أعلن الفرنسي زين الدين زيدان، أمس، رحيله عن الإدارة الفنية لنادي ريـال مدريد الإسباني في مفاجأة مدوية وغير متوقعة، بعد أيام من تدوين اسمه في السجل التاريخي لكرة القدم القارية، بإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.
وقال زيدان، الذي يشرف على النادي الملكي منذ 2016، في مؤتمر صحافي دعيت إليه وسائل الإعلام على عجل وحضره رئيس النادي فلورنتينو بيريز: «أعتقد أن لحظة الاستقالة حانت بالنسبة لي وللفريق وللنادي. أعلم أنه وقت غريب لفعل ذلك، لكنه مهم بالنسبة لي أيضاً. كان عليّ أن أفعل ذلك من أجل الجميع».
ويشعر المدرب الفرنسي بوضوح بأن بعد هذه الفترة الناجحة في استاد سانتياغو برنابيو فإن السبيل الوحيد ليواصل النادي نجاحه هو تغيير المدرب. وأضاف: «هذا الفريق يجب أن يواصل الانتصارات ويحتاج إلى التغيير من أجل ذلك. بعد ثلاث سنوات يحتاج الفريق إلى صوت آخر وطريقة عمل أخرى، ولهذا السبب اتخذت قراري. اللاعبون في حاجة إلى تغيير، وأود أن أشكرهم لأنهم هم من قاتلوا في الملعب».
وتابع: «تاريخ هذا النادي هائل. نطلب الكثير من اللاعبين، لكن تأتي لحظة تسأل فيها، ماذا يمكن أن أطلبه أكثر من ذلك بعد كل ما فعلوه لأجلي؟
وأضاف زيدان الذي كان عقده مع النادي الملكي يمتد حتى 2020: «لا أرى نفسي أنني سأواصل الفوز في السنة المقبلة، وأنا شخص فائز ولا أحب أن أخسر، أعتقد أنه الوقت المناسب بالنسبة للجميع، لي، للفريق».
وأكد رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي كان جالساً إلى جانب زيدان خلال المؤتمر، أن قرار الفرنسي كان «غير متوقع».
وأوضح زيدان أنه لا يبحث «عن فريق آخر» لتدريبه، وذلك رداً على سؤال من الصحافيين عن مستقبله.
وقاد زيدان (45 عاماً) ريـال مدريد إلى 9 ألقاب منذ تعيينه خلفاً للإسباني رافايل بينيتيز المقال من منصبه في يناير (كانون الثاني) 2016.
ويأتي قرار زيدان بالرحيل عن النادي الأبيض، بعد خمسة أيام من دخوله السجلات التاريخية للمسابقات القارية؛ إذ أصبح أول مدرب في تاريخ دوري الأبطال يحرز اللقب ثلاث مرات توالياً. كما أنه بات المدرب الثالث فقط في تاريخ المسابقة التي انطلقت عام 1956، يتوج بثلاثة ألقاب.
إلا أن النادي فقد هذا الموسم لقب الدوري الإسباني لصالح برشلونة.
وقال زيدان: «عرفنا فترات صعبة في الموسم الحالي؛ وذلك يجعلك تفكر وأعتقد أنه حان الوقت لكي أستقيل. ربما اللاعبون يحتاجون إلى تغيير وأريد أن أتوجه بالشكر إليهم لأنهم هم من يقاتلون في أرضية الملعب، وقد تشرفت بتقاسم هذه السنوات الثلاث معهم».
وأردف قائلاً: «لست متعباً أو مرهقاً من التدريب. عندما تصل إلى مرحلة معينة وتعيش تلك الفترة الصعبة ففي وقت ما يجب أن تعرف متى تتوقف، من أجل ومن صالح هذا الفريق لكي يواصل الفوز ربما معي قد تتعقد الأمور في المستقبل، هذا النادي أحس به في قلبي وأريد أن أنهي هذه المرحلة بأفضل طريقة ممكنة مثلما فعلت عندما كنت لاعباً».
أضاف: «يجب أن تكون ذكياً لمعرفة الوقت الذي تتوقف فيه، لا يجب أن أحزن، حتى نكون صريحين فهذا اليوم ليس جيداً بالنسبة لي، هي فترة أو لحظة صعبة أن تفصح عن قرارك بالرحيل، لكنه ليس وداعاً، لكن إلى اللقاء. سأبقى قريباً دائماً من هذا النادي».
وعلق بيريز بالقول: «هذا يوم حزين، هذا المنزل سيبقى عائلته إلى الأبد. لقد نجح هنا وفاز بكل شيء كما تعلمون. أشكره على التزامه، على شغفه. لا شك لدي بأنه سيعود».
وخلفت استقالة زيدان أجواء حزينة بين اللاعبين، حيث بعث قائد الفريق، سيرجيو راموس، والكثير من زملائه رسائل وداع مؤثرة لمدربهم. وقال راموس: سيدي، لاعباً والآن مدرباً قررت أن تودعنا وأنت في القمة، نشكرك على العامين ونصف العام من كرة القدم والعمل والحب والصداقة، سترحل لكن إنجازك يصعب محوه، إنه فصل من أنجح فصول تاريخ ريـال مدريد».
وقال المدافع مارسيلو: «تعلمت الكثير بجانبك، لقد استمتعت كالطفل في كل حصة تدريبية ومع كل نصيحة، أنت استثنائي للغاية بالنسبة لي، لقد صنعت تاريخاً بعملك وتفانيك وشغفك وبخاصة بتواضعك، أشكرك سيدي زيدان».
وعلق الألماني توني كروس، نجم خط الوسط: «أشكرك زيدان، لقد كان أمراً ساراً اللعب تحت إدارتك».
وقال المهاجم إيسكو: «زيدان لقد كان شرفاً أن أعمل معك والتعلم في كل يوم والفوز بكل شيء معاً لأنك تمكنت من جعل هذا الفريق شيئاً تاريخياً أتمنى لك الأفضل».
وقال المدافع داني كارفاخال: «أشكرك على هذين العامين ونصف اللذين كنت فيهما مدرباً لنا، لقد كنت محترفاً بطريقة مذهلة كما هو الحال أيضاً مع جميع طاقم العمل خاصتك، لقد تعلمت الكثير لاعباً وشخصاً تحت قيادتك، أتمنى لك الأفضل، ومرة أخرى شكراً زيدان».
وقال البرازيلي كاسميرو نجم الوسط: لا أملك الكلمات لأشكرك على ما قمت به من أجل غرفة الملابس، ومن أجل ريـال مدريد ومن أجل أنصاره لقد كان أمراً مميزاً، ويدعو للفخر أن يكون مثلي الأعلى هو مدربي».
وسريعاً، بدأت الترجيحات حول احتمال أن يكون تدريب منتخب فرنسا الوجهة المقبلة لزيدان، في حال رحيل مدربه الحالي ديدييه ديشامب بعد المونديال.
وقال غي لاكومب، مدربه الذي كان سبباً في تألقه في بداية مسيرته الكروية مع كاين،: «الآن، بعد ريـال مدريد، ما هو النادي الذي يمكن أن يدربه؟... لقد فاز بالفعل بكل شيء، كل الألقاب تقريباً!».
وأضاف: «أعتقد أنه في يوم من الأيام سيرغب في تدريب المنتخب الفرنسي. هذا واضح، لم يخف ذلك أبداً. يجب أن يتم لك في ظروف جيدة، في الوقت المناسب، وهذا، لأنه صبور، لن تكون هناك مشكلة».
وإذا كان قد تم تمديد عقد مدرب المنتخب الفرنسي زميله السابق ديشامب حتى عام 2020، فإن فكرة رؤية زيدان مدرباً للمنتخب تروق لرئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت الذي كان قال في يونيو (حزيران) 2017: «إنها استمرارية منطقية، فمن المرجح أنها ستحمسه في يوم من الأيام».
وكان زيدان أبرز نجوم فرنسا في مونديال 1998 على أرضها، والذي أحرزت في نهايته لقبها الوحيد في البطولة العالمية.
كما لم يعلن الريـال عن خليفة لزيدان لكن وسائل إعلام محلية تكهنت بأن ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هوتسبير، الذي وقع على عقد لخمس سنوات مع النادي اللندني الأسبوع الماضي، يأتي على رأس المرشحين لخلافة المدرب الفرنسي.
زيدان يفاجئ ريـال مدريد بقرار الرحيل وأجواء حزينة بين اللاعبين
تقارير ترشح بوكيتينو مدرب توتنهام لخلافة النجم الفرنسي
زيدان يفاجئ ريـال مدريد بقرار الرحيل وأجواء حزينة بين اللاعبين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة