مدربون ولاعبون: زيادة محترفي أندية الأولى «سلاح ذو حدين»

المحترفون الأجانب سيشعلون منافسات دوري الدرجة الأولى («الشرق الأوسط»)
المحترفون الأجانب سيشعلون منافسات دوري الدرجة الأولى («الشرق الأوسط»)
TT

مدربون ولاعبون: زيادة محترفي أندية الأولى «سلاح ذو حدين»

المحترفون الأجانب سيشعلون منافسات دوري الدرجة الأولى («الشرق الأوسط»)
المحترفون الأجانب سيشعلون منافسات دوري الدرجة الأولى («الشرق الأوسط»)

تباينت ردود الفعل حول مستقبل دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية دوري الدرجة الأولى، عقب القرارات الأخيرة، ومنها زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى 7 في كل فريق مع إضافة لاعبين من المواليد، فضلاً عن زيادة عدد جولات الدوري.
وقال جهاد الزويد لاعب فريق أندية هجر والعدالة والنهضة والخليج إن فكرة زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى سبعة، والمواليد إلى اثنين، فكرة لها سلبياتها وإيجابياتها؛ فمن الإيجابيات أنها ستغير شكل الدوري وستغير الفكر العام للمدربين.
وعن السلبيات، قال الزويد إن اللاعب السعودي سيفقد بريقه من حيث فرصة الظهور بسبب العدد الكبير للأجانب والمواليد والكثير من اللاعبين ستتقلص فرص وجودهم في أنديتهم وسيغادرونها، والبعض لن يستطيع المشاركة بشكل أساسي حتى وإن شارك اللاعب السعودي مع ناديه فلن يستطيع الاستمرار بسبب الفرصة الكبيرة والدعم الذي سيجده اللاعب الأجنبي.
وعن زيادة عدد جولات الدوري إلى 38 جولة بوجود 20 فريقاً: «فكرة رائعة ولكن متعبة جدا في الوقت ذاته، لأن الدوري سيكون طويلا جدا وسيمتد إلى قرابة العشرة أشهر بالإضافة إلى السفر إلى مناطق متفرقة في المملكة قرابة 19 مرة، والكثير من الأندية تعاني في مسألة السفر المتكرر وأيضاً توفير السكن خصوصاً مع الأزمات المالية التي قد يعاني منها عدد من الأندية في الدوري».
وزاد اللاعب الخبير بدوري الأولى في حديثه أن الأندية تحتاج إلى إقامة معسكرات طويلة منذ وقت مبكر خصوصاً أنه في حال عدم توفر إعداد جيد سيتسبب ذلك بإصابات متفرقة للاعبين الذين لم يقوموا بالإعداد بشكل جيد للموسم الطويل.
ومن جانبه، قال لاعب فريق النجوم بندر العنزي إن الدوري سيكون أكثر حماس وقوة وتنافسية، إذا توفر الدعم الكامل القوي للأندية المشاركة، وهذا ما نلمسه بشكل كبير بعد تحول اسم الدوري إلى دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى بالإضافة إلى الدعم الكبير من قبل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ مما يشير إلى دوري مختلف في الموسم المقبل.
وأشار إلى أنه من الأفضل ألا تلعب مباريات الدوري على شكل مجموعتين كل مجموعة من عشرة فرق، والأفضل أن يكون الدوري من دورين لجميع الفرق.
وقال إن زيادة عدد اللاعبين الأجانب وعدد المواليد ستقلل ظهور اللاعب السعودي «وأنا كلاعب أرى أن هناك ضرراً، ولكن كمشاهد من الممكن أن أرى أن الدوري سيكون قويّاً وحماسياً حتى أدوراه الأخيرة، وذلك نظراً لزيادة عدد الأجانب فاللاعب السعودي متضرر والمتابع والمشجع للدوري سيستفيد».
ومن جهة أخرى، قال مروان الحيدري لاعب نادي الأنصار المتأهل حديثاً مع فريقه إلى دوري الأولى بعد صعوده من دوري الدرجة الثانية، أن زيادة عدد جولات الدوري إلى 38 جولة أفضل بالنسبة للتنافس وارتفاع رتم اللاعب السعودي بشكل كبير، وأفضل من تقسيمها للمجموعتين من 18 جولة فقط، فاللاعب عندما يبدأ الدخول في أجواء الدوري والمنافسات يتفاجأ بأن الدوري انتهى.
وشدد على أن أندية دوري الدرجة الأولى يصعب عليها إيجاد 7 أجانب على مستوى مرتفع أو حتى متوسط، بسبب قلة الموارد المالية للأندية وعدم وجود الدعم الكافي ولذلك سيأخذ اللاعب الأجنبي مكان اللاعب السعودي، وهو غير مؤهل لمكانه، فالعدد الأفضل للاعبين الأجانب لا يتجاوز 4 لاعبين فقط.
وزاد: «الدوري في العام المقبل سيكون دوريّاً قويّاً وتاريخيّاً ومختلفاً عن الأعوام الماضية بسبب عدد الجولات الكبير وتنافس فرق كثيرة على الصدارة».
في حين توقع حسن الصولان مهاجم فريق هجر أن يكون دوري الأمير محمد بن سلمان قويّاً للغاية بسبب زيادة عدد الجولات، ووجود اللاعبين الأجانب، وقال: «إن أغلب دوريات العالم تلعب بنفس عدد الجولات وستزيد من فرصة اللاعبين للعب مباريات أكثر واكتساب الخبرة أكثر».
وقال: «لعب الدوري كمجموعة واحدة يصعب المهمة أكثر للأندية التي تنافس على الصعود نظرا لكثرة المباريات وقرب الأيام التي تلعب فيها المباريات وقد يؤثر على لياقة اللاعبين في الأندية خصوصا المنافسة على بطاقة الصعود».
ونوه الصولان بأن «زيادة اللاعبين الأجانب والمواليد ستقلل من فرصة اللاعب السعودي وفي نفس الوقت ستزيد من إصرارنا لكي نعطي أقوى أداء داخل المستطيل الأخضر، وسيكون الدوري أقوى مع زيادة الأجانب والمواليد وفرص الفرق ستصبح شبه متساوية ومتقاربة»، وتوقع أن تستمر المنافسة ستكون حتى آخر الجولات».
وفي جانب المدربين، قال حمود السلوة إن زيادة الجولات في بطولة الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى إلى 38 جولة سيساعد على مزيد من فرص المنافسة والاحتكاك، وسيتيح بشكل أكثر أن يخوض اللاعب 38 مباراة في الموسم، وهذا سينعكس على مستواه وتطوره.
وواصل: «اللعب مجموعة واحدة أفضل بكثير من لعب الدوري في مجموعتين، وفي الجانب الفني والتنافسي فاللعب في مجموعة واحدة محكّ حقيقي لتنوع أساليب وطرق اللعب التي سيرتفع فيها المستوى العام للبطولة.
وقال: «سبق أن قلت إن بطولة الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى سيجد متابعة ومنافسة قوية غير مسبوقة إن كان على مستوى الدعم أو على المستوى الفني والإعلامي والجماهيري وهذا حدث تاريخي على مستوى الدوري».
واختتم السلوة حديثه قائلاً: «يكفي أن هذه البطولة تحمل اسم الأمير محمد بن سلمان والأمر الثاني هو انتهاء زمن (الهواة) والانتقال إلى الفكر الاحترافي الذي سيكون ضمانه جيده للاعبين المحليين تحديداً في مجال المردود المادي الذي سينعكس على حرص ومثابرة وتحدي 500 لاعب محترف، ويسهم في توفر مداخيل ماديه للاعبين المحترفين في بطولة تحمل اسم ولي العهد».
وقال صالح أبو نخاع رئيس نادي ضمك وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق إنه «من المفترض على إدارات الأندية أن تخرج من التقليدية في إدارة دفة النادي في الموسم المقبل كونه صعباً وقويّاً ويحتاج إلى قرارات متتابعة وموجهة في كل ما يخص الفريق في الجانب الإداري والفني واللاعبين وحتى ما يخص الجمهور والإعلام».
وأشار إلى أن «دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى بحمل اسماً غالياً علينا ويجب أن تكون إدارات الأندية في مستوى هذا الحدث».
ونوه أبو نخاع بأن أندية الدوري لن تستطيع جلب محترفين أجانب بمستوى مرتفع خصوصاً أن الأندية عليها التزامات سابقة، ولم تفِ بها وهي عائق كبير خاصة، وأنه لا توجد بوادر للحل حتى الآن، فذلك سيؤثر دون شك.
واقترح أبو نخاع على الرئيس التنفيذي لدوري الأمير محمد بن سلمان الإنجليزي ديفيد ريتشارد «الإكثار من ورش العمل، خاصة في الجانب الإداري الذي هو الخلل الكبير في تطور رياضتنا، وأن يتم رصد مبلغ مالي معين من مخصصات الأندية يصرف شهرياً للأندية لعدم التأخر في سداد الالتزامات».
وصادق أبو نخاع على قرار بقاء 25 لاعباً محترفاً في صفوف الفريق جميعهم لاعبون محترفون، وأن هذا العدد كافٍ، وهو قرار يدعو للتركيز وجلب اللاعب المفيد والمنضبط فقط، وكذلك يفرض على النادي جلب الأجهزة الفنية والطبية المميزة من أجل إعداد يساعد في جاهزية اللاعب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».