مر نحو عام كامل الآن على تعاقد نادي مانشستر سيتي مع المدافع الإنجليزي كايل ووكر مقابل 50 مليون جنيه إسترليني في صفقة أثارت دهشة الكثيرين. في الحقيقة، دفع مانشستر سيتي الصيف الماضي 102 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ظهيرين هما ووكر وبنيامين ميندي، رغم أن الأخير ابتعد عن الفريق معظم فترات الموسم بداعي الإصابة. أما ووكر فكان أحد العناصر الأساسية التي ساعدت مانشستر سيتي بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وأحد اللاعبين الذين اعتمد عليهم المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا بشكل كبير في خطته، وبالتالي يرى كثيرون أن ووكر يستحق المقابل المادي الكبير الذي دفعه مانشستر سيتي من أجل التعاقد معه. لكن ووكر نفسه لم يشعر بالقلق مطلقا من الحديث عن القيمة الكبيرة لصفقة انتقاله وتقييمه من قبل الآخرين.
يقول ووكر، الذي حصل على فترة استراحة من استعدادات المنتخب الإنجليزي للمباريات الودية التي يخوضها قبل كأس العالم: «عندما تكون لاعبا لا يتعين عليك أن تحدد سقفا معينا لسعرك. لا يمكنك أن تفكر في الأمر وتقول إنني أستحق هذا القدر من المال أو ذاك، لأن هذا شيء من اختصاص رؤساء الأندية. وبالنسبة لي، كان يتعين علي أن أبذل جهدا أكبر لكي أثبت أن هؤلاء الأشخاص كانوا مخطئين، لأن مقابل مادي كهذا يجذب الانتباه، لكنني أعتقد أننا جميعاً قد رأينا أن سوق انتقالات اللاعبين أصبحت مجنونة بعض الشيء في النهاية».
وجنبا إلى جنب مع جون ستونز وفابيان ديلف، يمثل ووكر البالغ من العمر 27 قوة كبيرة في خط دفاع مانشستر سيتي، ويأمل الجميع أن يواصل هذا الثلاثي التألق مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم بروسيا. إنهم يتعاونون جيدا فيما بينهم ويعتنون ببعضهم البعض ويقدمون أداء قويا مع مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا. ومن المرجح أن يُطلب من ووكر أن يلعب في قلب خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين خلال الفترة المقبلة، لكنه يشعر بأنه مؤهل للقيام بذلك ويقول: «اعتادت أن ألعب في مركز قلب الدفاع مع شيفيلد يونايتد. كان يلعب بجواري كريس مورغان، وهو الأمر الذي ساعدني كثيراً لأنه إذا ارتكبت أي خطأ فإنه كان يقدم لي الدعم اللازم».
وأضاف: «لا أزال أتذكر إحدى المباريات التي لعبت خلالها في هذا المركز، وكانت أمام هال سيتي خارج ملعبنا وكان الفريق المنافس يلعب بكالب فولان في الأمام ومن خلفه نيك بارمبي. كان فولان رأس حربة تقليديا وكان يتعين علي أن أراقبه. وطلب مني مورغان أن أتعامل مع الكرات الهوائية على أن يتعامل هو مع الكرات الأرضية التي تُلعب من خلفي. ما زلت أفضل اللعب في مركز قلب الدفاع ناحية اليمين، لكن ما دام أنني سأشارك مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم فإنني مستعد للعب في أي مكان». وسيجد ووكر نفسه يلعب أمام بعض زملائه في مانشستر سيتي عندما يواجه المنتخب الإنجليزي نظيره البلجيكي في دور المجموعات بالمونديال، بالإضافة إلى الكثير من الأسماء المعروفة في الدوري الإنجليزي الممتاز مثل إيدن هازارد وروميلو لوكاكو. ولا يرى ووكر أي مشكلة في ذلك.
ودائما ما يتحدث ووكر عن مسيرته الكروية على أنها عبارة عن رحلة بدأت في أحد المساكن الشعبية في شيفيلد ووصلت الآن إلى الساحة العالمية، ويشير إلى أن خطواته الأولى هي التي جعلته يصل إلى ما هو عليه الآن. ويتذكر ووكر بدايته مع اللعبة قائلاً: «لعبت كرة القدم على المستوى الاحترافي لأول مرة مع نادي نورثهامبتون على سبيل الإعارة. كنت في الثامنة عشرة من عمري في ذلك الوقت ولعبت تسع مباريات فقط، لكنها كانت فرصة كبيرة بالنسبة لي. كان شيفيلد يونايتد يلعب في دوري الدرجة الأولى، ثم هبط للدرجة الثانية عندما انضممت له، وهو ما كان يعني أنه يمكنني أن ألعب بعض المباريات».
وأضاف: «كان ستيوارت غراي هو المدير الفني وأعطاني الفرصة لإظهار ما يمكنني القيام به. لم أنظر إلى الوراء أبدا، وكانت تلك هي النقطة التي انطلقت منها مسيرتي. كان بعض اللاعبين يعتمدون على المكافآت التي يحصلون عليها في حال الفوز في المباريات من أجل تسديد أقساط الرهن العقاري. كنت ألعب مع شيفيلد يونايتد منذ أن كنت في السابعة من عمري، ولعبت إلى جوار لاعبين جيدين تعلمت منهم الكثير». وقد شهدت مسيرة ووكر الرياضية صعودا واضحا منذ ذلك الحين. صحيح أنه خرج ليلعب على سبيل الإعارة أكثر من مرة في أول موسمين له في توتنهام هوتسبير، لكنه في عام 2012 تألق بشدة وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب من قبل رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، متفوقا على زميله بالفريق آنذاك غاريث بيل، كما اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز من قبل رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين.
ورغم أن حصوله على بطولتين في أول موسم له مع مانشستر سيتي يثبت أنه قد اتخذ الخطوة الصحيحة بالانضمام إلى كتيبة غوارديولا، فلم يحقق نجاحا سلسا على الصعيد الدولي مع المنتخب الإنجليزي، حيث غاب ووكر عن تشكيلة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2012 بقيادة المدير الفني روي هودجسون، كما لم يشارك في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب تعرضه للإصابة خلال المراحل الحرجة من الموسم. ورغم أنه شارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية بفرنسا عام 2016 فإن ذكريات المنتخب الإنجليزي في هذه البطولة ليست جيدة على الإطلاق.
وقال ووكر: «لقد كان أداء مخيبا للآمال، فأنا لن أكذب وأقول إنه كان هناك الكثير من الإيجابيات، لكن الأمور كانت سلبية تماما. وفي مباراتنا أمام آيسلندا شعرت بأن الأمور ستسير على ما يرام بعد تقدمنا بهدف دون رد، لكن يبدو أن الهدف المبكر الذي أحرزناه قد أبعدنا عن تركيزنا». وأضاف: «لا أعتقد أننا اعتقدنا أننا قد فزنا وتأهلنا بالفعل، لكننا بدأنا نشعر بأن المباراة قد تكون سهلة قبل أن تهتز شباكنا بهدف من تمريرة طولية على حين غرة. لكن الأجواء المحيطة بالمنتخب الإنجليزي الآن مختلفة تماماً، حيث يضم المنتخب مجموعة من اللاعبين الأصغر سنا، بالإضافة إلى أننا اتخذنا خطوات ضخمة في الاتجاه الصحيح، لكن ربما لا نزال بحاجة إلى الحصول على مزيد من الخبرات وإن كنت أعتقد أن المنتخب الإنجليزي قادر على تعويض خيبات الماضي في مونديال روسيا».
وتابع: «اللاعبون الإنجليز مخلصون للغاية وسيواصلون الركض والعمل بكل قوة على مدار التسعين دقيقة، لكن ليس هذا هو ما تحتاجه دائماً. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الهدوء ومحاولة السيطرة على المباراة من خلال التمريرات». وقال ووكر: «عندما نواجه منتخب بلجيكا، على سبيل المثال، قد تكون هذه المباراة حاسمة في مشوارنا في البطولة، لكن يتعين علينا أن ندرك أننا لسنا مجبرين على التسجيل في أول عشر دقائق. إذا كنت تستطيع التحكم في زمام المباراة، فيمكنك حينئذ أن تنتظر حتى الدقيقة 80 أو أكثر إذا لزم الأمر. إنني أحاول تحقيق هذا الهدوء من خلال تجربتي مع مانشستر سيتي، ونفس الأمر ينطبق على جون ستونز».
وأضاف: «لقد غيرت طريقة لعبي بعض الشيء منذ انتقالي من توتنهام هوتسبير إلى مانشستر سيتي وأصبحت أنتظر بالخلف أكثر قليلا. عندما كنت في توتنهام هوتسبير، كان الجمهور يبحث دائما عن الهجوم، لكن يجب أن تعلم أنه عندما تهاجم بأكبر عدد من المهاجمين تكون عرضة للهجمات المرتدة الخطيرة. ومع المنتخب الإنجليزي، نحن نعمل في التدريبات على كيفية التحكم في المباريات بشكل أفضل. إذا استطعنا تحقيق ذلك على أرض الملعب، فسوف نقدم بطولة جيدة».
ويبدو أن المنتخب الإنجليزي أصبح بإمكانه أن يلعب كأس العالم المقبلة دون خوف أو ضغوط كبيرة، لأن الإخفاق الكبير الذي عانى منه في البطولتين الماضيتين جعل الكثيرين لا يتوقعون تحقيق نتائج إيجابية في روسيا. لكن ووكر لا يتفق مع ذلك تماما، ويقول: «يجب عليك أن لا تنتظر هدايا مجانية من الفرق الأخرى، وإذا كنت تريد الفوز فيتعين عليك أن تلعب كل مباراة وكأنها آخر مباراة بالنسبة لك. ولا أعتقد أنه يتعين علينا أن نتحدث عن الضغوط أيضا، لأن أي شخص يريد أن يلعب في كأس العالم لا يجب أن يخشى أي شيء». وأضاف: «كل لاعب موجود في الفريق لسبب ما، وكان بإمكان المدير الفني أن يختار من بين مئات اللاعبين الآخرين، لكن هؤلاء هم الـ23 لاعبا الذين اختارهم لكي يمثلوا الدولة، وهذا شرف يجب أن يجعل هؤلاء اللاعبين يشعرون بالثقة. كل ما يتعين عليهم القيام به هو الذهاب إلى البطولة واللعب من أجل الاستمتاع فقط. لا شك أن المدرب قام بثورة في اختيار اللاعبين»
ووكر: المنتخب الإنجليزي قادر على تعويض خيبات الماضي في مونديال روسيا
مدافع مانشستر سيتي يؤكد أن الأجواء المحيطة بالفريق الوطني اختلفت تماماً بعد ثورة المدرب في اختيار اللاعبين
ووكر: المنتخب الإنجليزي قادر على تعويض خيبات الماضي في مونديال روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة