منظمة دولية لتهريب المخدرات في قبضة الأمن اللبناني

TT

منظمة دولية لتهريب المخدرات في قبضة الأمن اللبناني

تمكنت قوى الأمن الداخلي في لبنان من إلقاء القبض على منظمة دولية لتهريب المخدرات عبر المطارات تعمل بالتنسيق مع تجار لبنانيين. ويتوزّع أفراد الشبكة التي تعتمد أسلوبا معقدا في التهريب، على جنسيات عدة؛ إيطالية وبرازيلية وأرجنتينية وألمانية، بالتعاون مع لبنانيين بينهم رجل دين.
وأتت هذه العملية بعد ساعات على ضبط الأمن العام 14 طنا من المخدرات في منطقة الأوزاعي بالضاحية الجنوبية.
وكانت قوى الأمن الداخلي قد أوضحت أنه «بعد عمليات رصد ومراقبة دقيقة لعدة أشهر، تمكنت الشعبة من تحديد هوية مجموعة أفراد من جنسيات أجنبية ينتمون إلى منظمة إجرامية دولية مختصة بتهريب كميات كبيرة من مادة الكوكايين إلى لبنان». وأشار البيان إلى أنه عند وصول أفراد العصابة المذكورة إلى لبنان تبين أنهم كانوا يعملون على استئجار غرف في كثير من الفنادق المنتشرة على الأراضي اللبنانية، ويمكثون بداخلها لفترة وجيزة، يقومون خلالها بفصل مادة الكوكايين عن السوائل وتحويلها إلى مواد خام، ليصار إلى بيعها لصالح تجار المخدرات اللبنانيين، مقابل مبالغ مالية بمئات الآلاف من الدولارات، لافتة إلى أن هذه المنظمة تعد الوحيدة التي تهرب الكوكايين بهذا الأسلوب المعقّد.
وقد تمكنت شعبة المعلومات، بحسب البيان، من تحديد كامل هوياتهم وهي على الشكل التالي: «ل.ر» (مواليد عام 1968، إيطالي)، و«ن.ب» (مواليد عام 1959، إيطالي)، و«ا.ب» (مواليد عام 1991، إيطالي)، و«م.ا» (مواليد عام 1985، إيطالي)، و«ا.ف» (مواليد عام 1993، برازيلي)، و«ل.د» (مواليد عام 1980، برازيلي)، و«ك.ب» (مواليد عام 1966، أرجنتيني)، و«م.ت» (مواليد عام 1975، ألماني).
ومن بين التجار اللبنانيين المرتبطين بالشبكة المذكورة المدعو: «ي.ش» (مواليد عام 1996) المطلوب للقضاء اللبناني بموجب 75 مذكرة عدلية بجرائم تجارة مخدرات وقتل، وكان قد أوقف قبل نحو شهر واعترف في التحقيق معه بأنه كان ينتقل من مكان سكنه في البقاع إلى بيروت لتسلم المخدرات من الأشخاص الأجانب على متن سيارة عائدة لرجل الدين «غ.ز» (مواليد عام 1964، لبناني) الذي كان يعلم بعمليات تسليم المخدرات ويشارك فيها.
وكشف البيان أنه قبل نحو أسبوعين كان قد تم توقيف الإيطالي المدعو «ل.ر» لدى قدومه من باراغواي عبر مطار بيروت وضبط بحوزته 3 عبوات كبيرة من الكوكايين، واعترف كذلك بنتيجة التحقيق معه بانضمامه إلى المنظمة المشار إليها والتي يرأسها «م.ت»، وبأنه نفذ 20 عملية تهريب مخدرات إلى لبنان، وأن الشيخ «غ.ز» والموقوف «ي.ش» من بين الأشخاص الذين كانوا يتسلمون منه المخدرات. كذلك، وبعد أيام القي القبض على «غ.ز»، الذي اعترف بالاتهامات المنسوبة إليه.
وقد أودع الموقوفون الثلاثة القضاء المختص، بناء على إشارته، والعمل مستمر لتوقيف باقي المتورطين في القضية، بحسب البيان.


مقالات ذات صلة

دبي تقبض على بلجيكي مطلوب دولياً في قضايا اتجار بالمخدرات

الخليج البلجيكي عثمان البلوطي الذي يُعد أحد أبرز المطلوبين دولياً للسلطات البلجيكية والصادر بحقه نشرة دولية حمراء (الشرق الأوسط)

دبي تقبض على بلجيكي مطلوب دولياً في قضايا اتجار بالمخدرات

أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي إلقاء فرقها القبض على عثمان البلوطي، بلجيكي الجنسية، الذي يُعد أحد أبرز المطلوبين دولياً للسلطات البلجيكية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العصابات الدولية تعيد تشكيل خريطة الجريمة باستخدام التكنولوجيا والمخدرات، في وقت تبدو فيه الحكومات متأخرة عن مواكبة هذا التطور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.