أمسيات في القاهرة الإسلامية... منارات تضيء إبداعاً وثقافة

الحرفيون في عروض حية أمام الزائرين و«التنورة» تجذب السائحين

عروض المولوية تجذب محبي التراث الصوفي
عروض المولوية تجذب محبي التراث الصوفي
TT

أمسيات في القاهرة الإسلامية... منارات تضيء إبداعاً وثقافة

عروض المولوية تجذب محبي التراث الصوفي
عروض المولوية تجذب محبي التراث الصوفي

يجتذب ليل القاهرة التاريخية آلاف الزوار، سواء من السائحين أو المصريين، الذين يحرصون على زيارة الآثار والمعالم الإسلامية، وعلى رأسها المساجد والبيوت والمتاحف، والتي يعود تاريخها إلى عصور الدولة الفاطمية ثم الأيوبية فالمملوكية فالعثمانية، نهاية بالأسرة العلوية.
ولا تقتصر الزيارة على تفقد الأثر أو مشاهدة عمارته، بل تمتد إلى التمتع بما يقدم من فعاليات ثقافية وفنية وتراثية، حيث تعقد مجموعة من الفعاليات والأمسيات هذا العام تحت شعار «الإبداع يجمعنا» بمختلف مراكز الإبداع الكائنة بهذه الآثار، احتفالا بشهر رمضان الكريم، تتضمن حفلات غنائية وموسيقية وفلكلورية، ومعارض فنون تشكيلية ذات صبغة إسلامية إلى جانب معارض الخط العربي، ومعارض للحرف التقليدية، وورش فنية، بالإضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية، وجميعها يجتذب المئات من السائحين العرب والأجانب، الذين تكون وجهتهم في ليل القاهرة إلى هذه العروض.
ويعد شارع المعز لدين الله الفاطمي، أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، هو المقصد الأول للسائحين والمصريين، ففي شهر رمضان يتحول شارع المعز لمظاهرة فنية وثقافية، عبر عشرات الفعاليات، وهو ما يكون عاملا في زيادة الإقبال السياحي على الشارع.
وهذا العام، يعد «متحف النسيج المصري» من أبرز معالم شارع المعز توهجا في رمضان، حيث يفتح أبوابه للمرة الأولى خلال ساعات الليل بهدف تنشيط السياحة ونشر الثقافة خلال الشهر الكريم. ولا تقتصر زيارة المتحف، الذي يتكون من طابقين، على مشاهدة الملامح الأساسية لصناعة النسيج، والملابس التي كان يستخدمها المصري القديم، بل تمتد إلى التمتع بنشاط ثقافي.
ويقول الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير متحف النسيج، لـ«الشرق الأوسط»، إن المتحف في إطار دوره المجتمعي والترفيهي خلال ليالي رمضان، يقيم مهرجانا يركز على إحياء مجموعة من الحرف التراثية التي كان لها دور وظيفي في الحياة القديمة، يتضمن قيام الحرفيين بالابتكار فيها مع المحافظة على الأصالة، حيث يقوم الحرفيون بممارسة حية لها أمام الزائرين، للتعرف على فنون تلك الحرف بطريقة مباشرة وعملية، كما ينظم المتحف بالمجان عروضا ترفيهية للأطفال عبر مسرح عرائس شعبية يتم عرضه أمام المتحف.
في شارع المعز أيضا ينشط مركز إبداع «بيت السحيمي»، الذي يحتضن على مدار الشهر الكريم حفلات غنائية شعبية وعروضا مسرحية وموسيقية، وفنون العرائس الشعبية مثل الأراجوز وخيال الظل، والعديد من الأشغال الفنية.
ومن بين الأماكن الأثرية التي تشهد احتفالات وعروضا فنية وثقافية خلال رمضان، يأتي سور القاهرة الشمالي، في نهاية شارع المعز بمحيط باب النصر، والذي يشهد هذا العام واحدا من أهم المهرجانات الثقافية والفنية، وهو مهرجان «ليالي رمضان الثقافية والفنية».
فعلى المسرح المفتوح بالسور تقدم فرق التذوق الفني والفنون الشعبية عروضها، وعلى مسرح الطفل تقدم عروضا سينمائية، بجانب مجموعة كبيرة من ورش الفنون التشكيلية والحرف اليدوية المتنوعة الموجهة للأطفال والكبار، بالإضافة إلى ورش ذوي الاحتياجات الخاصة، وورش تعليم الحرف اليدوية (خزف وسجاد، حصير، خوص، الخيامية، والطرق على النحاس).
من أكثر الفنون التراثية التي تجذب السائحين خلال شهر رمضان عروض «التنورة» التراثية، والتي تقدم بوكالة «الغوري» بشارع الأزهر. وهي رقصة تعتمد على إظهار مهارات الراقص (اللفيف) في استخدام وتشكيل «التنانير» ولياقته البدنية مع استخدام الجمل الموسيقية والإيقاع السريع المتنوع.
وبالقرب من وكالة الغوري تقف قبة الغوري، التي تحتضن هي الأخرى عروضا للذكر والتواشيح، وعروض «المولوية»، التي تجذب محبي التراث الصوفي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.