القصبي يصف استفزاز «العاصوف» للمشاهد والبيئة الثقافية والإعلامية والفنية بـ«العظيم»

قال إن العمل ليس توثيقياً بل حكايا درامية

الفنان ناصر القصبي خلال حديثه لبرنامج «مجموعة إنسان» («الشرق الأوسط»)
الفنان ناصر القصبي خلال حديثه لبرنامج «مجموعة إنسان» («الشرق الأوسط»)
TT

القصبي يصف استفزاز «العاصوف» للمشاهد والبيئة الثقافية والإعلامية والفنية بـ«العظيم»

الفنان ناصر القصبي خلال حديثه لبرنامج «مجموعة إنسان» («الشرق الأوسط»)
الفنان ناصر القصبي خلال حديثه لبرنامج «مجموعة إنسان» («الشرق الأوسط»)

أكد الفنان السعودي ناصر القصبي سعادته واحترامه لآراء وانطباع مشاهدي مسلسل "العاصوف"، مبينا أن "أجمل شيء للفنان أنه يرى عمله مثار للرأي"، معتبرا ذلك "نجاحاً".
وقال القصبي خلال حديثه لبرنامج "مجموعة إنسان" على قناة "إم بي سي"، إنه بدأ فكرة مسلسل العاصوف مع الكاتب الراحل عبد الرحمن الوابل قبل 10 سنوات، بهدف تقديم عمل عن المرحلة التي تناولها حتى اليوم، حيث بني المشروع على ذلك، مردفا "كنت أتابع معه كل نص ونسير في عملنا حتى أنجزنا 36 حلقة، وتم تقنين العمل إلى أن وصلنا إلى 19 حلقة، وبنينا عليها باقي الحلقات حتى انتهينا من الجزء الثاني، وسيكون هناك جزء ثالث".
وأضاف أن "المسلسل استفز المشاهد والبيئة الإعلامية والفنية والثقافية والأدبية، واصفا ذلك بـ"العظيم"، حيث أن "الردود الحادة والمتبيانة والمتعاطفة تؤكد نجاح العمل".
وأوضح القصبي أن "هناك أعمال درامية كثيرة سطحية وأغلبها ساذجة"، مشيرا إلى أن الدراما أصبحت مؤثرة اليوم، وكان يطمح إلى أن يكون هناك منعطفاً في العمل الدرامي، وأن يحدث العاصوف نقلة نوعية في العمل المحلي السعودي.
وتابع بالقول: "عندما تقدم عمل لا يجب أن تلزم الناس على الإعجاب به، وأنا أحاول تقديم عمل جيد بكل ما أوتيت من قوة"، مردفا "أرى أنني قدمت شيء عظيم على المستوى الشخصي، فالعمل مختلف وفيه تفاصيل دقيقة والتجربة مميزة".
وأشار الفنان القصبي إلى أن "المسلسل قام بعمل مسح اجتماعي بسيط، وأمامنا تقاطعات كثيرة منها مرحلة الصحوة" مضيفا "لم نقم بعمل وثائقي ولم نرصد عمل وطني ملحمي وشعبي عظيم، ولم نصوّر كيف كان آباءنا وأجدادنا"، مشدداً على أن "الدراما موضوعها مختلف وليس لها علاقة بعلم اجتماع، ولم نعطي دروس وعظية".
وأبان أن الدراما ليست تاريخ ولا توثيق بل حكاية، و"مشهد اللقيط" في بداية "العاصوف" لا يعني أن المسلسل خرج عن الإطار الاجتماعي وأنه منفلت أخلاقياً، مبيناً أنه يتفهم المشاهد البسيط لأنه "لم يتعود على تأثير الدراما في الحياة الاجتماعية".
ونوّه القصبي أن "هناك ردود حادة تصل إلى العنف وتحاول تؤذيك، وهناك شريحة داخلة في العرض ليس لها علاقة بالعمل الفني، ولها موقف حاد من طبيعته، وهي من نقلتنا إلى كوارث كنا شاهدين عليها"، متابعاً بالقول: "كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كانت داعمة لنا، والسعودية حققت إنجازات، واليوم نعيش حياة كنا نحلم بها".
وتوقع القصبي ردود الفعل المتباينة حول المسلسل الذي "تناول تفاصيل لم يتم التطرق إليها من قبل"، مرجعاً تأخر بثه إلى هيكلة العرض وتزاحم الأعمال "ولم يتأثر بأي شيء آخر".
ولفت إلى أن "العمل على العاصوف لم يكن سهلا بل هناك تفاصيل كثيرة وصعبة، واستغرق العمل على اكسسواراته نحو 6 أشهر".
وأفاد القصبي بأن المواضيع الشائكة والزمن في الدراما أمور "مرهقة" على صاحب الفكرة والممثلين، مضيفاً: "ليس هناك عمل كامل أو بدون أخطاء، أحيي جميع فريق العمل، وأنا أتحمل مسؤولية أي تقصير".



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».