديال، وذلك لتعزيز صلابة خط الظهر لديه، بينما سيلقى بالحمل الهجومي على سون.
ويذكر أن المنتخب الكوري الجنوبي وصل إلى الدور نصف النهائي في مونديال 2002 الذي استضافته بلادهم مع اليابان، بيد أنهم عانوا في تصفيات 2018. وقبل إشرافه على المنتخب الأول، أحرز شين تقريبا كل شيء على مستوى الفرق، مثل لقب الدوري المحلي 6 مرات كلاعب ودوري أبطال آسيا مرة واحدة، في مسيرة امتدت بين عامي 1992 و2004. وبعدما استهل مشواره التدريبي في نادي كوينزلاند رور الأسترالي، بدأ بمنصب المدرب المساعد مع المنتخب منذ 2014، وصولا إلى العام الماضي عندما حل بدلا من الألماني أولي شتيلكه المقال من منصبه، علماً أنه أحرز لقب دوري أبطال آسيا مدربا مع سيونغنام في 2010.
أنهى عام 2017 بقيادة منتخب كوريا إلى لقب شرق آسيا في طوكيو، ساحقا اليابان 4 - 1 في طريقه، فنال رضا المشجعين ووسائل الاعلام. لا شك بأن شين سيضطر إلى مواجهة مدربين من طراز أرفع هذه المرة، على غرار يواكيم لوف مدرب ألمانيا، في سعي لإيصال بلاده للمرة الثالثة في تاريخها إلى الأدوار الإقصائية إلا أن نتائج المباريات أثارت احتمالات ظهوره بأداء متواضع في روسيا. وأضافت الخسارة في مباراتين وديتين أمام روسيا والمغرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي المزيد من القلق في كوريا، لدرجة طرح اسم الهولندي غوس هيدينك، مدرب المنتخب في كأس العالم 2002، باعتباره المنقذ المحتمل.
وبينما كان الدعم يتزايد للاستعانة بالمدرب الهولندي تغير كل شيء بين عشية وضحاها. وأصبحت كوريا الجنوبية منتخبا آخر.
في نوفمبر (تشرين الثاني) قدمت كوريا الجنوبية أداء استثنائيا في الفوز 2 - 1 على كولومبيا بمدينة سون، ونجت صربيا من الهزيمة بالتعادل 1 - 1 في مدينة أولسان بعدها بأيام. وشاركت كوريا الجنوبية بعد ذلك في بطولة إقليمية في نهاية العام الماضي ضمت كوريا الشمالية والصين واليابان دون أن تخسر في أي مباراة قبل أن تفوز على مولدوفا ولاتفيا وتتعادل مع جامايكا في مباريات ودية مطلع العام الحالي. لكن المسيرة الجيدة وصلت لنهايتها، وبعد هزيمتين في آيرلندا الشمالية وبولندا في مارس (آذار) الماضي ثارت التساؤلات مجددا بشأن وضع الفريق قبل انطلاق النهائيات.
ولكي تتمكن كوريا الجنوبية من الصعود من مجموعة تضم ألمانيا بطلة العالم وكذلك السويد والمكسيك فعليها أن تجد طريقة لإخراج أفضل مهارات سون هيونغ - مين البالغ من العمر 25 عاما من السرعة والقدرة على اختراق أي دفاع لكن هذا النجم المتميز يفتقر للدعم على المستوى الدولي.
التشكيلة
المدير الفني: شين تاي - يونغ.
حراسة المرمى: كيم سونغ - غيو وكيم جين - هيون وتشو هيون - وو.
الدفاع: كيم يونغ - غوون وجانغ هيون - سوو وجونغ سونغ - هيون ويون يونغ - سون واوه بان - سوك وكيم مين - وو وبارك جو - هو وهونغ تشول وغو يو - هان ولي يونغ.
الوسط: كي سونغ يونغ وجونغ وو - يونغ (وجو سي - جونغ وكو جا - تشيول ولي جاي - سونغ ولي سونغ - وو ومون سيون - مين.
الهجوم: كيم شين - ووك وسون هيونغ - مين وهوانغ هي - تشان.
نجم الفريق
سون هيونغ ـ مين
> يسير سون هيونغ - مين على خطى مواطنه بارك جي - سونغ لاعب مانشستر يونايتد السابق في النجاح بالدوري الإنجليزي الممتاز لكن مهاجم توتنهام هوتسبير يجب عليه التألق في كأس العالم بروسيا لو أراد أن يضمن مكانه ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ كوريا الجنوبية.
وأحرز سون 18 هدفا بجميع المسابقات مع توتنهام هذا الموسم ولعب دورا مهما في تأهل الفريق اللندني إلى دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا وقبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي واحتلال المركز الثالث في الدوري الممتاز.
ويمنح تمركزه الرائع وسرعته الكبيرة توتنهام خطورة كبيرة على الجانب الأيسر، ويبدو أن قرار إنفاق 22 مليون جنيه إسترليني (30.78 مليون دولار) للتعاقد معه من باير ليفركوزن في 2015 كان ناجحا. لكن على مستوى المنتخب الكوري لا يملك سون مجموعة رائعة على نحو مماثل من اللاعبين ليعمل معهم ويتعرض لرقابة مشددة من المدافعين، مما يجعله يعود كثيرا إلى الخلف للحصول على الكرة.
ويمكن لسون، الذي شارك كمهاجم وحيد في كثير من المناسبات، أن يقلب المباراة لصالح كوريا عندما تواجه صعوبات في الاستحواذ على الكرة أو فرص سيطرتها.
ويمتلك اللاعب سجلا تهديفيا جيدا مع المنتخب الوطني، إذ أحرز 20 هدفا في 61 مباراة لكن ليس لديه التأثير ذاته على المباريات مثل بارك الذي جلبت انطلاقاته في الجناح الخطورة في الهجوم والتوازن في الدفاع في ثلاث مشاركات مع كوريا في كأس العالم.
وشارك سون في كأس العالم لأول مرة في البرازيل قبل أربعة أعوام وهز الشباك في الهزيمة 4 - 2 أمام الجزائر لكن كوريا ودعت البطولة من الدور الأول وسيكون عازما على مساعدتها على استعادة سمعتها بأداء جيد في روسيا. وقد يكون هناك سبب آخر ليتذكره العالم هذا الصيف، فالمهاجم البالغ عمره 25 عاما لم يؤد بعد الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستمر لمدة 21 شهرا وهو التزام عليه أن يبدأ في تنفيذه قبل أن يبلغ 27 عاما وفقا للقانون الكوري.