عاد الهدوء مجددا إلى قطاع غزة بعد يوم ونصف من المواجهة العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وتنفس السكان الصعداء بعد أن عاشوا لحظات عصيبة وتوترا، خشية تدهور الأوضاع وتحولها إلى عدوان واسع على غرار ما جرى في رمضان 2014.
وأبدى فلسطينيون في قطاع غزة تحدثت «الشرق الأوسط» معهم، ارتياحا كبيرا لسماع أخبار الهدنة. وزاد من طمأنتهم، تطبيقها فعليا مع ساعات فجر أمس الأربعاء، وتوقف طائرات الاحتلال عن شن هجمات جديدة.
وقال عاهد اللوح (49 عاما) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، إنه كان يخشى من أن تتدحرج كرة اللهب إلى تصعيد أكبر، ومن إقدام الاحتلال على شن حرب عسكرية واسعة النطاق. مشيرا إلى أنه كان يتابع مثل جميع الغزيين، الأحداث والأخبار طيلة الوقت، ويتمنى التوصل إلى تهدئة. ولفت اللوح إلى أنه مثل غيره، سارع إلى التزود بمواد تموينية خوفا من اندلاع حرب واسعة. لكنه أظهر قناعة بأن المجتمع الغزي مجمع على رفض الحرب في الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها.
وعلى النقيض من ذلك، توقع أنور عزيز (24 عاما)، وهو من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أن يتطور القصف المتبادل، وتدخل غزة في حرب جديدة كما جرت العادة، كل ثلاثة أعوام أو أربعة. وقال إن المواطنين انتشروا في الشوارع عقب الهدنة بشكل طبيعي، لكنهم لم يمكثوا فيها طويلا في ظل استمرار التوتر الأمني، الذي ينذر بتصعيد محتمل في أي لحظة.
وأشار عزيز إلى أن الكثير من المواطنين كانوا يرون في رد الفصائل الفلسطينية على قصف نقاط الرصد، ردا طبيعيا. لكنهم توقعوا ردا أقل حجما من ذلك، لعدم إعطاء الاحتلال فرصة شن حرب جديدة، لا يقدر المواطنون على تحمل أعبائها، خاصة أن العديد من المباني والمنازل التي دمرتها الحروب السابقة، لم يعد بناؤها، بينما الظروف المعيشية باتت الأصعب على الإطلاق منذ بدء الحصار قبل أكثر من 11 عاما.
لهذا استقبل المواطنون إعلان الهدنة في ساعات الفجر بارتياح كبير، وزوال الكثير من الضغوط النفسية والتوترات التي رافقت القصف.
وعلى حافة الهدوء الذي شهده القطاع، أفرجت القوات البحرية الإسرائيلية عن 17 فلسطينيا كانوا على متن سفينة الحرية، التي أبحرت من غزة قبل يومين بهدف كسر الحصار، غير أنها أبقت على قبطانها وفلسطينيين آخرين.
المجتمع الغزي لا يريد الحرب ولم يعد قادراً على تحمل نتائجها
يكرهونها لكنهم يعتقدون أن رد الفصائل على اعتداءات إسرائيل ضروري
المجتمع الغزي لا يريد الحرب ولم يعد قادراً على تحمل نتائجها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة