تركيا تتهم دولاً ومؤسسات مالية كبرى بشن هجمة على الليرة

زيادة العجز التجاري بنسبة 56.2 % إلى أكثر من 72 مليار دولار

صرّاف يجلس أمام لوحة ضوئية تظهر أسعار العملات في اسطنبول الأسبوع الماضي (أ.ب)
صرّاف يجلس أمام لوحة ضوئية تظهر أسعار العملات في اسطنبول الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

تركيا تتهم دولاً ومؤسسات مالية كبرى بشن هجمة على الليرة

صرّاف يجلس أمام لوحة ضوئية تظهر أسعار العملات في اسطنبول الأسبوع الماضي (أ.ب)
صرّاف يجلس أمام لوحة ضوئية تظهر أسعار العملات في اسطنبول الأسبوع الماضي (أ.ب)

حمل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مجموعة دول غربية وإسلامية ومؤسسات مالية كبرى (لم يذكرها بالاسم) المسؤولية عما سماه بـ«حملة» استهدفت الليرة التركية مؤخرا، وأدت إلى هبوطها الحاد مقابل الدولار.
وجاء ذلك في الوقت الذي اعتبرت وكالات التصنيف الائتماني الدولية الثلاث (موديز وفيتش وستاندرد آند بورز)، التي خفضت تصنيفاتها للبنوك والديون السيادية والنمو في تركيا، وكذلك مؤسسات دولية أخرى منها صندوق النقد الدولي أن التدخلات السياسية في عمل البنك المركزي وتصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان عن نيته إحكام سيطرته على السياسة النقدية للبلاد بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو (حزيران) الجاري، كانت أبرز سبب للانهيار غير المسبوق للعملة المحلية. ورفض جاويش أوغلو الإفصاح عن دولتين إسلاميتين قال إنهما من بين الدول التي شنت حملة للتأثير سلبا على الاقتصاد التركي عبر التلاعب بسوق الصرف.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية أمس، من يقفون وراء هذه المحاولات رأوا أن الاقتصاد التركي ينمو والصادرات تزيد، فأرادوا حصر تركيا في الزاوية عبر أسعار الصرف، على حد قوله.
وهوت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ 8 سنوات، خلال الأسبوع الماضي، وسجل سعر صرفها نحو 4.93 ليرة مقابل الدولار، لتسجل بذلك مستوى انخفاض قياسيا.
وعقدت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي اجتماعاً طارئاً، الأسبوع الماضي، قررت خلاله رفع أحد أسعار الفائدة الأربعة الرئيسية بهدف تعزيز وضع الليرة.
وأشارت صحيفة «التايمز» البريطانية في مقال أول من أمس بعنوان «تركيا تنحي باللائمة على اللوبي اليهودي في أزمتها الاقتصادية» إلى أن وسائل الإعلام التركية أنحت باللائمة على «اللوبي اليهودي» للانخفاض المفاجئ لقيمة العملة في البلاد.
في سياق مواز، سجل القطاع المصرفي التركي ربحا صافيا بقيمة 18.8 مليار ليرة تركية (4.67 مليار دولار) في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أبريل (نيسان) الماضيين، مقارنة مع 17.5 مليار ليرة (4.94 مليار دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وذكر تقرير لهيئة التنظيم والإشراف على البنوك التركية في بيان أمس أن صافي ربح القطاع المصرفي سجل خلال هذه الفترة زيادة بنسبة 7.9 في المائة على أساس سنوي. وأشار البيان إلى أن إجمالي أصول القطاع المصرفي التركي بلغ 3.44 تريليون ليرة تركية (851.6 مليار دولار)، بزيادة سنوية بلغت 18.9 في المائة، اعتباراً من أبريل 2018.
وبلغت القروض التي قدمتها البنوك، نحو 2.24 تريليون ليرة (555.3 مليار دولار) في نهاية أبريل، بزيادة بلغت 20.6 في المائة على أساس سنوي. وبلغت الودائع في البنوك 1.82 تريليون ليرة (452 مليار دولار) حتى أبريل الماضي، مسجلة زيادة سنوية بنسبة 18.8 في المائة.
وبلغ رأس المال التنظيمي للقطاع المصرفي لمخاطر الأصول المرجحة، وهو مؤشر مهم لمعرفة الحد الأدنى لمتطلبات رأس المال للمقرضين، 16.41 في المائة في أبريل 2018 ارتفاعا من 16.38 في المائة في أبريل 2017.
وبحسب أرقام الهيئة، فإن نسبة القروض المتعثرة إلى إجمالي القروض النقدية، وهو مؤشر مهم آخر يظهر مدى صحة القطاع المصرفي، بلغت 2.88 في المائة، اعتباراً من شهر أبريل الماضي، ما يدل على حدوث تحسن حيث بلغت النسبة في الفترة نفسها العام الماضي 3.19 في المائة.
وأشار البيان إلى أنه اعتبارا من أبريل الماضي أصبح لدى ما يقرب من 50 من المقرضين من جهات حكومية وخاصة وأجنبية، بما في ذلك بنوك الإيداع وبنوك المشاركة ومصارف التنمية والاستثمار أكثر من 11500 فرع محلي وخارجي يعمل بها ما يقرب من 209 آلاف موظف.
وأضاف أنه في العام الماضي، بلغ صافي أرباح القطاع المصرفي التركي أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث سجل 49 مليار ليرة (13 مليار دولار)، بزيادة سنوية بلغت 30.8 في المائة. على صعيد آخر، ازدادت قيمة الصادرات التركية خلال أبريل الماضي بنسبة 7.8 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وأظهرت معطيات عن التجارة الخارجية نشرتها هيئة الإحصاء ووزارة الجمارك والتجارة في تركيا أمس، أن قيمة الصادرات التركية خلال أبريل الماضي بلغت 13 مليارا و869 مليون دولار.
كما ارتفعت قيمة الواردات التركية بنسبة 15.6 في المائة خلال أبريل وبلغت 20 مليارا و554 مليون دولار، وبلغ عجز التجارة الخارجية 6 مليارات و685 مليون دولار، بزيادة 35.6 في المائة.
ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن قيمة الصادرات التركية ازدادت خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري بنسبة 8.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من 2017. وبلغت قيمة الصادرات التركية خلال الفترة ما بين يناير وأبريل الماضيين، 55 مليارا و29 مليون دولار.
وازدادت قيمة الواردات التركية أيضا خلال هذه الفترة بنسبة 20.8 في المائة، وبلغت 82 مليارا و446 مليون دولار، وسجل عجز التجارة الخارجية ارتفاعا خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري بنسبة 56.2 في المائة، وبلغ 27 مليارا و416 مليون دولار.



معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.