المصمم راف سيمونز يعرض قطعا من السيراميك في المزاد

حسه الفني قاده لاختيارها طوال 15 سنة

 أعمال بول شامبوست يقدر ثمن كل واحد منها حسب الحجم من 1000 إلى 10.000 يورو (اول ثلاثة قطع)، من الأعمال المعروضة للبيع للمصمم راف سيمونزن(في المنتصف)، من الأعمال المعروضة للبيع
أعمال بول شامبوست يقدر ثمن كل واحد منها حسب الحجم من 1000 إلى 10.000 يورو (اول ثلاثة قطع)، من الأعمال المعروضة للبيع للمصمم راف سيمونزن(في المنتصف)، من الأعمال المعروضة للبيع
TT

المصمم راف سيمونز يعرض قطعا من السيراميك في المزاد

 أعمال بول شامبوست يقدر ثمن كل واحد منها حسب الحجم من 1000 إلى 10.000 يورو (اول ثلاثة قطع)، من الأعمال المعروضة للبيع للمصمم راف سيمونزن(في المنتصف)، من الأعمال المعروضة للبيع
أعمال بول شامبوست يقدر ثمن كل واحد منها حسب الحجم من 1000 إلى 10.000 يورو (اول ثلاثة قطع)، من الأعمال المعروضة للبيع للمصمم راف سيمونزن(في المنتصف)، من الأعمال المعروضة للبيع

في الـ17 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي سيكون لعشاق المصمم راف سيمونز موعد مع بعض قطعه الخاصة جدا. المقصود هنا قطع سيعرضها للبيع في المزاد لكنها ليست من إبداعه، بل من ممتلكاته التي جمعها عبر السنوات من باب عشقه للسيراميك الفرنسي. المجموعة المعروضة للبيع من قبل «بياتسا ريف غوش» (PIASA Rive Gauche) تحتفل إلى حد كبير بالعصر الذهبي لفن السيراميك في فرنسا ما بين عامي 1945 و1970. ورغم أن هناك قطعا أخرى ستباع في نفس المناسبة، فإن مصمم دار «ديور» الحالي راف سيمونز يملك مجموعة مهمة منها. المثير فيها أن الكثير من المقتنين قد يجدون فيها نقاط تشابه مع بعض تصاميمه لدار «جيل ساندر» خصوصا، وربما أيضا لدار «ديور» التي التحق بها منذ بضعة مواسم فقط. وربما هذا ما سيشكل نقطة جذب لهذا المزاد رغم أن القطع المعروضة لا تحتاج إلى الكثير من التسويق لعشاق السيراميك الفرنسي.
فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ثم في عام 1970، عرفت هذه الصناعة ازدهارا كبيرا بفضل ظهور فنانين جدد ارتقوا بهذا الفن أكثر. من هؤلاء نذكر سوزان رامييه مؤسسة أتولييه «مادورا»، وبابلو بيكاسو الذي كان ضمن ضيوف شركة «فالوريس» الذين تعاونت معهم، وأيضا داني رولاند، وجورج جوف. كل هؤلاء سيشملهم مزاد «دي بياتزسا»، إضافة إلى فنانين آخرين قد يكونون أقل شهرة لكنهم ليسوا أقل خبرة أو موهبة، وسيسلط عليهم المزاد واسم راف سيمونز بعض الضوء أخيرا.
أما كيف بدأ اهتمام المصمم البلجيكي الأصل بالسيراميك الفرنسي، فيعود إلى عدة عقود وحتى قبل أن يفكر في تصميم الأزياء. فبعد أن درس التصميم الصناعي، عمل في مجال صنع الأثاث ولم يفكر في تصميم الأزياء إلا في عام 1990 عندما حضر عرضا قدمته دار «مارتن مارجيلا»، قلب كل حياته وتوجهاته. فقد جلس مبهورا طوال العرض بما كان يتابعه، وعندما خرج كان يعرف ما يريده ليبدأ العمل على تحقيقه. في عام 1995 بدأت المغامرة الفعلية التي أدخلته دار «جيل ساندر» ثم فتحت له أبواب دار «ديور» مؤخرا. فقد شد الانتباه في فترة وجيزة بأسلوب خاص اعتمد فيه على البساطة والأشكال المعمارية التي استمدها من دراسته، مما يفسر الأحجام التي يلعب عليها والخامات المتطورة والحداثية التي يستعملها فيها ودائما ينجح في مزجها بطريقة تجمع العملي بالباهر.
وقد اعترف في مقابلاته القليلة جدا بأنه سحر منذ البداية بتلك المجادلة القائمة بين التصميم والفن والموضة، الأمر الذي كان أحد الأسباب التي جعلته يعشق اقتناء القطع الفنية ويقدر، بحسه، أهميتها وقيمتها بمجرد النظر إليها. وطوال الـ15 عاما الأخيرة، ظل يجمع قطع السيراميك الفرنسي بشراهة حتى أصبحت لديه مجموعة لا يستهان بها، أغلبها من تصميم جورج جوف، جاك أند داني رولاند، بول شامبوست، روجر كابرون، فالنتين شليغل، وقرر أن بيعها لتكون من نصيب شخص آخر يقدر هذا الفن ويكون له فضاء أكبر لاستعراضه.
- ابتداءً من اليوم الـ12 من شهر ديسمبر يمكن معاينة المجموعة في Piasa Rive Gauche، 83 rue du Bac، 75007 Paris قبل دخول المزاد في يوم الـ17 من نفس الشهر.



«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
TT

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

لا تعرف ما إذا كنت تستطيع أن تتعاطف مع ميغان ماركل، دوقة ساسكس أم لا. ما إن تخرج من مأزق حتى تدخل آخر. وفي كل مرة، تظهر أمام الكاميرات بابتسامة عريضة وكأنها تتحدى المنتقدين. اليوم سيُعرَض برنامجها الجديد «With love, Megan (بالحب من ميغان)» على منصة «نتفليكس» بعد أن تأجَّل بسبب حرائق لوس أنجليس. ردود الفعل التي تتعرَّض لها في بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بعد بث «البرومو» الترويجي له، لا تُبشِّر بالخير.

تم الحكم عليه بالفشل قبل بثه، على أساس أنه لن يختلف عن مغامراتها التجارية الأخرى التي لم تتكلل بالنجاح، بدءاً من «بودكاست» لم يستمر سوى موسم واحد، إلى آخر مشاريعها، «As Ever» الذي صرَّحت بكل اعتزاز وفخر في فيديو نشرته حديثاً، بأنها حجزت اسمه في عام 2022، ليتبيَّن أنه مستعمل قبل ذلك بكثير من قبل علامة أزياء في نيويورك.

اللافت أنها ليست المرة الأولى التي تختار فيه اسماً تضطر لسحبه. في العام الماضي أعلنت «American Riviera Orchard» اسماً لعلامتها التجارية. رُفض بسبب قانون يمنع استعمال أسماء أماكن جغرافية لمشاريع تجارية. وهذا ما يثير العجب والاستغراب، إذ إنه من المفترض أن يكون وراء مشاريعها فريق من الباحثين والقانونيين والمستشارين الملمين بمثل هذه الأمور.

ترافق ميغان زوجها الأمير هاري في كل المناسبات فيما يراه البعض محاولات لسرقة الأضواء منه (أ.ب)

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها». تُفرّق أكثر ما تجمع؛ بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن المبالغ فيه أحياناً، تعكسه أيضاً أزياؤها ومجوهراتها الغالية التي لا تتماشى مع المكان أو الزمان. المتحاملون الذين تزيد أسلحتهم قوة في كل مرة، يُبرِّرون أن البادئ أظلم. فهي مَن فتحت النيران في ذلك اللقاء الشهير مع أوبرا وينفري، حين أفشت أسراراً عائلية وزادت عليها بهارات أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي تفنَّنت في تفنيدها. منذ ذلك الحين وهناك حالة من التوثب تُشخِّص أي حركة تقوم بها، وتُحلِّل أي كلمة تتفوه بها.

ما إن تحضر مع زوجها الأمير هاري أي نشاط، حتى تنهال عليها الاتهامات بأنها تُهمِّشه وتسرق منه الأضواء عن قصد. ثم تعانق أحد المتضررين من حرائق لون أنجليس للتعبير عن تعاطفها، فتُتهم بأنها تستغل مآسي الغير لتلميع صورتها، وهكذا.

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

برنامجها الذي ستبدأ منصة «نتفليكس» بثه اليوم، لم يسلم من الانتقادات، ولم يشفع له عنوانه «With love, Megan (بالحب من ميغان)». كان من المفترض أن تعرضه منصة «نتفليكس» في منتصف شهر يناير الماضي، لكنه تأجَّل لأن الظروف لم تكن مواتية.

«نتفليكس» قدمته على أنه رسالة حب من دوقة ساسكس. تُعبِّر فيه عن مدى شغفها بالطهي، وتم تصويره في أجواء تعكس أسلوب حياتها الخاصة وعلاقاتها مع «أصدقاء قدامى وجدد». وهو ما أضافت عليه هذه الأخيرة قولها، إن الحب الذي يشير إليه العنوان «يكمن في التفاصيل الصغيرة، وتلك اللحظات الشخصية التي تبث السعادة في نفس مَن نحب»، مضيفة أن هدفها «ليس الكمال، بل خلق الفرح والسعادة».

«برومو» قصير لا يتعدى نحو 30 ثانية أدخلنا هذه الأجواء، وكان كافياً للحكم عليه بالفشل. تداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقطاته وتلذذت بانتقاد كل صغيرة وكبيرة، بدءاً من ظهورها وهي تُزيِّن أطباقاً ببتلات ورد جافة، أو تضع الفراولة بعناية فوق كعكة، أو تجمع العسل من خلية نحل، أو تقطف الورود من حديقة بيتها. كل هذا وهي في كامل أناقتها.

أرادته أن يكون رسالة حب تجمعها بالأصدقاء حول مائدة تسر العين قبل المعدة (نتفليكس)

غموض الرؤية

كان هناك إجماع على مآخذ وثغرات لا يمكن تجاوزها، على رأسها أن البرنامج لم يُصوَّر في بيتها الخاص ولا حديقته، مع أنه يبيع أسلوب حياتها. مشكلة أساسية أخرى تكمن في عدم وضوح إلى مَن تتوجه ميغان بهذه الوصفات، أو بالأحرى أي فئة من المجتمع تخاطب. الظاهر من فخامة المكان وطريقة التصوير السينمائي والأزياء والمجوهرات ونوعية الضيوف أنها تخاطب طبقةً غنيةً، بينما الواقع يقول غير ذلك. فأغلب المتأثرات والمعجبات بها، من طبقات عادية جداً ومن ذوي الدخل المحدود. وهذا يعني أنهن لا يمتلكن حديقة يزرعن فيها منتجات عضوية أو يقطفن منها أزهاراً ملونة، فما البال بامتلاك خلية نحل يستخرجن منها عسلاً.

المتحاملون يقولون إن فكرة البرنامج مكررة لم تقدم أي جديد (نتفليكس)

الأناقة راقية... لكن

وطبعاً لا يمكن الحديث عن ميغان ماركل من دون التطرق إلى إطلالاتها. كل ما فيها يشي بأناقة مريحة للعين، لكنها غير مناسبة لموضوع البرنامج. «مَن يلبس الأبيض وهو في المطبخ؟» وفق تعليق الإعلامي المثير للجدل بيرس مورغان، الذي لا يُفوِّت أي مناسبة للتصريح بأن الود بينه وبين ماركل مفقود. هناك أيضاً مَن رأى أن صورتها المنمقة، وحتى فكرة البرنامج، تتناقضان مع شعاراتها النسوية التي روَّجت لها طويلاً. ففي كل فرصة، تذكرنا بأنها تحمل على عاتقها القضية النسوية منذ أن كانت طفلةً. تُكرر حكاية قديمة بأن دعاية تظهر فيها المرأة وهي تغسل الأطباق أثارت حفيظتها وجعلتها تنتفض لهذه المرأة. تحكي كيف سارعت بكتابة رسالة إلى المسؤولين عن هذه الدعاية تسائلهم فيها كيف سوَّلت لهم أنفسهم وضع المرأة في خانة التابعة، التي يجب أن تغسل الأطباق من دون الرجل؟. حسب روايتها، فإنهم تجاوبوا معها وسحبوا الدعاية.

استضافت ماركل في البرنامج أصدقاء وطباخين معروفين (نتفليكس)

بشعرها الطويل وأزيائها الأنيقة ومجوهراتها الغالية، لم تعكس هذه القناعة، كما لم تعكس واقع المرأة المعاصرة. استحضرت في المقابل، فيلم «زوجات ستيبفورد»، المأخوذ من رواية هزلية من تأليف إيرا ليفين، تحوَّلت إلى فيلم سينمائي فيما بعد، وتتناول أسلوب حياة ربات بيوت لا هَمَّ لهن سوى الاهتمام بمظهرهن وتحضير أطباق شهية تُرضي أزواجهن، إلى حدٍّ يعطي الانطباع بأنهن روبوتات يحركها الأزواج بـ«الريموت»؛ لإرضاء نزواتهم واحتياجاتهم.

هذه المرأة ليس لها وجود في الواقع، لا سيما في الوقت الحالي؛ فتسارع إيقاع الحياة ودخولها معترك الحياة جنباً إلى جنب الرجل، يجعلاها تعود إلى البيت منهكةً، لا تحتاج سوى إلى وصفات بسيطة وسريعة، وأجواء مريحة بعيدة عن أي تكلف.

بين الغالي والرخيص

لكنها ميغان. تعشق الموضة وتهتم بكل تفاصيلها، وطبعاً كل ما غلا ثمنه. ظهرت في البرنامج بمجموعة من الأزياء بتوقيعات عالمية، نسقتها أحياناً مع قطع من ماركات شعبية، بنية أن تُدخل متابعاتها على «إنستغرام» عالمها الخاص وتبيعهن الحلم.

ظهرت مثلاً بكنزة من الكشمير من «جي كرو» بسعر 138 دولاراً، وكنزة أخرى من الماركة نفسها لا تتعدى 80 دولاراً. المصممة أنين بينغ أيضاً كان لها دور في التخفيف من غلاء الأسعار، حيث ظهرت الدوقة بتنورة من الكتان بتوقيعها، سعرها لا يتعدى 250 دولاراً. في لقطة أخرى تظهر بفستان من الكتان بلون القرفة معقود عند الكتف من «زارا». للأسف لم يعد متوفراً لأنه من موسم ماضٍ. ما عدا ذلك كانت بقية الأزياء والمجوهرات منتقاة بعناية تعكس رقياً ينضوي تحت أسلوب الفخامة الهادئة، سواء كان ذلك من ناحية الألوان أو التصاميم والخامات.

هذه الفخامة ظهرت مثلاً في كنزة من الكشمير من «لورو بيانا» المعروفة بصوف تصفه الدار بأنه «هدية ملوك» لندرته وجودته، يقدر سعرها بـ1325 دولاراً. اختارتها بلون كريمي أضفى على بشرتها نضارة وألقاً.

في لقطة أخرى تظهر فيها، وهي تجمع الورود من الحديقة، ارتدت «شورت» من علامة «زيمرمان» يقدر سعره بـ395 دولاراً نسقته مع قلادة من «كارتييه» من مجموعة «كارتييه جيست أن كلو» يقدر سعرها بـ13.400 دولار.

ظهرت أيضاً في لمحة عين بفستان من «إميليا ويكستيد» نسقته مع عقد مرصع بالزمرد، يقدر سعره بـ 4795 دولاراً.

كان واضحاً أنها اختارت كل شيء بدقة عسكرية، ولم تترك أي شيء للصدف، من تسريحة شعرها المسترسل في كل اللقطات، إلى أظافرها ولون المانيكير ومجوهراتها الذهبية. ورغم أنها قضت فترة قصيرة مع العائلة المالكة البريطانية، فإنها تعلمت أن الأزياء والأكسسوارات تحمل رسائل بليغة يمكن من خلالها أن تكسب القلوب والعقول في الوقت ذاته. وحتى إذا فشلت في كسب العقول، فإنها تعتمد على ذكرى الأميرة الراحلة ديانا لتقرِّبها من محبيها. تظهر في كل اللقطات تقريباً بساعة «تانك» من كارتييه التي ورثها الأمير هاري عن والدته وأهداها لها.

كما أنها لم تختر فستاناً طويلاً من «أولا جونسون» بالأزرق السماوي اعتباطاً. فهي أولاً مصممة تراعي مفهوم الاستدامة، بينما لونه الأزرق تناغم مع أزهار الفاوانيا التي كانت تنسقها في مزهرية، ليعكس سكينةً ورغبةً في السلام النفسي.

اليوم سيحكم المشاهدون على البرنامج بعد متابعة حلقاته كاملة: ما إذا كان منفصلاً عن الواقع... أم أنه فعلاً رسالة حب وسلام.