استمرار الاحتجاجات ضد حكومة أورتيغا اليسارية في نيكاراغوا

TT

استمرار الاحتجاجات ضد حكومة أورتيغا اليسارية في نيكاراغوا

تسود في نيكاراغوا منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي احتجاجات ضد حكومة الرئيس دانييل أورتيغا وزوجته روساريو موريلو التي تتولى منصب نائبة الرئيس.
وأدت الاضطرابات المتجددة إلى مقتل عشرات الأشخاص. وقالت لجنة حقوق الإنسان بدول أميركا الجنوبية إن المصادمات التي جرت حتى بداية الأسبوع الحالي أدت إلى مقتل 76 شخصاً، كما تعرض أكثر من 800 شخص للإصابة بجروح، بينما تقول حكومة أورتيغا إن عدد القتلى 20 شخصاً. ومساء الاثنين قتل طالب وأصيب 41 آخرون بعد أن هاجم مسلحون مجهولون جامعة كان يحتلها الطلاب في العاصمة، حسبما ذكرت منظمة العفو الدولية.
وقالت إيريكا جيفارا - روساس، مديرة شؤون الأميركتين في المنظمة، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية: «أكد مستشفى باوتيستا في ماناغوا لي أنه تلقى 41 طالباً مصاباً، معظمهم بسبب إطلاق النار، ومات شخص». وتابعت: «هذا نتيجة للهجوم على جامعة الهندسة». وندد ممثل الطلاب لاريس سوليس بالهجوم، نافياً صلة الطلاب بهذا الحادث. وفي الوقت نفسه، هاجم مسلحون يرتدون زياً مدنياً ويحملون متفجرات محلية الصنع جامعة الهندسة القريبة، وهي الرابعة التي احتلها الطلاب منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 17 أبريل الماضي.
وجاءت المظاهرات في البداية احتجاجاً على فرض ضرائب جديدة على معاشات كبار السن والمعاقين، بالإضافة إلى زيادة في مساهمات الضمان الاجتماعي الخاصة بهم. لكن المتظاهرين يطلبون حالياً استقالة أورتيغا، ولعب الطلاب دوراً أساسياً فيها منذ بداياتها في 17 أبريل. وكانت الجامعة هي الرابعة التي يحتلها الطلاب. وقالت وسائل إعلام محلية إن هجوم الاثنين نفذه رجال على دراجات بخارية، فيما ذكرت قناة تلفزيونية مستقلة أن المسلحين من قوات شبه عسكرية موالية للحكومة. وذكرت منظمة العفو الدولية، التي أرسلت فريقاً للتحقيق في انتهاكات الحكومة المزعومة لحقوق الإنسان خلال الاحتجاجات، أن الهجوم من تنفيذ «عصابات ساندانيستا» الموالية لأورتيغا، وفيما بعد من قبل شرطة مكافحة الشغب. كما أشعل مهاجمون مجهولون النار في مكاتب محطة «نويفا راديو يا»، القريبة من الجامعة، يوم الاثنين. ووصفت الحكومة الهجوم بأنه «مدفوع بالكراهية».
وقالت وسائل إعلام محلية إن مهاجمين مجهولين أضرموا النيران في مقار إحدى المحطات الإذاعية بالعاصمة ماناغوا، بينما هاجم آخرون إحدى الجامعات.
وأفادت قناة «كانال 15» المستقلة وقناة «كنال 4» الموالية للحكومة بأن مقر محطة «نويفا راديو يا»، الناطقة بلسان جبهة ساندينيستا اليسارية للتحرير الوطني، وينتمي إليها الرئيس دانيل أورتيغا، قد اشتعلت فيها النيران. وقالت قناة «كانال 4» إن المهاجمين كانوا «جماعات يمينية تخريبية»، بينما قالت قناة «كانال 15» إنهم مسلحون شبه عسكريين موالين للحكومة. ووصلت شرطة مكافحة الشغب إلى الجامعة في حين اختبأ المارة المذعورون خلف السيارات، التي كانت عالقة في ازدحام مروري. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
وكانت قد طلبت وزارة التنمية الألمانية، من المتطوعين للعمل التنموي في نيكاراغوا مغادرتها، نظراً لاستمرار أعمال العنف فيها. وكان في نيكاراغوا مع بداية الأزمة السياسية والاقتصادية وفقاً لبيانات الوزارة 116 متطوعاً ألمانياً ينتمون إلى منظمات متعددة، بعضهم عادوا قبل موعدهم، أو بدلوا نشاطهم إلى مشروعات أخرى في كوستاريكا المجاورة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».